يقول الدكتورعبد الكريم بكار – حفظه الله – لا أرى أن هناك فرق كبير بين شخص متعلم لكنه لا يقرأ، وشخص جاهل.
وتالله لقد أصاب كبد الحقيقة بمقالته هذه ، فمع التطور الذى نحياه والسرعة التي تحرك كل شىء حولنا وظهور أبواب ومشارب متعددة للمعرفة والثقافة صار لزاماً على المرء أن يقرأ ويثقف نفسه كي يلحق بركب الحياة، ويمتلك الرؤية الصحيحة للعيش.
وللقراءة مبادىء وأسس ومفاهيم، وللمفكرين فيها كلام حول ماهية الكتب التى يجب أن تقرأها وعددها، وهل هى مناسبة لك أم لا.
وهذا أمر قد تطرق له أساتذة أفاضل بكثير من التفصيل، لكنني هاهنا وفى عجالة سريعة أضع بعض الإشارات على نقاط أرى أهميتها لكل قارىء وهي:
– حدد مجالاً تقرأ فيه ” علم النفس، تربوي، شرعي، علمي، سياسي ” واقرأ للرواد فيه، ولتكن قراءتك فيه بمنهجية، أي: تسأل وتستشير المتخصصين في هذا المجال عن الكتب القيمة فيه إلى أن تجد أن العثور على معلومة جديدة فى هذا المجال أصبح هدف يحتاج إلى جهد .
– قسم قراءتك بين 50% فى مجال تخصصك ، و 50 % فى مجالات أخرى مهمة.
– اجعل القراءة التزام، فمما ييئسك فى القراءة أن تبدأ فى قراءة كتاب ثم تهمله، لذا أنصحك أن تضع لنفسك التزاماً وتفي به ، حتى لو بكتيبات صغيرة ضع جدولاً للقراءة، بأن تقرأ بشكل مستمر، انتهي من كتاب كل أسبوع ، أو أسبوعين، أو ثلاثة ، ضع برنامجاً ثابتاً قبل النوم مثلاً وفى وقت الظهيرة، اختار الوقت الذى تحب القراءة فيه واجعله وقتا مقدساً.
– اقرأ فى الأوقات الميتة؛ وأقصد بالأوقات الميتة تلك الأوقات التى تضيع سدى في انتظار طبيب ، أو فى وسائل المواصلات المختلفة، وهذه الأوقات يفضل فيها قراءة الكتب الصغيرة ” كتب الجيب ” والتى لا ترهق فى حملها أو استيعابها.
– أضف إلى ذلك حاول أن تخالط دائماً الأشخاص الذين لديهم حب للقراءة، فما أروع وأمتع أن تصادق شخص وثالثكما كتاب.
كما أن للمكتبة التى تنشئها فى بيتك مفعول السحر فى دفعك وأهل بيتك للقراءة، وأؤكد على أن المثقف ليس من يقرأ كثيراً بل من يقرأ الكتب الجيدة بشكل جيد، يقرأها ويسبح مع كاتبها متأملاً فيما قال ، منتبهاً للشواهد التى يذكرها لا يثقبل المعلومة قبل أن يدرسها جيداً ويسبح فيها ومعها بذهنه وتفكيره.
ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الأوقات التى نقضيها في عمل بدني بحت ، بحيث ننمي فيها أذهاننا ، فكثير منا قد يقضى وقت كبير جدا فى قيادة السيارة يومياً.
فلماذا لا نضع استراتيجية لمثل هذا الوقت، بسماع مجموعة صوتية مثلاً – وما أكثر هذه المجموعات اليوم – أو نضع بعض المحاضرات على جهاز كي نستمع إليها فى ذهابنا وإيابنا فنستغل الأوقات التى تضيع سدى ، وننمى ونثقف من أنفسنا.
إن قيمة المرء منا تحددها عوامل شتى، يأتى على رأسها حجم وعيه وثقافته، وعمق استنتاجاته لمختلف أحداث الحياة.
لذا كن حريصاً يا صديقى على استغلال كل فرصة ترفع من مستوى ثقافتك وتفكيرك ولا تكن قنوعاً أبداً فى هذا الأمر.
إشراقة : النجاح 20% مهارة و80% تخطيط استراتيجي.
قد تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم ما الذي تخطط لقراءته؟.
كريم شاذلي