لقاء وطني لمسؤولي التربية الولائيين


عقد قسم التربية الوطني لحركة البناء الوطني “الملتقى الوطني لمسؤولي التربية الولائيين” وذلك يوم السبت 19 صفر 1435هـ الموافق لـ 21 ديسمبر 2013 بالمقر الوطني درارية، وقد حضر الملتقى رئيس الحركة الشيخ مصطفى بالمهدي الذي كانت له كلمة الافتتاح التي تناول فيها معاني التربية المرجوة والمسؤولية الملقاة على عاتق المكلفين بتجسيد تلك المعاني في واقعهم ومن يشرفون على تربيتهم ليكونوا في مستوى تحقيق أهدافها.
كما كانت لمسؤول القسم الوطني للتربية الأستاذ عبد القادر بن جعفر كلمة عرف من خلالها بالهدف المسطر للملتقى والذي يأتي ليقف لتقييم ماأنجز وأهم المشكلات التي واجهت العملية التربوية وفي الوقت نفسه مناقشة أهم الموضوعات المتعلقة بالترية والتي تشكل أولوية في هذه المرحلة والتي يشكل فيها المنهج التربوي الأساس الذي يؤطر العملية التربوية وتتحقق من خلاله مختلف الأهداف المرجوة.


لتنطلق بعد ذلك مجموعة الفقرة الثانية من الملتقى والتي برمجت فيها مداخلات كان مدارها حول المنهج التربوي الذي تناولته من زوايا متعددة، وكانت أول مداخلة حول “كيفية التعامل مع المنهج التربوي فهما وتطبيقا” وتناوله الأستاذ اسماعيل ذباح الذي ابتدأ بالتفريق بين المنهج والمحتوى، ثم عرج إلى أهداف المنهج التي تختلف حسب كل مرحلة من مراحله التربوية والتي يحوي كل منها وسائلها وأدواتها وبرنامجها والتي يجب أن يتم التركيز فيها على عنصر الفهم والعمل الذين يحققا المأمول منها، مع تحقيق عنصر التقويم والمتابعة كما أضاف الأستاذ لضمان تحقيق فعلي لمراحل للعملية التربوية وتدرج طبيعي وفقها.
ثم تناول الكلمة الأستاذ عبد السلام قريمس مسؤول قسم التنظيم الوطني بالحركة والذي قدم موضوعا بعنوان “الاستقامة على المنهج” الذي أكَّد فيه على المنطلق الأول وهو التزام الثغور التي هي مواقع الدعوة التي لايجب أن يتركها الفرد، وهذا يتطلب الوفاء بمختلف الالتزامات والمطالب وفي كل الظروف والأحوال، وأضاف الأستاذ عبد السلام أن مايساعد الأخ على ذلك هو أمور أهمها: التوبة والاستغفار والدعاء والتضرع والإخلاص في الطاعات، ليؤكد على أن المنهج لا يخضع للأمزجة والتقلبات مهما كانت، وعليه يضيف أن المطلوب هو تجسيد المراحل التربوية المطلوبة ووفق شكلها الطبيعي وتفعيل عناصرها ضمن الحق التربوي والواجب الدعوي، وهذا من شأنه أن ينشئ الفرد الصالح الذي تنتجه الأسرة الصالحة وتوفر له البيئة المساعدة، وهو بدوره يترقى في تحقيق الأهداف المطلوبة.
تلى هذه المداخلة مداخلة الأستاذ خونا أحمد محمود رئيس مجلس الشورى الوطني للحركة والذي تناول موضوع “رعاية المنهج التربوي الدعوي بين خطط الإبداع وتخليطات الابتداع”، والذي ركز فيه ابتداء على أن رعاية المناهج مهمة ثقيلة وأمانة لاتقبل التغيير والابتداع انطلاقا من قوله تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ 25 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ 26 ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ 27) سورة الحديد، وهنا يشير الأستاذ أن مثال قوم عيسى عليه السلام وقد كان المستهدف الرأفة والرحمة فزادها بعضهم فصارت رهبانية مبتدعة. وبالتالي الانضباط بمستهدفات المنهج في المضمون والوسائل، وقدم جملة مؤشرات راعية للانضباط الإبداعي البعيد عن الخلط الابتداعي ومن أهمها: الشمول في الاهتمام، التفاعل مع القضية المركزية، وضوح الأهداف العامة المقررة، الولاء التنظيمي. وهذه الرعاية يشترك فيها الفرد مع الجماعة والمؤسسة وداخلهما وداخل المجتمع أيضا، كما قدم لذلك الأستاذ خونا جملة وسائل تضمن هذه الرعاية للمنهج التربوي الدعوي من بينها: رعاية الرحمة والأمانة، ربانية التعليم الذي منطلقه الإيمان وغايته مرضاة الله وإطاره الشريعة والأخلاق وهذا يبتعد بالفرد عن مناهج غربية في التعليم أصلها بعيد عن الإيمان والوحي وكذلك مناهج غريبة كانت نتاج فهم غريب عن الإسلام الحق.
هذا وقد تناول المشاركون هذه المداخلات باستفسارات وطرح إشكالات ورؤى أثرت هذه الموضوعات.
ليتواصل الملتقى بفتح ورشات نقاش حول الموضوعات المقررة التي أسهب المشاركون في إثرائها وجمع مختلف المقترحات حولها.
ليختم الملتقى بجلسة حوصلت مجمل ماتناولته فقرات الملتقى وعرض لتقارير الورشات مع أهم التوصيات التي توجت أشغال الملتقى الوطني لمسؤولي التربية الولائيين.

تقبل الله هذا العمل وبارك فيه وسدد الجميع لما فيه الخير والرشاد.

اترك تعليقًا