أدوار الأشباح في بلدي بقلم حشاني الزغيدي

بقلم : حشاني زغيدي                   الجزائر    05/ 02 / 2014      

   ثقافة بلدي السياسية هي انعكاس لتلك الحقبة  الماضية  حيث كان للمؤسسةالدور مقدم على السياسي و استمر ذلك الدور بعد  الاستقلال حيث  كانت  آثارها واضحة إلى الآن . سلطة بيد الرجل القوي المخفي  الذي يبسط سلطته على الجميع ، على سلطة الواقع التي تتحرك بإشارته و إيعازه  ،  و ما المجتمع المدني أو قل النخب كلها تدور في ذلك المحور المحدد ولا يمكن  تجاوزه بحال ، و أن  الطبقة عليا بعيدة عن الجمهور، و أن  أضعف الحلقات – الأرقوزات – فما هم إلا مجرد أدوات خادمة فقط يصدق فيها المثل تسمع جعجعة و لا ترى طحينا.   تظهر في مناسبات و كأنها المنقذ الملهم و قد اغتسلت بالوحل  و هي أرقوزات صغيرة الحجم تحاسب على أدائها أمامه و ما العجب ، أن الإخطبوط المعظم استحكم قبضته على المقاليد و في كل مرة يحرك أرقوزات متى شاء و أين شاء و كيف شاء . وقد  شرع  سياسة “إلغاء السياسة” من ذهن الجمهور  (الشعب) خلال عقود من خلال تشويه التجارب  و تفقير ” الفقاير” ، و تأجيج الشباب ببطالة مزعجة ، و نشر الأمية السياسية بين النخب وإلهائها بالترف و الإغراء كل هذا يحصل  في بلدي   .  و المشكل فينا  لم  نعي الدروس و قد قيل قديماأكلت يوم آكل الثور الأبيض   فهم يدرسون و يخططون و يقررون و ينجزون و نحن نقرأ الحواشي أو أن منا من يقرأ حاشية الحواشي ليتنا نتعلم منهم الدروس فهم  فتحوا لنا ديمقراطية منقوصة و مجالس منقوصة أغروا بعضنا بالعسل فوحل فمتى نعي الدروس ؟ و متى يستوفى المارد فيحرر ذاته و يكسر القيد الوهمي الذي قيدونا به و هو سراب ” كالقط يقلد صولة الأسد فمن حقنا إذا لم نستطيع الطيران   فيحق لنا  أن نغرد .

 

 

 

اترك تعليقًا