القايد صالح السياسي؟

القايد صالح السياسي؟ 

بقلم الاستاذ سبيمان شنين

أعلنت مرشحة الرئاسة السيدة لويزة حنون يوم الخميس انها ستلتقي السيد القايد صالح بصفته نائب وزير الدفاع لا كرئيس هيئة الاركان ،الاعلان عن اللقاء في حد ذاته يكون باتفاق بين الطرفيين اذ لا يعقل ان تتجرأ السيدة حنون عن هكذا خطوة دون اتفاق وخاصة انها اعلنت عنه قبل حدوثه ولم يعترض القايد صالح عن ذلك بل استقبلها في نفس اليوم ولم تتحدث حنون عن فحوى اللقاء حتى مع اعضاء المكتب السياسي لحزبها.

 

عربون اللقاء كان واضحا تثمينا لموقف رئيس الجمهورية  واعطاء قراءة ايجابية لرسالته الأخيرة ومحاولة ابعاد رموز المؤسسة العسكرية عن انهم معنيين بالرسالة كما فهمها بعض المحليين والمراقبين ،حنون من السياسيين المدافعين عن حق الرئيس في الترشح لعهدة رابعة لا يهمها وضعه الصحي ولا اعتراضات الطبقة السياسية ولا توجه اطراف للمقاطعة المهم انها ومنذ فترة اختارت مجموعة الرئيس وتعمل معهم بشكل واضح مع الحفاظ على هوامش التميز رغم ضيقها وهو خيار سياسي من حق حزب العمال ان ينتهجه.

 

رئيس هيئة الاركان من الصعب عليه الآن ان يقنع رفقائه بانه يتحرك كنائب وزير الدفاع  واللقاء في حد ذاته هل هو التزام او تجاوز لتوجيهات الرئيس في رسالته الأخيرة ،ومهما تكن الاجابة  فالقايد صالح الآن مطالب بان يلتقي القوى السياسية الأساسية وعلنا سواء تلك التي اعلنت المقاطعة او المشاركة في الانتخابات حتى لا يقال ان الجيش منحاز الى الاحزاب المحسوبة على محيط الرئيس اونه جيش البعض دون الآخر .

 

وقيادة الأركان مطالبة اليوم الى الوقوف بحيادية تامة في العملية الانتخابية حتى وان حسم الرئيس في الترشح ،لأن الجميع يريد ان تبقر المؤسسة العسكرية بعيدة عن التجاذب وان كلام الرئيس باستهداف وحدتها اصبح واقع وعليها هي بالدرجة الأولى مسؤولية ابعاد هذا الخطر.

 

التقارير الامريكية المتواترة والتي كان اخرها تقريرمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، المقرب من الإدارة الأميركية،وقبلها تقارير صحفية تشير الى ان هناك ارادة امريكية في اعادة هيكلة الجيش الجزائري وفي التقارير ايضا تحذيرات من مغبة التوجه الى العهدة الرابعة وضرورة التحرك الامريكي العاجل في المنطقة.

 

كما ربطتالتقاريران الوضع المهتز بمنطقة شمال إفريقيا وما تواجه معظم دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل حالياً من أزمات بـتطرف الراديكاليين، وسوء الإدارة، والانقلابات واعتبر تزايد الاضطرابات الاجتماعية، تقود إلى اضطرابات جيوسياسية عميقة لن تؤدي سوى إلى تشجيع الفصائل التي تستخدم العنف مما يقوي اسباب التدخل الدولي في ترتيب شؤون دول المنطقة.

 

العقلاء مطالبون ان يوقفوا مسار الاستهتار بما يرتب لان الجميع خاسر فما فائدة ان تربح معركة ونخسر جميعا بلد بحجم الجزائر.

اترك تعليقًا