عودة بلخادم إلى الأفلان الدلالات و الرسائل

يربط، عدد من الفاعلين في المشهد السياسي، العودة القوية للأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم الذي يتأهب للتربع على الأمانة العامة للحزب مرّة جديدة في غضون الأيام القليلة القادمة من جهة، والعودة إلى العمل السياسي بقوة كرجل دولة من جهة ثانية من خلال ترتيبه للحملة الانتخابية للرئيس المقبل للجزائر، الذي يكون بلخادم كما سبق وأشرنا إليه قد أسقط فكرة التقدم إلى هذا الاستحقاق من برنامجه السياسي القادم بشكل نهائي، لكنه لن يكون في منأى عن الحدث على اعتباره شخصية لها رصيدها ووزنها في الخارطة السياسية الوطنية،

حيث تشير كل المعطيات إلى أنّه سيتكفل بمهمة ترتيب وقيادة خارطة الطريق التي ستأتي بالرئيس القادم للجزائر سواء عبر الإبقاء على بوتفليقة أو خليفته للتأكيد على حالة الانسجام الموجود داخل مؤسسات الدولة التي سعت بعض الأطراف أن تروج لغيابه عنها في السابق خاصة من قبل خليفة بلخادم في الحزب عمار سعداني، الذي حاول التشويش على العملية السياسية من خلال غلق اللعبة حتى على مهندسيها، لتحقيق مصالح شخصيات أخرى بدأت تتخلى عنه تدريجيا، بعد أن زادت حدّة الخطاب الذي يسوقه في كل لقاء، وكان الاستنجاد ببلخادم اليوم الحل الأفضل لإعادة استقرار هذه المؤسسات، خاصة وأن الرجل قد أجرى لقاءات ماراطونية مع الفاعلين فيها لترتيب عودته. ويأتي هذا الحراك الذي تعيشه الساحة السياسية خاصة على مستوى أحزاب الموالاة، التي بدأت كل واحدة منها تغير من نغمة الخطاب الذي سارعت إلى تسويقه في المشهد الوطني طوال الفترة الماضية حتى قبل التيقن من صحة التقارير المكتوبة التي كانت تصل إليهم لإعادة تسويها كل على طريقته الخاصة، بدء من سعداني وغول وصولا إلى بن يونس وبن صالح، قبل فوات الأوان ولعل الصمت الذي شرع في انتهاجه كل من غول وبن يونس وبن صالح لم يثني حليفهم سعداني عن انتهاج ذات السيمفونية بل عمل أمس على تجديد الولاء لمن جاؤوا به إلى سدّة الأمانة العامة للأفالان الذي يتأهب للتخلي عنها إلى بلخادم، ووضع الحزب العتيد المحسوب على السلطة يقف ندا لندّ ضدّ الدولة ومؤسساتها، وربما هو التحدي الذي دفع بهؤلاء إلى التعجيل باتخاذ خطوات تصحيحية لمسار الحزب وقيادته وإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي، من خلال الدفع ببلخادم إلى العودة إلى أمانة الحزب الذي يحوز فيه على ثقة القيادة والمنتخبين والمناضلين كل من منصبه وهو الأمر الذي تأكد أمس حين شارك في خطوة مفاجأة في الندوة الوطنية لمنتخبي الحزب بالمركب الأولمبي بالعاصمة، حين هتف له الحضور باسمه ترحيبا بعودته إلى الفعل السياسي من جديد، وبحسب مصادر”الرائد” فإن خطوة التحاق بلخادم بالتجمع الذي ترأسه سعداني كانت مدروسة يؤكد من خلالها أن ديناميكية مؤسسات السلطة لازال قائما وكان فقط ينتظر الوقت المناسب لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، منه خلال إعادة الحزب للعب دوره الطبيعي المنوط به من جهة ومحاولة تصحيح التصرفات اللامسؤولة التي صدرت عن القيادة التي جاءت بعده من جهة ثانية. وفي سياق متصل، تشير تقارير من محيط الأمين العام للجبهة، أن هذا الأخير كان في لقاء رسمي يكون قد جمعه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أوعز له بأهمية تواجده في لقاء المنتخبين للتأكد من مدى أحقية الرجل في العودة إلى واجهة الحزب، والعمل على لم شمل المناضلين وهو الأمر الذي تأكد أمس من خلال التهليل باسمه داخل الخيمة التي احتضنت اللقاء، ليكون الإجماع حول شخص بلخادم ليس على مستوى السلطة فقط بل أيضا على مستوى القاعدة التي سيكون بلخادم مطالب بإعادة توحيد صفوفها حول مرشح واحد هو مرشح السلطة لا غير، كما تكون تزكية أمس التي نالها فرصة له ليقود الحملة الانتخابية للرئيس القادم، الذي كما سبق وأن أشرنا إليه في أعدادنا السابق. وبالمقابل أوضح بلخادم في دردشة جمعته بـ”الرائد”، بأنه سيدعم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حالة ما ترشح وإذا لم يفعل فسيكون له قرار آخر، رافضا الكشف عن تفاصيله وبحسب مقربين منه فقد أوضح هؤلاء أنّ بلخادم قد أوعز لرجال ثقته بأنه سيدعم شخص الرئيس بوتفليقة إذا ما توجه نحو عهدة رئاسية رابعة كما سيدعم أيضا شخصية الرئيس المقبل الذي ستختاره السلطة وهو الأحق بإدارة حملته الانتخابية خاصة إذا ما كان هذا الشخص هو الوزير الأول عبد المالك سلال، ولعل اختيار توقيت عودة بلخادم إلى الواجهة بعد أشهر عديدة كان فيها ينتهج سياسة الصمت، تتزامن مع تيقن مؤسسات الدولة بأن عمار غول ولا بن يونس ولا عمار سعداني قادرون على إدارة حملة انتخابية لمرشح السلطة

اترك تعليقًا