الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على معلم الناس الخير محمد بن عبد الله بعثه الله بين يدي الساعة بالهدى ودين الحق؛ بشيراً ونذيراً ففتح الله بدعوته أعيناً عمياً وأذاناً صما وقلوباً غلفاً وأقام به الملة العوجاء وتركنا على المحجة البيضاء ‘ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وبعد.
فإن سنة الله المطردة في خلقه أن تمر الكائنات الحية بثلاث مراحل: مرحلة البدء والطفولة وهي مرحلة ضعف ثم تنتقل إلى مرحلة الاستواء والقوة ثم تنتهي إلى مرحلة الشيخوخة ‘ هذه سنة مطردة في النبات والحيوان والإنسان ‘ وقد أشار القرآن إلى مرور الإنسان بهذه المراحل الثلاث كما ذكر في سورة الروم ” اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ.” وهذا تنويه إلى أهمية مرحلة الشباب لأنها قوة بين ضعفين: ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة ! مرحلة الشباب مرحلة القوة بكل معانيها: قوة الجسم وقوة العقل وقوة الروح وقوة الذاكرة وقوة الفكر وقوة العزيمة !
كما أن الشباب هم الأقرب لقبول الهداية من غيرهم: إذ لم تعمل عوامل الاعوجاج عملها فيهم بطول الزمن ‘ فهداية القرآن تحتاج لفطرة سليمة ونفس مستقيمة وهذا متوافر بشدة في مرحلة الشباب ! ولذلك كان السواد الأعظم من الذين آمنوا برسول الله فور دعوته من الشباب وكان أغلب الذين آمنوا ابتداءً بعد الهجرة من الشباب بل دعوة الأنبياء السابقين كانوا من الشباب هم وأتباعهم قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبياً إلا شاباً، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب ) (رواه ابن أبي حاتم، وذكره ابن كثير في تفسيره – قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام يحكي ما قال قومه: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)، (سورة الأنبياء آية 60). قال ابن كثير: أي شاباً. ويذكر الله تعالى لنا قصة يوسف عليه السلام بتفاصيلها، وفيها من العبر والفوائد الشيء الكثير وهو أحسن قدوة للشاب في العفة والطهر، وإيثار مرضاة الله، وإن ناله ما ناله في الدنيا من تعب وعناء.
ويذكر الله تعالى قصة الفتية: أهل الكهف: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (سورة الكهف آية 13)، ومن مواضع الاقتداء فيها: الاعتزاز بالدين، والدعوة إليه، والاستعانة بالله، ودعاؤه، واعتزال أهل الباطل عند العجز عن إصلاحهم، وغير ذلك.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: فذكر الله تعالى أنهم فتية، وهم الشباب، وهم أقبل للحق، وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا، وانغمسوا في دين الباطل، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً، وأما الشيوخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم، ولم يسلم منهم إلا القليل. أ هـ.
من هنا فإن الاهتمام بالشباب من أولى الأولويات في وقتنا هذا لأسباب !
1- إن بلادنا الإسلامية ولله الحمد القاعدة العريضة من سكانها هم من الشباب‘ والهرم السكاني في البلاد الإسلامية وخصوصاً في مصر يرتكز على قاعدة كبيرة من الشباب عكس البلاد التي وصلت لمرحلة الشيخوخة السكانية والهرم عندهم مقلوب ونسبة المسنين أكثر من نسبة الشباب كما في السويد وفلندا وكثير من دول الغرب !
2- إن الشباب في بلادنا أثبت عظمته وأثبت قدرته على صناعة المستقبل بعد ثورات الربيع العربي التي فجرها أول من فجرها الشباب وإن كانت شرائح المجتمع المختلفة قد شاركتهم لكن الفضل للمبتدي وإن أحسن المقتدي كما يقول المثل !
3- إننا على أعتاب النهضة التي نريدها لأمتنا في شتى المجالات وهذه النهضة لابد وأن يكون أساسها وعمادها الشباب ‘ هذا هو مجدد القرن:الرجل الرباني الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله يخاطب الشباب بقوله ” أيها الشباب: إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب. لأن أساس الإيمان: القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها: إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدى.
4- إننا نمتلك رصيدنا هائلاً من العناصر والمقومات والتجارب التي تجعلنا نرسم لشبابنا طريق الفلاح من منهج التربية في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة وتاريخ سلفنا الصالح وسير المعاصرين من المصلحين التي تصلح بكل جدارة أن تكون قدوة لشباب النهضة قال تعالى ” أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ…”سورة الأنعام ‘ ولن نستغرق بإذن الله وقتاً كبيرا في النهوض بشباب أمتنا !
