واجبات الشباب المسلم :الإيمان و العلم و التعليم

الشاب أو الطالب المسلم هو عماد النهضة وقوام التغيير. والتغيير يبدأ من النفس ثم تنداح دوائره في المجتمع. والله سبحانه وتعالى يقرر القاعدة الأساسية فيه فيقول: )إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم([1]. من هنا فقد وجب على الشاب أو الطالب المسلم أن يعتني عناية كبيرة بنفسه، فيلزمها جميع الجوانب التي يطالب الآخرين بتطبيقها، فمن المؤسف أن ترى أقواما يتكلمون عن التغيير ويدعون الناس إلى فضائله.. ومن ثم تراهم نموذجا سيئا للتطبيق، والله.. والناس.. يكرهون هذه النماذج: )يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون([2].

 

وفي غمرة  التغيير، يوصي الإسلام المسلم أن يهتم بكل الجوانب التي تعينه على تشكيل شخصيته بشكل متكامل متوازن.. والسبيل إلى ذلك هو:

 

·        التربية الإيمانية الاعتقادية.. فهي الأساس في الدين وفي بناء الأمة المسلمة والفرد المسلم.

 

·        والتربية الإرادية.. وتدريب الإرادة على تشكيل السلوك الحسن..

 

·        التربية الإنسانية.. التي تنتج الإنسان الصالح الذي يهتم بكل الناس )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا([3].

 

·        تربية شاملة.. تشمل الجانب الروحي والمادي في الإنسان.

 

·        تربية متوازنة.. توازن بين طاقات الإنسان جميعاً.

 

·        تربية واقعية.. تتعامل مع الواقع وجميع متطلباته.

 

·        تربية مستمرة..

 

·        تربية أخلاقية..

 

·        تربية اجتماعية.. تشمل الأسرة والمجتمع والأمة.

 

فإذا استقام المسلم على منهج ربه.. وعرف حقوقه وواجباته.. وحدّد أولوياته.. وخطط لأوقاته.. استطاع أن يؤدي كل الأعمال المطلوبة منه.. والتي يغير بها نفسه.. ويغير المجتمع. ولا بأس أن نستعرض بعض هذه الواجبات.

 

(1)

 

الإيمان والعلم والتعليم

 

 

 

لقد اهتم الإسلام ببناء الشخصية الإنسانية ورعاها من كافة جوانبها: المادية والمعنوية، والروحية والعقلية.. فكل جانب يؤثر على الآخر.. والسعادة تؤسس على اعتدال وتكامل هذه القوى وتعاونها.

 

·        والعلم هو سبيل الإنسان للتمييز بين الخير والشر، وهو السبيل لبناء الأمم والنهوض بالمجتمع.. قال تعالى: )هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون( [4].

 

والعلم المطلوب هو علم الدين والدنيا.. ولم ترتفع منارة الحضارة الإسلامية في العالمين إلا عندما بدأ المسلمون يتسابقون في تحصيل العلم. قال النبيصلى الله عليه وسلم: (فما من خارج خرج من بيته في طلب العلم، إلا وضعت الملائكة أجنحتها رضاً بما يصنع)[5].

 

على المسلم أن يبلغ أعلى درجات العلم والتحصيل..

 

فيبني نفسه على قاعدة من العلم والإيمان.. ويبني مجتمعه بالنظر في ملكوت السموات والأرض )إن في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار( [6].

 

وعليه فلا بد للمسلم من أن يخصص:

 

·        وقتاً يذكر  الله فيه (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)[7].

 

·        ووقتاً يحضر فيه دروس العلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)..

 

·        ووقتاً يتعلم فيه القرآن ويعلمه (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه)[8].

 

·        ووقتاً لأداء العبادات بإتقان.. وأداء النوافل (لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه)[9].

 

·        ووقتاً يتابع فيه تحصيله العلمي في مجال تخصصه.. وأن يتقن كل ذلك (إن الله يحب إذا عمل أحدُكم عملاً أن يتقنه).

 

وإذا كانت القراءة مفتاح العلوم )اقرأ باسم ربك الذي خلق( [10]..

 

وتنوع الثقافات مفتاح العبقرية..

 

والمجتمع الصالح.. يزيد المسلم صلاحاً.. ويهتم به ويرعاه..

 

فإن المجتمعات الحاضرة اليوم.. وما تملكه من وسائل إغراء وإفساد.. ومناهج التعليم البعيدة عن الإسلام وربما تحاربه..

 

ووسائل الإعلام المتنوعة الأشكال والألوان.. وما تبثه من سموم.. كل ذلك.. جعل القراءة آخر اهتمامات الطالب والطالبة.. وإذا قرأوا فكتب الألغاز.. والأبراج.. وقصص الغرام.. أو مجلات الجنس المنحرف..

 

وإذا وُجدت فئة تمردت على هذه الأوضاع الشاذة.. فإن من أسباب تقديمها إلى المحاكم العرفية.. أن كتباً إسلامية وجدت عندها!!

 

لهذا كله.. فإن على الطالب المسلم.. وعلى العمل الطلابي الإسلامي.. والحركات الإسلامية.. أن تعنى:

 

·        بالقراءة وتهيئ أسبابها..

 

·        والمحاضرات والندوات لتوسيع المدارك وتنويع الثقافات..

 

·        والمخيمات تعين الشاب على ممارسة السلوك الإسلامي..

 

·        والجلسات الإيمانية.. تعوض فيها النقص الحاصل في المدارس والمناهج..

 

·        والتخصص العلمي.. بحيث يكون الشاب المسلم المتخصص رائداً في مجتمعه متميزاً بعلمه وأخلاقه وتخصصه.

 

·        والصحبة الصالحة.. التي تذكرك إذا نسيت، وتعينك على فعل الخيرات..  قال ابن مسعود رضي الله عنه: (اعتبروا الرجل بمن يصاحب، فإنما يصاحب الرجل من هو مثله).. وفي الأمثال الحديثة: (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت)..

 

هذه الأسباب جميعاً تعين المسلم على تبين طريقه.. يحاسب نفسه إذا قصر.. ويجد من يسأله: ماذا عملت؟ وأين أنفقت وقتك؟

 

 

خيـــــر صــديـــق… كـــتـــاب مفيــــد

 

 

اترك تعليقًا