و لا تزال عناصر السلامة

و لا تزال عناصر السلامة 

 بقلم: حشاني زغيدي

لقد ملأ نفوس دحر كبير وكأنا لبسنا نظارة سوداء فأصبح كل شيء يبدو لنا قاتما وكأننا

فقدنا الأمل، وتتجلى خطورة هذا الوضع حين يصاب الصفوة أو من يعقد عليهم الأمل،

فتلك مصيبة عظيمة حين ترى وتسمع من كان يوما ما في المقدمة يحشد الهمم ويبني

الصرح ويسد الثغرة ويقوي العزائم تجده بهذه النفسية العليلة المريضة في وقت نحن

في أمس الحاجة لتدافع الجهود والسير قدما نحو استكمال المشروع الذي ضحى من

أجله أصحاب الدعوات، فما أحوجنا اليوم قبل الغد إلى استلهام العبر من ماضينا القريب

المشرق فحسبنا قول الشاعر:

أُعَلِلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ أَرْقُبُهَا مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلَا فُسْحَةُ الَأمَل

 فمن للمشروع إلا أنتم ؟ ومن يستكمل البينان إدا تخلى عليه الجميع ؟ ومن يحقق

أهداف دعوتكم إذا نأى عنها الجمهور ليتنا عدنا لتوصيات الشيخ المؤسس الذي اتخذ

من الدعوة حليلة وزوجة ثانية يوفي لها كل حقوقها، من تأمل نظراته شَعر أن الشيخ

يحمل هما أثقل من جسمه فحبس جهده لها ومع هذا فكان دائب الحركة دائم التفكير،

كلما نخر المرض جسمه زاد نشاطه وقوى عزمه واستمر عطاؤه، فلما احتل المرض

كيان جسمه وصى وكانت الوصية لها كأني بالشيخ يردد شعارا طالما سمعناه في ميدان

العزة والحرية والكرامة برابعة لا لِدُنيا قد عملنا .. نحن للدين فداء “ فيرحمك الله أيها

الشيخ البار بدعوته البار بإخوانه البار لقضاياه المركزية والبار بوطنه.

 كما يجب أن نستلهم الأمل من الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله وهو يوجه الإخوان

بدرر النصائح قائلا: «لا يزال في الوقت متسع ولا تزال عناصر السلامة قوية عظيمة في

نفوس الناس، والضعيف لا يظل ضعيفا طوال حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين».

ولكن ذلك مكفول بقوة عزائمنا ثم أردف الإمام الشهيد قائلًا: « ما أحوجنا اليوم إلى فقه

تربوي يسترشد بمفهوم الإرادة، ثم يمضي قدما لإيجاد، وتحقيق ما يسمى روح الأمة،

ويصبح الرأي العام إسلاميًا “.

 

 فلا نترك اليأس يدخلنا أو يجد له منفذا لنفوسنا فالواجبات كثيرة والأعمار قصيرة وأن

السعيد منا من خلد عمره بمفاتيح الخير وترك له بصمة يذكر بها لأن الله خطابنا بقوله

عز وجل وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون

اترك تعليقًا