وفي نظري أن نركز في تربية الشباب في وقتنا الحاضر على بعض النقاط أهمها:
1- ربط الشباب بالقرآن تلاوة وتدبراً وحفظاً ‘فالقرآن هو القادر على صنع الأعاجيب ‘ أيها الشباب دونكم كتاب الله تعالى فيه لذة القلب ‘ وراحة النفس ‘ وغذاء العقل ‘ وحاجة الوجدان ‘ ولو تدبر الإنسان آية واحدة من آياته – كما يقول المرحوم البهي الخولي في تذكرة الدعاة – فقد تغير حاله من حال إلى أخرى.إن علينا ألا يكون همنا مع القرآن كم قرأت ولكن يكون همناً ما الذي استوقني في آياته وما خطر ببالي من تلاوته وما هي حالتي الإيمانية بعد تلاوته فإن الله تعالى امتدح المؤمنين بقوله: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ” سورة الأنفال. ليكن لكل شباب ورد يومي مع القرآن ويجب أن نسميه الورد الوقتي بدلاً من الورد الكمي فيكون توجه الواحد فينا نحو كم من الوقت قضيت مع القرآن لا كم قرأت من القرآن ! وصدقوني سوف يصنع القرآن منا أيها الشباب شخصيات ربانية جديدة.
2- ربط الشباب بالمسجد:
المسجد أيها الشباب بقعة من الآخرة في دار الدنيا فيه يكون الإنسان عزيزاً لنزوله ضيفاً على الله وفيه يجد الشاب صحبة الأخيار ويبتعد عن مواطن الفساد ليتحقق في الشاب مستهدف أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” وشاب نشأ في عبادة الله ” رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقد لخص الحسن بن علي رضي الله عنهما فوائد التردد على المسجد حين قال: من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثمانية خصال: آية محكمة وأخاً مستفاداً اًو علماً مستطرفاً أو رحمة منتظرة أو كلمة تدله على هدى، أو تردعه عن ردى. وترك الذنوب حياء، أو خشية”
قال الرافعي رحمه الله في وحى القلم ” فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع. هو فكر واحد لكل الرؤوس، ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل. وكما يشق النهر فتـقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم, يقام المسجد فتـقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله”.
3- تنمية روح الإبداع:- إن خطابي إلى الشباب أن تتحفز همتهم نحو الإبداع في شتى مجالات الحياة كما أخاطب القائمين على التربية والإعلام وغير ذلك أن يعملوا جاهدين على تنمية روح الإبداع, أن نصنع جيلاً متبع وفي نفس الوقت جيل مبدع جيل يوازن بين صدق الاتباع وعظمة الإبداع. إن تاريخنا الإسلامي يشهد بإبداعات الشباب الخلاقة التي كانت تمثل نقاطاً فارقة لعظمة الفكر ونقاء النفس, وهذا البخاري رحمه الله كان أول من أبدع في تدوين الحديث بأن جمع كتابه لأول مرة خالياً من أي حديث ضعيف وكان سابقة في زمانه إذ أن كل مَن كتب الحديث من قبله كان في مؤلفاتهم الصحيح وغيره !و هذا السلطان العثماني محمد بن مراد الملقب بالفاتح الذي فتح القسطنطينية ابن الثالثة والعشرون: حاصر القسطنطينية فلما وجد أن البيزنطيين قد أغلقوا بحر مرمرة ومضيق القرن الذهبي بالسلاسل الحديدية ولا تستطيع سفن الأسطول العثماني تجاوز تلك السلاسل ابتدع سابقة في العلوم العسكرية في زمانه بل لم نعلم قائداً عسكرياً استطاع أن يقلده في ذلك من بعده: شق في الجبل طريقاً وقطع الأشجار وطلاها بالزيت ورفع السفن على اليابسة مسافة ثلاثة أميال حتى أدخلها بحر مرمرة من الجهة المقابلة وأسقط في يد أهل القسطنطينية من عبقرية هذا القائد الفذ ! يعز علي يا شباب الإسلام أن يكون أصحاب الأرقام القياسية في شتى المجالات من غير شبابنا وأصحاب المغامرات الرائعة من دول الشرق والغرب إلا بلادنا, لذا ونحن بصدد بناء نهضة أمتنا فعلينا أن نعتبر تنمية روح الإبداع هدفاً استراتيجيا لنا !
