إنتبهوا ايها الأحبة وتذكروا

بسم الله الرحمن الرحيم 


والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله و صحبه

هذه الأيام يطغى على الساحة ضجيج وترتفع أصوات بمبادرات وبتحركات والأيام حُبْلى وأصحاب الحركة الواعية يجب ان يكون أوعى من اي وقت مضى .
في تقديري البلد يعيش أزمة غير مسبوقة !! لا يضاهيها أزمة الحكومة المؤقتة ، ولا أزمة إنقلاب بومدين على بن بلة ، ولا أزمة تمرد قائد الأركان الطاهر الزبيري على بومدين ، ولا أزمة إجهاض اول تجربة ديمقراطية سنة 1992 .
المهم الأوضاع تتطلب منكم ايها الأحبة يقظة مسْتمرة ، وجهداً مضاعفاً ، وبصيرة ثاقبة ، ونظرة اشترافية عالية ، ورصاً للصف ، وقرباً من الواقع لتحسسه ، وتواصلا مع فعاليات المجتمع من أجل الجزائر ، ووطنية تتعبدون فيها الله تعالى في وقت تتفكك فيه الحكومات الوطنية الأقطار العربية قطراً بعد قطرٍ .
إن الجزائر في استقرار قلق كما يسميه الفيزيائيين فإما ان يتم :
أخذ زمام المبادرة من المؤسسة العسكرية مجتمعة ، ولهذا الإحتمال عدة سيناريوهات وعدة مآلات و عدة مخاطر .
او يتم شبه توافق او قد تمَّ ( بين الرئيس وبين المؤسسة العسكرية ) .
او أن يرضوا بالواقع ويواصلوا أداء مهامهم العادية ، ويتصدوا مع الرئيس بتضامن لأي طوارئ قد تحدث .
او أن تسكت المؤسسة على فرض سياسة الأمر الواقع من طرف زمرة الرئيس بترشيحه ، ( وحينها انسحابهم اي المؤسسة العسكرية للتمترس خلف مكاتبهم وترك الرئيس وزمرته لمواجهة المجهول الخ …. ) .
فإما أن تمر الأزمة بأقل التكاليف على الاستقرار و نتجنب تقسيم الوطن اذا لم يحدث التصادم ، لكنها ستطحن قدرات البلد و إمكانياته وطاقاته و يرهن مستقبل أجيالها وسيتأجل الاختناق لفترة قصيرة وقد تكون قريبة جداً ، ربما بعد تخلي الرئيس على الحكم ان كان قريباً او أثناء حكمه إن تشبث بالسلطة وهذا وارد حتى قبل اكمال فترته الرئاسية .
وإما أن يحدث التصادم و ندخل في سياسة التعفين وقد تنزلق الأمور وحينها يتزعزع الأمن الاجتماعي و يُمَسْ أمن واستقرار الوطن !!!!!!
ليس من باب الصدفة ان يجتمع الفرقاء على المطالبة بمرحلة انتقالية ؟؟؟
حمروش ينادي بمرحلة الانتقالية .
سعيد سعدي كذلك ينادي بها .
علي يحي عبدالنور .
الشيخ جاب الله .
الشيخ علي بلحاج ووراءه الجبهة الاسلامية للإنقاذ .
ينادي بها كذلك آخرون و يقترحوا من يقودها :
– الدكتور احمد بن محمد ( ويقول بانه ليس وحده معه بعض القوى كما صرح هو )يقترح قيادتها بعلي يحي عبدالنور .
– الجنرال بن حديد يريد فرض اليامين زروال رئيساً للمرحلة الانتقالية .
– العقيد شفيق مصباح يسير على نفس الخطى وبدأ يبشر لها في قنوات إعلامية خارجية خاصة الفرنسية . 
– وثلاث شخصيات لبعضها الوزن ولو المعنوي ولها من الاطلاع على مجريات الأمور تنادي هي كذلك برفض ترشح بوتفليقة للعهدة الرابعة و هم أحمد طالب الإبراهيمي الجنرال بن يلس و علي يحي عبدالنور .
– جبهة القوى الاشتراكية بزعامة الحسين آيت أحمد موقفها لم يُسْتوضح بعد ، وإذا أيدَتْ هي كذلك المرحلة الانتقالية فإن أمر الدعوة للمرحلة الانتقالية ليس الهاماً ربّانياً ، وإنما الأمر يحتاج للمتابعة الدقيقة والتمحيص الشديد والرصد لمجريات الأمور …..
إن من المخاطر التي تحتاج للتدارك و محاولة التقليل من مضارها ثلاث على الأقل :
1- فلأول مرة انتخابات يغيب عنها الاسلاميين الوازنين لا مترشحين و لا متحالفين مما قد يدفع هذه القوى لنهج المغالبة والذي ناضل الشيخ رحمه الله بالتخلي عنه وتعويضه بمنهج المشاركة أو الانتقال من العمل العلني الى العمل السري .
