خواطر و همسات أخوية بقلم حشاني زغيدي

 

ما حرك رغبة كتابة هذه السطور بواعث نفسية عشتها و أنا أتصفح تغاريد  بعض الأحبة في الفيس بوك   إذ شعرت بأن مواضيع النقاش تجاوزت حدود اللياقة والذوقيات المعروفة   .. تشعر بنفره و ثقل لتصفح هاته الموضوعات لضعف قدرة أصحابها على إظهار وجهة نظراتهم بطريقةمقنعة فيتجاوزها لفتح المكنونات للخلفيات و النعوت لينال من  قدر محاوره وهي أساليب  يلجأ إليها الضعيف  قليل البضاعة ومهزوز القناعة و معلول الفهم . إذا فحاجتناعلى الإصرار على التعلم مطلوبة..مع ضرورة استيعاب التغيرات في أي الحقائق حتى نعطي للتحاور حقه .

 

       كم نحن في حاجة لتأسيس الأفكار و اعتماد الأفكار واجتماع الأفكار ووحدة الأفكار و تصالح الأفكار و الوفاء للأفكار لأن الجميع للزوال و البقاء للفكرة يبدو أن بعضنا مازال يبحث عن السراب فكم شغلنا المكتوب ظهرا ليتنا عدنا للوراء فمن عايش مرحلة الصحوة و  بدايات التأسيس الأولى لم نكن يومها تشغلنا الهياكل أو حتى المقرات  كلها كانت حلم جميل  نتمناه و لكن حرقة العمل و العمل في الأرض و تحت الأرض كانت سمة كل أخ في هذه الجماعة و كان الأخ فينا يشعر حقيقة أن إخوانه أحب إليه من أهله الذين هم أرحامه و كان منى أحدنا ومقصده ذلك الحديث النبوي الشريف عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لعلي رضي الله عنه   ” فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النَّعَم”. رواه البخاري، ومسلم .

 

        إن من معاني الأخوَّة عند الإخوان المسلمين: قال الإمام المؤسس حسن البنا رحمه الله: “وأريد بالأخوة: أن ترتبط القلوبُ والأرواحُ برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابطِ و أغلاها، والأخوَّة أخت الإيمان، والتفرُّقُ أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وِحْدَةَ بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾(الحشر: من الآية9).

 

     والأخُ الصادقُ يرى إخوانَه أوْلى بنفسِه من نفسه؛ لأنه إن لم يكن بهم فلن يكونَ بغيرهم، وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره، وإِنَّمَايَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ” (أبو داود وصححه ابن حبانوالحاكم) والْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ،يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا” (متفق عليه) ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُبَعْضٍ﴾(التوبة: من الآية71) وهكذا يجب أننكون“.

 

 وقد كان شغل الأخ قينا نيل الأجر و قصد الأجر وكان لسلامة الصدر حظها الأوفر فقد ربينا أن حق الأخ   أن نؤثره على أنفسنا و أدنى حقه ألا نحمل حقدا أو غلا في أنفسنا عليه وبل على العكسكنا نتمنى أن يظهر الحق على لسانه فكم كنا نتغنى أن إخواننا يذكروننا بالآخرة واليوم لست أدري بماذا يذكرني بإخواني أين عاطفة الحب التي ربانا عليها الشيخ المؤسسفي وصيته الأخيرة ” الله الله في إخوتكم الله الله في دعوتكم  …  ” علينا أن نعود لجماليات دعوتنا و إننحيي عاطفة الحب في الله لأن أساس دعوتنا الحب و التعارف في الله وكان يقال: إذا وقعت الغيبَةُ، ارتفعتْ الأخوَّة. وما ألطف قول أحد السلف يخاطب أخاه الذي هجره:

 

هَبْنِي أَسَأْتُ كَمَا تَقُولُ      فَأَيْنَ عَاطِفَةُ الْأُخُوَّة

أَوْ إِنْ أَسَأْتَ كَمَا أَسَأْتُ     فَأَيْنَ َفَضْلُكَ وَالْمُرُوَّة

 

      و استسمج أحبتي إني لم أكتب هذه السطور دفاعا عنأحد  “إن الله يدافع عن الذين آمنواإن الله لا يحب كل خوان كفور

 

و الله أكبر و لله الحمد      

اترك تعليقًا