أبناء الدعوة بالنسب وأبناؤها بالتبني

 

للدعوة ابنان أحدهما بالنسب والآخر بالتبني اما الأول فسمته سمتها ونوره نورها, وبهاؤه بهاؤها تشعر عندما تراه أنه ربيب القرآن وخريج جامعته , ينطق بالصدق ويتحرك بين الناس بآداب النبوة وكأنه كان يعيش مع نبيه عليه الصلاة والسلام  تحت سقف واحد إن حضر تعلقت بمحياه العيوون وان غاب اشتاقت إليه القلوب يغار على حرمات الله أكثر مما يغار على حرماته هو يشعر في قرارة نفسه أنه ابن الدعوة الوحيد وأن الدعوة لم تنجب إلا هو فهو في المسجد يجمع الناس على الخير وفي العمل له في  قلب كل صاحب له مكان يعود المريض ويواسي المجروح وينصح المخطئ  في رفق , وهو بين أهله مصباح البيت , وعافية البدن , و شمس النهار  وللدعوة في قلبه كرسي الملك نهاره في أمورها وليله مشغول بها

, وفيها جسده بين أهله وعقله مع الأمة الجريحة يفكر في شبابها وشيبها ونسائها وأطالها , وما يحيط بها من فتن يدبرها شياطين الإنس والجن ولكم بكى من ليالي لفلان العاصي وعلان الشارد وفلانة الهائمة على وجهها, ناسية ربها ناكبة طريقه. كم اعتل بدنه من غير علة , وما به من علة إلا جرح المسلمين الغائر من كل منطقة من جسده دماء المسلمين تنزف من جسده  وتأوهات اليتامى والثكالى تخرج من قلبه وبيوتهم تهدم فوق رأسه يجوعون فيجوع ويشبعون فيشبع ماله للدعوة ووقته للدين ومع ذلك يقول ما قاله أويس القرني بعدما تصدق بكل ما يملك من مال وطعام وثياب حتى جلس في بيته عاريا ثم …قال:” اللهم إني أبرأ إليك من كل كبد جائع من أمة محمد في كل مكان” هذا هو ابن الدعوة بالنسب وحق لمثله أن يفتخر بهذا النسب العظيم الذي حرم منه الملايين وان ادعوه ونسبوا أنفسههم إليهز أما ابن الدعوة بالتبني فيعجبك رسمه ومنطقه ورونقه, لكن ما ان تصحبه أياما إلا وتبين لك انطفاء نور الوجه  او خفوته , جراء تركه لأوراده وأذكاره يثبت لنفسه الأخلاق باللسان والواقع ينفيها بألف دليل وبرهان الدعوة حاضرة في كلامه غائبة في أفعاله ألفت نفسه القعود وألف قلبه الركود فلم يحرك فيه ساكنا ضياع الشباب وسفك الدماء  ولاتنكيس رايات الحق وعلو رايات الباطل  في كثير من الميادين وإن قيل له هلك مالك هرع وأسرع وإن قيل له ادرك دينك و دعوتك كأن لم يسمع , ليله رقاد ونهاره غفلة وكان بينه وبين آهات المعذبين وصرخات المكلومين آلاف الحجب , لا يروعه خلو مسجده من لمسات الدعاة أو فراغ حيه من آثار الهداة تمتلئ المواخير بالفجار وتفرغ المساجد من الأطهار ويهجم الباطل على الحق في بيته وشارعه وعمله ومجتمعه ولايهتم ثم يقول لك انا ابن الدعوة ونسي هذا المسكين ان النسب بالقرائن وأن التبني حرام في الإسلام فنسبته للدعوة باطلة حتى وان أقسم ألف يمين فكل يدعي وصلا ليلى بليلى لا تقر لهم بذاك إذا اشتبكت دموع في جفون  تبين من بكى ممن تباكى, فأدرك نفسك يابن الدعوة وحقق القرائن تظلك الدعوة بظلها وتحضنك مع أهلها …

اترك تعليقًا