4- المبادرة لتحمل المسؤولية مبكراً وللأسف في بلدنا فقط تطول فترة الطفولة المتأخرة وتطول فترة المراهقة حتى تتجاوز سن العشرين, وتجد الشاب ربما تجاوز العشرين وهو كَلُ على أبويه في كل شيئ. في الغرب يترك الشاب أسرته وهو ابن السادسة عشر ويتحمل مسئولياته كاملة بعيداً عن أبويه فيتعلم الاعتماد على النفس في مجتمع رأس مالي لا يرحم ! كان المجتمع المسلم في العهد الأول يربي شبابه على أن يقوموا بدور الرجال وهم في سن مبكرة: عن مالك بن الحويرث قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقاً رحيماً فقال: ( ارجعوا إلى أهليكم، ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم ). رواه البخاري. وروى الإمام أحمد في مسنده، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان شباب من الأنصار سبعين رجلاً يقال لهم القراء، قال: كانوا يكونون في المسجد، فإذا أمسوا انتحوا ناحية من المدينة فيتدارسون ويصلون، يحسبهم أهلوهم أنهم في المسجد، ويحسب أهل المسجد أنهم في أهليهم، حتى إذا كانوا في وجه الصبح، استعذبوا من الماء واحتطبوا من الخطب، فجاءوا به، فأسندوه إلى حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، فأصيبوا، يوم بئر معونة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على قتلتهم خمسة عشر يوماً في صلاة الغداة. وأسامة بن زيد رضي الله عنه يشاوره النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك، ويسلمه قيادة الجيش الذاهب إلى الروم وهو بن السابعة عشر. وعتاب بن أسيد، يجعله أميراً على مكة. وعبد الله بن الزبير، يقود الغلمان لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس سنين. ومصعب بن عمير، يرسله داعية إلى أهل المدينة، فيسلم على يديه أكثر أهلها، ويدخل نور الإسلام كل بيت من بيوتها. بل ما أعجب ما أورده الطبري عن شابين من شباب المسلمين في غزوة أحد لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد وعرض أصحابه فرد من استصغر, رد سمرة بن جندب وأجاز رافع بن خديج فقال سمرة بن جندب لربيبه مري بن سنان يا أبت أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج وردني وأنا أصرع رافع بن خديج, فقال مري بن سنان يا رسول الله رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لرافع وسمرة تصارعا فصرع سمرة رافعا فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدها مع المسلمين. وكان راوية الحديث في زمانه محمد بن شهاب الزهري رحمه الله تعالى يشجع الشباب، ويوليهم عنايته، ويزرع في نفوسهم معالي الأمور، قال يوسف بن الماجشون: قال لنا ابن شهاب أنا وابن أخي وابن عم لي ونحن غلمان أحداث نسأله عن الحديث: لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم.
هكذا كانت تربيتهم لأولادهم على تحمل المسئولية واستشعار الرجولة في سن مبكر وما أحوجنا إليه في هذه الأيام. أيها الشباب وأيها الآباء إننا بحاجة لتربية شباب يحمل هموم أمته ويضع نصب عينية تحرير أرضها وتطهر قدسها ‘ شباب من هذا النموذج الذي وصفه الشاعر السوري عصام العطار:
شبابٌ كما الإسلامُ يَرضى خَلائقاً وديناً ووعياً في اسودادِ المفارِقِ
قلوبُهُمُ طُهرٌ يَفيضُ على الورى وأيديهمُ تأسو جراحَ الخوافِقِ
هم السّلْسَلُ الصافي على كلِّ مؤمنٍ وفي حومةِ الهيجاءِ نارُ الصواعِقِ
همُ الحلُمُ الريّانُ في وقدةِ الظمأ وليس على الآفاقِ طيفٌ لبارقِ
هُمُ الأملُ المرجوُّ إنْ خابَ ماُملٌ وأوهنَ بُعدُ الشّوطِ صَبرَ السوابقِ
كأني أراهمُ والدُّنا ليست الدُّنا صلاحاً ونورُ اللهِ ملء المشارقِ
أقاموا عمودَ الدينِ من بعدِ صَدْعِهِ وأعلَوْا لواءَ الحقِّ فوقَ الخلائقِ
ختاما أقول لكل من يسمعني أن الشباب كما هو مرحلة عمرية فهو أيضاً حالة نفسية ‘ فقد يشيب من الإنسان جسده ويعم الأبيض المكروه مفرق رأسه ‘ لكن تبقى روحه وعزيمته في قمة الشباب فهذا أبو طلحة الأنصاري رضى الله عنه صاحب رسول الله الذي شهد المشاهد مع رسول الله وجاهد مع خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان حتى بلغ التسعين سنة في خلافة عثمان وركب البحر للغزو ورفض أن يكون سنه وشيخوخته عذراً حتى مات في البحر وهو غاز في سبيل الله فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، ولم يتغير. أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلي وإسناده صحيح. قال الشاعر الدكتور جابر قميحة وهو يمتدح أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي وافته المنية أيضا وهو في الجيش الذي كان يحاصر القسطنطينية وهو هو ابن التسعين أيضا:
شاب فوداك من الدهر وما في الشيب عابوا
ليس بالشباب من هانوا إذا حط الصعابُ
وإذا الشيخ تجلى فهو في الأفق الشهابُ
نسأل الله أن ينفع بنا أجمعين؛ أطفالاً وشباباً وشيوخا وأن يجمع قلوبنا على الهدى وأنفسنا على التقى وعزائمنا على عمل الخير وخير العمل وأن يسترنا ويجعل تحت الستر ما يحب, وأن يحسن لنا العاقبة في الأمور كلها, اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا واجعل لنا من أمرنا يسرا, اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين‘ اللهم انصر أهل سوريا وعجل لهم بفرج قريب, اللهم أمدهم بمدد من عندك وجندا من جندك ‘ اللهم احرسهم بعينك التي لا تنام واكلؤهم في ركن كنفك الذي لا يضام, اللهم اجعل مصر بلدا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين, “ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ” وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.