الشباب أصحاب الهمم

عبد الله عسى العنتري

ذكّرونا بنماذج السلف الصالح، أحيوا فينا معالم قد اندثرت وثوابت قد طُمست، سجلوا – بهممكم – دروساً تتناقلها الأجيال من بعدكم

يا طلاب الحلقات: اعتزوا بالكتاب الذي تحملون، والقيم التي عليها تعيشون، ولا يغرنكم كثرة البطالين (( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ))[مريم:12] .

أنتم ربان السفينة غداً؛ فاستعدوا للقيادة .

تميّزوا بالمهارات التي فتح الله عليكم بها ، فأهل الخير كُثُر.. ولكنّ الأمة أحوج ما تكون إلى التميّز ؛ ” قيمة كل امرئ ما يحسن ” .

اقرءوا سير العظماء، لتعلموا أن طريق النجاح طويل، ممتع متعب، وإذا كانت النفوس كباراً .تعبت في مرادها الأجسامُ .

أعرف شابّاً قبل سنوات في إحدى حلقات تبوك يراجع يومياً 5 أجزاء، يحفظ كتاب التوحيد والعمدة والبلوغ وكثيراً من المتون العلمية ، مواظب على ثمانية دروس أسبوعية، لاتكاد تفته تكبيرة الإحرام إلا ما ندر ، متفوق دراسياً ، كل ذلك وهو – في وقتها – لا يزال في المرحلة الثانوية

تلك المعالي اذا ما شئت تدركها     فاعبر إليها على جسرٍ من التعبِ

احذروا أن تُفقدوا في الصف الأول وتكبيرة الإحرام.. فمن هنا يكون الانطلاق .

ما قيمة القرآن الذي في صدوركم إن لم تترنموا به في السحر ( لا غبطة إلا في اثنتين – ومنها – ورجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ) .

ما قيمة النور الذي بداخلكم إن لم تكونوا أصحاب وجوهٍ معلومة في صلاتي الفجر والعصر.. فالقرآن ليس حروفاً تحفظ بل حدودٌ تقام

تخلفكم عن البرامج الجادة من دروس ومحاضرات ولقاءات دليل على ضعف الهمة ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها )

كما زينتم بواطنكم بالقرآن فزينوا ظواهركم بالأخلاق.. فقد كان حبيبكم وقدوتكم – صلى الله عليه وسلم – ( خلقه القرآن )

التوافه لن تبني مجداً ولن تعيد عزاً ولن ترفع قدراً بل تُخرج لنا جيلاً قابلاً للانكسار مع أول رياح الابتلاء .

– ((وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ))[الرعد:17] الثبات الثبات.

تذكروا وذكروا ورددوا واستحضروا ((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))[السجدة:16] ((فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[السجدة:17].

جمعنا الله وإياكم ومن نحب في جنات النعيم .

اترك تعليقًا