وتبقى قطر شامخة

سليمان شنين

وتبقى قطر شامخة

في خطوة عبرت بعمق على حجم ما تمثله السياسة الخارجية لدولة قطر وثقل مواقفها  المبدئية غير القابلة للتفاوض او المساومة اضافة الى عدم منطقية معارضتها، اعلنت السعودية والبحرين عن سحب سفرائهما من الدوحة وفي موقف مثير للسخرية ايضا اعلنت الامارات بسحب سفيرها من الدوحة دون ان يكون موجودا اصلا، يتزامن هذا الموقف مع وجود حملة مصرية تستهدف حركة حماس الفلسطينية بعد ما عملت سلطات الانقلاب المصري على تقتيل الألاف من الشعب المصري وسجن الشرفاء منه ،هذا النظام الذي يعتبر السبب الرئيس في مواقف السعودية والامارات والبحرين.

ان قطر اصبحت فعلا تمثل ملاذ الضعفاء والمستضعفين بسبب قناعاتهم وهي مع ذلك تفرق بين نصرة المظلومين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ،وهو امر رددته الدبلوماسية القطرية مرات عديدة كان اخرها بيان مجلس الوزراء الصادر امس في الدوحة  .

ان شعوب المجلس في عمومها لا يمكن ان تدعم الانقلاب والسلطات الامنية والسياسية في هذه البلدان تدرك هذا جيدا وهي مواقف معلنة ولا تحتاج الى اكتشاف من اي كان ،ووجود منبر اعلامي يتيح الفرصة لهذا الصوت من التعبير على نفسه هو في حد ذاته احراج للمتواطئين مع النظام المصري الانقلابي الدموي .

ان المواقف القطرية هي التي ترجمت مبادئ مجلس التعاون الخليجي في التعاون العربي الحقيقي دعم الاستقرار في دول التعاون من خلال الوقوف على الحيار في القضايا العربية التي لها تأثير مباشر على امن دول الخليج ولكن المؤسف ان هذه الدول راهنت على نظام سياسي فاشل ودعمته ماليا ودبلوماسيا وكانت مشاركة في دماء الاشقاء المصريين وهاهي اليوم تحمل الضحايا مسؤولية الجناة .

ان قطر مهما قيل عنها الا انها في هذه اللحظة التاريخية ستبقى شامخة وستنال دعم اغلبية الشعوب العربية وهو الأمر الذي دفع بدولة الكويت الشقيقة والتي تشهد ساحة الحرية فيها هامش واسع مقارنة بالأمارات والسعودية ،دفع الكويت اقول الى رفض هذا القرار وعدم الانخراط فيه وخاصة ان القوى الحية في الكويت قد عبرت منذ فترة  قبل على رفضها ان تدعم الكويت سلطة الانقلاب في مصر.

الشعوب الخليجية عموما لن تتقبل مثل هكذا مواقف وبدأنا نسمع اصواتا خليجية رافضة لهذا التوجه واكيد انه حتى داخل الأسر الحاكمة في هذه الدول هناك  من يرفض مثل هذه المواقف غير العاقلة ولا المقنعة .

والاكيد ايضا ان قطر يهمها التعاون الخليجي ولن تستفز فقد اثبتت التجارب المتتالية ان لديها قدرة كبيرة في امتصاص ردود الافعال الصادرة من الدول الشقيقة بسبب توجهاتها الحضارية ودفاعها عن الحريات والكرامة العربية.

ان اقل ما يقال على مواقف السعودية والإمارات والبحرين انها منافية للشريعة الاسلامية ولحق الجوار والمبادئ التي اسس عليها مجلس التعاون وروح التوافق التي بني عليها هذا الصرح العربي المتميز.

اترك تعليقًا