أويحيى والسلطة الموازية

سليمان شنين

أويحيى والسلطة الموازية

بدأ العد التنازلي للانتخابات الرئاسية، وعرف المتنافسون -إن لم نقل عرف ساكن المرادية أو بالأحرى الباقي فيه-، إذ كل المعطيات تشير بأنه لا مجال لمنافسة الرئيس المترشح.

ومع هذه البداية لاح في الأفق بداية خطوات محتشمة في مراقبة دوائر صناعة القرار في البلاد، من خلال تعيين كل من أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم في رئاسة الجمهورية، الأول بصلاحيات متابعة الملفات الداخلية، والثاني في الاستمرار في تمثيل الدولة خارج البلاد وفي المحافل الدولية، إضافة إلى كونهما المنشّطين الأساسين للحملة الانتخابية  أمام استمرار غياب الرئيس.

مثل هذه القرارات تبعد عن البعض الخوف من ضياع مؤسسات القرار واستمرار تغوّل السلطة الموازية، التي لا تعرف حدودا ولا حدا قانونيا ولا دستوريا، على أمل أن يكون أويحىي الرجل الذي يفتك صلاحياته، من خلال السيطرة على الميدان وعدم ترك مساحات واسعة تستغل من الآخرين.

نختلف مع أويحيى في قضايا كثيرة، وأولها استمراره في الخطاب الديماغوجي واستغفال الجزائريين، أو هكذا بدا لي في أول خرجة إعلامية له منذ مدة بعد استقالته من الأمانة العامة لحزب الأرندي.

لا.. يا سي أحمد السلطة والحكومة التي كنت فيها لم تحارب الفساد، وكنت المسؤول الأول الذي تحدّث عن هيمنة المافيا المالية والسياسية، والتي كانت حصيلة استمرار وتغوّل الفساد في البلاد وكل القوانين.. الذي تحدثت عنه مجرد حبر على ورق ولم يطبق في أرض الواقع، بل العكس الذي حدث أن هذه المافيا استفادت من كل شيء بما فيه العفو الضريبي وبآلاف الملايير، وأنت أكثر معرفة بهذا الملف.

أويحيى ابن النظام وابن الإدارة الجزائرية لا يقبل باستمرار التعسف في استعمال السلطة، وهذا في حد ذاته تقليل من التخوفات التي كبرت عند الكثيرين من توجه البلد للمجهول، ولكن يبقى التساؤل المشروع هل يملك أويحيى خارطة طريق واضحة المعالم، حتى يحكم الجزائريون بمن ينتخبونهم أو من لهم صلاحيات قانونية ودستورية؟؟، أم أنه لا يستطيع أن يواجه “القدر المحتوم”، في أن يحكم الجزائريون بالوكالة وهي المشكلة الحقيقية، التي أثارت مختلف شرائح المجتمع الجزائري.

إن من حق أيٍّ كان أن يترشح إلى أي منصب، كما من صلاحيات المسؤول أن يعيّن من يراه مناسبا بغض النظر على مدى تمتعه بالقبول أو عدمه، ولكن ليس من حق أي أحد أن يستغل الفراغ الموجود ونحكم بمن لا صلاحيات له، وإنقاذ الجمهورية يبدأ من هذا التشخيص قبل التوجه إلى أشياء أخرى…

اترك تعليقًا