2- و ثاني مرة يغيب عنها الاحزاب القبائلية عن استحقاق الرئاسيات و لأول مرة يغيب عنها حتى الشخصيات ذات الوزن الثقيل داخل منطقة القبائل .
3- ولأول مرة نتيجة الزخم الجهوي الداعم للرئيس يقابله ترشح سيتحول لا محالة لترشح جهوي يمثله علي بن فليس . 
الأمر ليس بريئاً وليس صُدْفة ان يتفق هؤلاء جميعاً على هكذا أمر ، والأكثر غرابة عندي ما وصلني من قنوات متواترة أن فيه من الداعين للمرحلة الانتقالية يرى بانه من الأنسب ان يقودها بوتفليقة لتقدير يراه هذا الفصيل بان بوتفليقة هو الحلقة الأضعف في النظام يضربوا به طرفاً آخر من النظام ثم بعدها ينتهي بوتفليقة ويسلِم الحكم لشرعية شعبية ، ومع إحترامي لهذا الرأي ولهذا الفصيل إلا انه وهم وسراب و نتائجه معروفة مسبقاً لغير الانتقال الديمقراطي !!!! .
ايها الأحبة أبناء الحركة الواعية : 
إن مخاطر تفكك الوحدة الوطنية أمر غير مستبعد وهو أمر واقع إن لم تكن هناك هبة شعبية تقود صيانة السلم الأهلي و المحافظة على الوحدة الوطنية و أن مخاطر تفكك تلك الوحدة في إعتقادي نختصرها في ثلاث :
1- كان تقليدياً يُنْسَبُ تفكك الوحدة الوطنية لمنطقة القبائل ، رغم قناعتي بأن قلة مواردها و ندرة ثرواتها أمران لا يساعدها في الاستمرار كدولة إلا عن طريق معونات غربية او جزء من منظومة أوربية وهنا حريٌ بنا أن نسأل ؟ هل الأزمة المالية للدول الغربية يمكنها من تحمل يونان جديد أوكرانيا متأزمة ؟؟؟؟
2- أن تهميش التنمية وغياب التوازن وعدم إعطاء فرص متكافئة لباقي جهات الوطن لممارسة الحكم بحيث كان أكبر ضحاياه منطقة الصحراء ( او الجنوب ) ولذلك جاهز ان يكون عامل تهديد للوحدة الترابية وله كل مقومات دولة لتستمر في العيش كنموذج نظام جمهوري مغري للشباب يحاكي إمارات البحبوحة المالية الخليجية وقوى غربية جاهزة لتنفيذ ذلك ( إن هذا المشروع كان إختياراً إسْتعمارياً و لكن واجهه أباؤنا بالرفض بمظاهرات 27 فيفري 1961 ) . 
3 – إن واجهة الحكم للأسف والتي نفذها الرئيس بوتفليقة خلال فترة حكمه – سامحه الله – كانت جهوية للنخاع ( رئيس الجمهورية – رئيس مجلس الأمة ( الرجل الثاني وهو الأول الذي يعوض الرئيس في حالة المانع ) – رئيس المجلس الدستوري ( وهو المعوض الثاني بعد رئيس مجلس الأمة لعملية فراغ منصب الرئيس ) – رئيس مجلس المحاسبة – مدير ديوان رئيس الجمهورية – وزير الدولة وزير الداخلية – وزير العدل – وزير الإعلام – وكثير من الوزراء الآخرين وكذا كثير من المناصب القيادية الإدارية والاقتصادية ) إن هذه الواجهة الجهوية للحكم والتي لم تحدث مطلقاً منذ الاستقلال ستؤدي حتماً لتشكل تحالف جهوي خلف ترشح علي بن فليس وبعد إنجاز الانتخابات وفوز بوتفليقة سيؤدي لتشكل تكتل الجهة الشرقية او على الأقل منطقة أوراس النمامشة في مواجهة الجهة الغربية و ستضاف كعب ء و عامل مهدد للوحدة الوطنية .
لنتذكر أيها الأحبة ان الرئيس بعد إسْتِلامه الحكم فتح عدة ورشات منها ورشة إصلاح الدولة برئاسة ميسوم صبيح ( بعد انجازه هذه الوثيقة كافؤه بمنصب سفير الجزائر في فرنسا ) ومن بين أعضاء هذه الورشة الذين ساهموا في إعدادها وزير الخارجية الحالي رمضان لعمامرة ، و من بين ما أوصت به هذه اللجنة ان أنْسَب حكم للجزائر هو الحكم الجهوي او الإقليمي او الفيدرالي ( اي مقدمات تفكك الوحدة الوطنية ) و كادت ان تطبق توصيات هذه الورشة لولا بقية وطنيين تحفظوا عن ذلك و إستقووا في حينها بحراك شعبي شامل لكل ولايات الوطن سوى أكان عفوياً او مفتعلاً لإيقاف من كانت له الرغبة في تنفيذ الحكم الجهوي أو تأجيله !!!!!
إنتبهوا ايها الأحبة وتذكروا ؟؟؟؟؟

اترك تعليقًا