في عام 1982 قال طارق عزيز لمراسل صحيفة “لوموند” الفرنسية أن: “خطة (إسرائيل)، منذ مدة طويلة، تجزئة الوطن العربي، إلى كيانات صغيرة، طائفية ومذهبية وعرقية، في سبيل أن تبقى (إسرائيل) هي المسيطرة الوحيدة على المنطقة وبالنسبة للعراق، تتضمن هذه الخطة، إلى تقسيمه إلى ثلاث دول: واحدة للأكراد وأخرى للعرب السنة وثالثة للشيعة في الجنوب.”
وفي في عام 1979 وضع خبراء (إسرائيليون) دراسة تحت عنوان “إستراتيجية (إسرائيل) في الثمانينات” نشرتها مجلة “إيغونيم” للدراسات في عددها الصادر في فبراير 1982، والدراسة تتحدث بالتفصيل عن ضرورة تقسيم “الشرق الأوسط” من باكستان حتى المغرب، على قاعدة أن يكون لكل جماعة دينية (مسيحية أو إسلامية) أو مذهبية (شيعية – علوية – درزية) وإثنية (كردية – بربرية) كيان سياسي خاص بها”، وذهبت الدراسة إلى أبعد من ذلك، عندما نظّرت “لتقسيم مصر إلى إسلامية وقبطية”، بحيث لا تبقى دولة عربية إلا ويشملها التفتيت والتجزئة والتقسيم.
ومع الايام انقسم السودان الى دولتين تحت مسمى العرق والدين , ثم بدأ تقسيم العراق بفصل الاكراد عنه ثم دسترة التقسيم وتقنينه ويقسم الحراك العراقي اليوم وحدة العراق الى اقاليم مذهبية بحتة ومنذ ايام قليلة اقر الحوار الوطني اليمني تقسيم اليمن بشكل نظامي قانوني وبإرادة ابنائه الذين ينفذون اجندات التقسيم بهدوء وبإرادتهم بعد ثورتهم الشعبية التي كانت من اجل الحرية والديمقراطية فانتهت الى التفكك والتقسيم
والمشروع التقسيمي للامة لا يزال مستمرا فهل الجزائر بعيدة عن نهاية اليمن ؟؟والعراق ؟؟ والسودان؟؟
ان عوامل الوحدة في الجزائر ثوابت ومؤسسات
وعلى راس الثوابت
1. الاسلام الذي صهر المكونات كلها لله وربطها بالعقيدة ,والجزائري لا يقبل المساس باسلامه مهما كانت الظروف والمبررات
2. والتاريخ الثوري المقاوم الذي اسس للشرعية الثورية التي وحدت الجزائريين على الاستقلال ثم على ذكريات الطريق الى الاستقلال
3. اللغة العربية التي كانت وعاء الاسلام والتي برع فيها امازيغ اكثر من العرب وانتصروا لها لانها لسان قرآني وليست جنسا اوعرقا
وعلى راس المؤسسات
1. الجيش الذي ظل يرمز لوحدة البلاد ويجعلها اساس عقيدته القتالية ويمثل كل اطياف المجتمع وليس له اولوية قبل رفع الراية التي هي رمز الوحدة
2. الرئاسة التي كانت تتعالى عن الانحيازيات وتمثل المواطن الجزائري بغض النظر عن كل الهنات التي يمكن ان تسجل هنا وهناك
3. سوناطراك التي كانت رمزا لتأميم البترول ليبقى خالصا للجزائريين وكل جزائري له حق فيه, فمنه يتعلم ويعالج ويسير بلاده
واليوم يشوه الاسلام وتضرب الشرعية الثورية ويريد البعض الانتقام منها بتحميلها مسؤولية الاستبداد وتضرب العربية وتقصف وحدة الجيش وتمرمد مؤسسة الرئاسة وتنتهك حرمة سوناطراك وينادي بعض الناس بالتدخل الاجنبي من اجل احداث غرداية…..
فما الذي يعصم الجزائر من التعرض لمشروع الانقسام الذي ضرب العراق بعد ربع قرن من تحذيرات اهله من التقسيم وضرب اليمن تحت تصفيقات ابنائه ان العاصم بعد الله انما هو دماء الشهداء التي رسمت حدود هذا الوطن , وبقية وفاء لهم.