هن قدوتي بقلم حشاني زغيدي

 

 
 

 

كنت أحسب أن نموذجك لا يتكرر مرة أخرى في تاريخنا المعاصر سيدتي  كنت أحسب أن روائع القصص التي تزين جيل الصحابيات  قد غاب  عن مخيلتي كنت أعلم أن البطولات الرائعة في التضحية و الفداء خص بها ذلك الجيل الفريد الذي تربى من المنهل الصافي  و تحت رعاية الحبيب قدوتنا محمدا صلى الله عليه و سلم فإذا بي أجد في كل ركن لوحة رائعة من ذلك الرسم الأول  كأن التاريخ يقول لي  أن أحداثي و شخصياتي و وقائعي تعود  و تتكرر ويمكن أن تروا  روائعي التي سجلها التاريخ تتحاكى مرة  أحرى لقد حفظت من أسماء النساء الكثير لنساء الجيل الأول قدمنا دورا بارزا في خدمة الإسلام و ضعن أيديهن مع رسول الله فحملن معه هموم الدعوة وشاركنه الغزوات والحروب التي عاشتها الدعوة و اليوم أرى مثيلات لهن  في ساحات الميادين يرفعن شعار العزة والكرامة و الصمود يقدمن النفس رخيصة  و يقدمن الفدى من الأزواج و الأبناء إن نساء مصر  اللواتي  لعبن دوراً هاماً في ثورة 25 يناير 2011 ، سواء ممن شاركن بأنفسهن في أحداث الثورة أو قدمن حياتهن فداء مصر الغالية  و مازلن  يقدمن الملحمات و يهتفن و يصرخن  بأعلى أصواتهن لأسود ثورة يناير في ذكراها الثالثة لتطهير مصر من أذناب الدولة العميقة بثلوثها  عسكر  قضاء و إعلام  فاسد “  نخن وقود الثورة إذا عز الرجال ” أبهرتني سيدتي فلك مني كل التقدير و العرفان  أهدي هذه النفحات لأرواحهن جميعا لشهداء  العزة و الحرية و العدالة فدعواتي أن يحمي الله ثورتك و أن تستردي شرعيتك و تسهمي في رفعة مشروع نهضتك مع الخيرين من أبناء وطنك في وطن لا إقصاء فيه لأحد .و لهذا فقد  تواترت في النصوص القرآنية الخطاب الموجه للناس جميعًا– المرأة والرجل على سواء– والمؤمنين والمؤمنات على سواء قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 35)، كما يقول عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾(الأحزاب: 36)، ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (النور: 30-31).  و صلي و سلم على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

بقلم حشاني زغيدي                                   بتاريخ 22 / 01 / 2014

 

اترك تعليقًا