في 26 أكتوبر بدأت تراجيديا اغتيال الشيخ محمد بوسليماني رحمة الله عليه الذي تحول إلى شاهد على ثلاث قضايا كبرى، هي:
الأولى: السلمية سلاح الاعتدال
الثانية: السلاح لا يجر الا الى السلاح والدم
الثالثة: حماية مفاتيح الاستقرار مسؤولية السلط
فالأول: السلمية سلاح الاعتدال
فإن السلمية تبقى نمط من أنماط المقاومة التي هي وسطية بين الاعتداء والخضوع والذل، والمقاومة السلمية هي نوع من الممارسة المحكومة بالمقاصد الشرعية والأحكام العليا للأمة، حيث يتم التغيير الآمن من انعكاس الدمار والدماء، والذي حدث في أزمة الجزائر كان سببه الاستهانة بالدماء وغياب رؤية تحافظ على مكتسبات الوطن خلال عقود من الزمن، وهو مايحدث الآن في مصر باستهانة الانقلابيين بدماء المصريين والتهاون في حماية مكتسبات الأمة خصوصا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
و الثاني : السلاح لا يجر الا الى السلاح والدم
فإن الاحتكام إلى العنف والسلاح هو صورة أخرى تعبر عن هشاشة الممارسة السياسية وضعف الأفكار بدأها قابيل وتوارثها عليه من صار هذا منهجهم في فرض الرأي وقتل مخالفيهم حتى لو كانوا ممن شعارهم التسامح والسلمية وسيظلون يحملون أوزار كل دم يهدر من دماء بني آدم إلى قيام الساعة، ومايحدث في سوريا الآن من احتكام للسلاح صورة تعكس سلبية وقتامة هذا النمط من التغيير على الأمة بأكملها، ويشبهه مايحدث في ليبيا ومايحدث في العراق والذي تتجاوزه إيران اليوم بدخولها في التنازل من أجل حماية مكتسباتها الإستراتيجية من الدمار. فالاستخدام البيني للسلاح فلا يؤدي إلا الدمار.
والثالث : حماية مفاتيح الاستقرار مسؤولية السلط
فإن عجز النظام عن حماية المواطن وتوفير المناخ الإيجابي لعطاء المواطنين في سبيل التنمية والسلم والتصالح سيفتح المجال أمام دعاة الفتنة، فالدولة القوية هي دولة عادلة وليست دولة قاهرة، وقد كان الشيخ بوسليماني ضحية من ضحايا الإرهاب ولكن أيضا بسبب عدم القدرة لدى السلطة التي كانت تسير البلاد في تلك الفترة على تأمين مفاتيح المصالحة الوطنية أمثال الشيخ بوسليماني الذي كان سباقا إلى فكر الحوار والمصالحة الوطنية وحق دماء المسلمين.
واليوم على كل مكونات الوطن أن تستفيد من درس الشيخ بوسليماني حتى لا تتكرر مأساة الأمة في اغتيال أصوات الاعتدال والحق والحرية، في ظل صمت القادرين على الفعل لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أمانة الإعلام