بلعيز يقطع الطريق أمام المعارضة

 

دخل وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، على خط المعارضة وشرع في استقبال سفراء الدول الكبرى في مهمة للتسويق السياسي للاستحقاق الرئاسي القادم، فيما يشبه الحملة المضادة للحملة التي تقودها عدد من التشكيلات السياسية المعارضة ضد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، ممن يستهويها الطرق على أبواب السفارات

.

وفي السياق، استقبل أمس الأول، الطيب بلعيز، سفراء كل من الولايات الأمريكية المتحدة، وفرنسا، اسبانيا واليابان، وهم على التوالي هنري إنشر، أندري باران، غبريال بوسكيتس، تشوكازا كوادا، وبالوقوف عند مجموعة من المؤشرات السياسية، فالأكيد أن موضوع الرئاسيات القادمة كان حاضرا في صلب المحادثات بين وزير الداخلية وسفراء الدول الأربع.

وبحسب العارفين بالشؤون الدبلوماسية فسفراء الدول الغربية لا يتحرجون أبدا من الخوض في مثل هذه المواضيع على سبيل توضيح الرؤى، كما يسمحون لأنفسهم بصفة خاصة الخوض في شروط النزاهة والشفافية، خاصة وأن آخر تقرير لمفوضية الاتحاد الأوروبي التي حضرت الانتخابات التشريعية وقفت عند مجموعة من الملاحظات، وطالبت الجزائر باعتمادها ضمن المواعيد الانتخابية القادمة.

ويبدو أن خرجة وزير الداخلية واستقباله لسفراء دول غربية، كانت مدروسة من حيث التوقيت، وجاءت في أعقاب ندوة صحفية خاض فيها السفير الأمريكي بالجزائر في موضوع الرئاسيات، كما جاء في أعقاب لقاءات استقبل فيها عدد من السفراء الغربيين زعماء تشكيلات سياسية معارضة، الأكيد أن موضوع الرئاسيات والشأن السياسي الجزائري شكّل صلبها، لدرجة أن هنشر أسقط القناع وقال أن اللقاءات التي أثارت امتعاض السلطات الجزائرية، كما ينظر إليها الرأي العام الجزائري على أنها وجه من أوجه الوشاية تدخل في صلب مهامه الدبلوماسية.

وبعيدا عن مهمة التسويق السياسي للرئاسيات التي يبدو أن الطيب بلعيز، الذي يعد أحد المقربين من الرئيس بوتفليقة، سيتكفل بها موازاة لتكفله بالتحضير اللوجيستيكي للانتخابات الرئاسية، فقد جاء في بيان وزارة الداخلية، أن محادثات بلعيز مع السفراء مكّنت من استعراض مختلف أوجه العلاقات بين الجزائر وهذه البلدان مع التطرق إلى وسائل تدعيمها وإثرائها بما يعود بالفائدة المتبادلة للبلدين.

وأكد وزير الدولة على المستويات التي وصلت إليها العلاقات مع هذه الدول، معبّرا عن استعداد ورغبة الجزائر بتدعيمها في مختلف الـميادين الحساسة، ولا سيما فيما يتعلق بالأمن، محاربة الجريمة الـمنظمة، الحماية الـمدنية وتسيير الكوارث الطبيعية وكذا الجماعات الـمحلية من منظور إعادة تنشيط وبعث الشراكة وكذلك التوأمة الجاري بها العمل والسعي إلى ترقية علاقات مماثلة.

كما أكد وزير الداخلية بصفة خاصة على أهمية التكوين وتبادل الـمعارف والخبرات في إطار الشراكة مع هذه البلدان في مختلف الـميادين الإستراتيجية ذات الاهتمام الـمشترك.

وبالمناسبة حيا سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر جودة العلاقات الجزائرية ــ الأمريكية، معبّراً عن استعداد بلاده لتدعيم هذا التعاون الثنائي أكثر فأكثر ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والأشكال الجديدة للجريمة الـمنظمة الجريمة الإلكترونية والشرطة العلمية، فيما عبّر السفير الفرنسي بالجزائر عن ارتياحه للنوعية الـمستقرة للعلاقات بين بلده والجزائر بصفة عامة وبين وزارتي الداخلية بصفة خاصة.

وتقرر في الـمقام الأول وباتفاق الطرفين عقد قريبا بالجزائر الاجتماع الثاني للجنة القيادة الـمؤسسة في شهر جانفي 2012، مع تنظيم في الـمقام الثاني جلسات الجماعات الـمحلية خلال السداسي الأول من سنة 2014. هذه الجلسات التي ستمكن من استعراض حصائل اتفاقيات التوأمة والشراكة التي تم تجسيدها من قبل الجماعات الـمحلية الجزائرية والفرنسية.

كما تناولت المحادثات مع سفير اليابان، سبل وطرق تدعيم التعاون الثنائي في مختلف مجالات التنمية مع إعطاء الأولوية لتسيير الكوارث الطبيعية والتحكم فيها بالاتصال مع المديرية العامة للحماية الـمدنية على وجه الخصوص. أما سفير اسبانيا بالجزائر، فقد اختلف شكلا ومضمونا اللقاء معه، ذلك لأن اللقاء كان عبارة عن زيارة وداع إثر انتهاء مهمته بالجزائر.

اترك تعليقًا