بيـــــان

حركة البناء الوطني
بيان

قال تعالى : ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة

إن الجزائر تمر بمنعرج خطير يعيد إلى الذاكرة محاولات المساس بالسيادة والوحدة الوطنية مما يشكل دافعا أساسيا للمخلصين للوطن والأوفياء لميراث الشهداء والحريصين على المكتسبات الإستراتيجية للجزائر أن يقفوا بقوة في وجه التحديات الداخلية والخارجية فالوطن تحيط به المخاطر الخارجية من كل الجهات والأمن القومي للبلاد وتهدده التربصات الإقليمية والدولية في ظل إعادة رسم خارطة النفوذ والابتزاز الممنهج.

وان حركة البناء الوطني تعتبر وحدة الجزائر وأمنها جزء من عقيدتها وبرامجها السياسية والفكرية التي تتجاوز المصالح الحزبية والأهواء والمطامع الشخصية وتتجاوز الضغوط الناجمة عن تجاذبات عصب الفساد والولاءات المشبوهة فالجزائر فوق الرؤوس والرؤساء ونحن كنا ولازلنا فيها رواد الدعوة إلى الدولة المدنية التي تتميز بالشرعية والاستقرار و والمؤسسات القوية وحماية المكاسب الإستراتيجية وعدم تعريض استقلالية القرار الوطني للتصدع , والخروج من الزبائنية والاحتكام إلى الكفاءة كمقياس لتولي المسؤولية وليس بالولاءات للأشخاص.

إن حركة البناء الوطني تدين التلاعب المفضوح بالمكاسب الإستراتيجية للبلاد ومحاولات جر الساحة إلى المعارك البينية المهددة للاستقرار الوطني بالقفز على المكتسبات الديمقراطية في التعددية والتداول السلمي على السلطة وتحذر من عمليات الهدم الممنهج لمؤسسات الدولة الجزائرية وضرب الحصون الوطنية خدمة للمصاح الذاتية والأجندات الخارجية و الجزائر التي حررها الجميع إنما يبنيها الجميع والتنازل المسؤول للمصلحة العليا للبلاد مسؤولية الجميع من اجل تامين المستقبل وحماية البلاد من حالات استباحة السيادة التي تريد أطراف مفضوحة أن تصنع لها المقدمات تحت شعارات هي أول الذين داسوا عليها سواء في الوصول إلى السلطة أو في البقاء فيها بتكريس الأحادية وتحالفات الفساد الذي ضرب الاقتصاد الوطني واغتصب الحريات السياسية لصالح تبييض الأموال الفاسدة والشخصيات الرمادية.

إن حركة البناء الوطني وهي تؤمن بضرورة استمرار مسار الانتقال الديمقراطي ترفض كل حملات العودة بالجزائر لنقطة الصفر أو فتح النقاشات حول العمليات الإرهابية التي استطاعت الجزائر بتلاحم شعبها وقواه الحية مع قوى الآمن والجيش من تجاوز فتنة الإرهاب والمقتاتين منه , وتعتبر ما يحدث من تصريحات قد يخدم أجندة خارجية رفضها شعبنا ويقف دوما ضدها لكي لا تفتح الجراحات التي طواها مشروع المصالحة الذي يتطلب اليوم الارتقاء به وليس العودة إلى آلامه.

إن الجميع يعلم أن تهميش الشعب هو ما خلق صراع العصب الذي أصبح يرهن الدولة ومؤسساتها ويتيح الفرصة أمام مروجي الفتن وعرابي الأجندات المشبوهة الذين لا يستطيعون البناء ولا يريدونه ولا يحسنون إلا الاقتيات من الأزمات ولذلك يمارسون سياسة الأرض المحروقة مقابل ضمان مصالحهم ومصالح الجهات التي تؤمنهم وتوفر لهم الدعم على حساب الشعب والوطن وعلى الجزائريين أن يميزوا جيدا بين الخلافات السياسية وبين عمليات جر البلاد إلى أوحال مأساة وطنية أخرى يدفع إليها المغامرون الذين ليس لديهم ما يخسرونه.

إن الرئاسيات القادمة تأتي بعد أكثر من خمسين سنة من الثورة التي لم تكن لتنتصر الجزائر فيها إلا بفضل الله ثم بفضل وحدة الشعب حول الحرية والسيادة التي اغتصبتها الاستعمار أكثر من قرن من الزمن وليس مسموحا أن تكون هذه الرئاسيات بوابة لرجوع مشاريعه عبر إضعاف مؤسسات الدولة أو تهميشها أو تقسيمها وتيئيس الشعب من الفعل الانتخابي وصناعة مستقبله , وتبديد المال العام و تقزيم الجزائر وقتل التعددية وتعفين التنافس والاستمرار في المن على الجزائريين لان الشعب الجزائري هو الذي له الحق والفضل والمن بعد الله عز وجل.
إن الشعب الجزائري ينتظر من رئاسيات 2014 :
1. دعم الاستقرار وليس استغلال الاستقرار للمصالح المحدودة وضرب مكونات الاستقرار في البلاد.
2. تأطير النقاش السياسي والحزبي في البرامج والأفكار بعيدا عن الاعتداء على المؤسسات الإستراتيجية التي يجب أن تبقى دوما محصنة من التجاذبات الحزبية والسياسوية و إخضاعها للرقابة بالعمل في دائرة الضوء وفي إطار الدستور وقوانين الجمهورية .
3. عدم إعاقة الديمقراطية والتعددية وحماية المسار الديمقراطي وليس القفز عليه بسياسة الأمر الواقع.
4. إعادة الثقة للشعب في دور الفعل الانتخابي وتكريس التعددية بالتنافس بين البرامج والرجال.
5. استثمار قيم الشعب الأصيلة لأخلقة السياسة وإخراجها من أوحال وهيمنة المافيا المالية المتغولة.
6. حماية البلاد من المطامع والابتزازات الخارجية وإنهاء سياسة المناولة عنها بأيدي المحسوبين عن الوطن.
7. توسيع دائرة المشاركة أمام الشعب والطبقة السياسية في القرار الوطني وإعطاء الفرص المتكافئة أمام الجميع.
8. الاستفادة من التحول الحاصل في العالم لتجنيب الجزائر أي انزلاقات محتملة لا قدر الله.
9. تكريس الامن الاجتماعي وتأمين مستقبل الاجيال القادمة والابتعاد عن تفتيت القرار الوطني وتلغيم المستقبل

إن حركة البناء الوطني تتابع بقلق تزايد بؤر التوتر في البلاد تدعو جميع إطاراتها ومناضليها في كل ولايات الوطن إلى التجند من اجل الجزائر ,و تدعو الشعب الجزائري إلى اليقظة إزاء التحديات القائمة والمخاطر المحتملة وتحذر من أي انزلاق يدفع البلاد نحو المجهول لان الذين يتلاعبون بالبلاد ويستغلون مواقعهم فيها قد يعرفون البداية ولكنهم لا يدركون المآلات التي جربها الشعب عقدين من الزمن.

“والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل”

احمد الدان
الأمين العام لحركة البناء الوطني

اترك تعليقًا