غارات إسرائيلية جديدة على غزة بعد تثبيت التهدئة

إدانة دولية للهجوم الصهيوني

غارات إسرائيلية جديدة على غزة بعد تثبيت التهدئة

شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الجمعة عدة غارات جوية على مواقع في قطاع غزة، وذلك في أول سلسلة هجمات بعد تثبيت التهدئة، مما ينذر بانهيارها بعيد إعلان حركة الجهاد الإسلامي عن تثبيتها بوساطة مصرية.

وقالت مصادر إعلامية في غزة إن الغارات استهدفت موقعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولجان المقاومة الشعبية في جنوب قطاع غزة ومقرا أمنيا مدمرا في شمال قطاع غزة، فضلا عن قصف لأراض زراعية بالمدفعية. ولم تقع أي إصابات جراء الغارات الإسرائيلية. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه شن سبع غارات على مواقع فلسطينية في غزة، ردا على إطلاق صواريخ منها على الأراضي الإسرائيلية.

 وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق إن القصف جاء ردا على 17 صاروخا أطلق من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود رغم ما نشر عن وساطة مصرية لإعادة تثبيت التهدئة. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت حركة الجهاد الإسلامي التوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية. وقال الأمين العام للحركة رمضان شلح إن مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية اتصلا بقيادة الحركة بهدف إعادة تثبيت التهدئة السابقة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأضاف شلح أن حركة الجهاد الإسلامي تفضل عدم التصعيد، وتتعاطى بإيجابية مع الجهود المصرية للتهدئة، ولكنه أكد قدرة الفصائل على مقاومة أي اعتداء. وكان المتحدث باسم الحركة داود شهاب قد قال في وقت سابق إن الاتصالات المصرية بالحركة وإسرائيل قضت بتثبيت اتفاق التهدئة الذي أبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قبل عامين، مضيفا أن من بين بنود الاتفاق التزام إسرائيل بعدم العودة لسياسة الاغتيالات.

من جهته قال القيادي الآخر في الحركة خالد البطش في تصريح نشره على صفحته على فيسبوك إن حركته “ستلتزم بالتهدئة شرط أن يلتزم العدو بتفاهمات التهدئة وعدم خرقه للاتفاق”. وأضاف البطش أن اتصالات أجراها مسؤولو جهاز المخابرات المصرية بهذا الصدد مع حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في غزة وسط تفاهمات مشتركة على ضرورة تثبيت التهدئة. لكن المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أكد أن الوسيط المصري لم يتواصل مع الحركة حتى الآن، مشيرا إلى أن الحركة لن تمنع أي فصيل فلسطيني من حق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية. وأعلن برهوم أن حركة حماس لن تسمح بأن يستفرد العدو الإسرائيلي بحركة الجهاد الإسلامي، لافتا إلى حضور الحركة على الأرض. وبموازاة ذلك قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إنه “لا يعلم بأي ترتيب لوقف إطلاق النار”، وأضاف “يفهمون الآن أنه إذا استمر إطلاق النار فإن الرد الإسرائيلي سيكون قاسيا جدا”. أحد جرحى الغارات الإسرائيلية الجديدة يتلقى العلاج في المستشفى (رويترز)غارات جديدة وبالتزامن مع إعلان التهدئة شنت طائرات إسرائيلية ثلاث غارات على رفح جنوب قطاع غزة، مما تسبب بوقوع ثلاث إصابات وإلحاق أضرار في منزل ومنطقة الأنفاق. واستهدفت الغارات مخزنا في منزل بحي مصبح ومنطقة الأنفاق في حي السلام على الحدود الفلسطينية المصرية، مما تسبب في وقوع أضرار وإصابة ثلاثة مواطنين نقلوا لمستشفى محلي. وبعد ساعات من ذلك سقطت تسع قذائف صاروخية على الأقل على تجمعات جنوب إسرائيل. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إن صفارات الإنذارات دوت مساء الخميس في عدة مناطق بسديروت، تلاها سقوط ست قذائف صاروخية، لافتة إلى أن القبة الحديدية أسقطت أحد تلك الصواريخ. وفي وقت لاحق أعلنت سقوط ثلاثة صواريخ إضافية على تجمع سدوت دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وكانت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد أعلنت الأربعاء إطلاق 130 قذيفة صاروخية، ردا على استشهاد ثلاثة من ناشطيها قبل ذلك بيوم، فيما سجل الخميس إطلاق نحو عشر قذائف تجاه جنوب إسرائيل، بينما شنت إسرائيل ثلاثين غارة على غزة مستهدفة مواقع غالبيتها لحركة الجهاد.

في هذه الأثناء انتهى اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر في تل أبيب بالموافقة على استدعاء جنود الاحتياط المسؤولين عن تشغيل منظومة الدفاعات الأرضية المعروفة بالقبة الحديدية. وقد استمع أعضاء المجلس إلى تقارير أمنية حول الأوضاع في قطاع غزة. وحمل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون المسؤولية للجهاد الإسلامي وحماس، وقال إن حماس هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ من القطاع. وقللت حركة حماس مساء الخميس من أهمية التهديدات الإسرائيلية لها، معتبرة أن الأوضاع مرتبطة بمدى التزام إسرائيل بالتهدئة ووقفها العدوان على الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد وتهديدات الاحتلال لحماس ليس لها أي قيمة. وقد شجب الرئيس الفلسطيني محمود عباس التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، كما شجب في الوقت نفسه إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وندد عباس بامتناع إسرائيل عن الاعتذار لسقوط ستة شهداء فلسطينيين في غزة والضفة الغربية في الأيام الماضية. جاءت تصريحات عباس في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر الخميس في مدينة بيت لحم مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الذي شجب من جانبه إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، مؤكدا أن العنف ليس طريقا لإقامة الدولة الفلسطينية. وقبل ذلك، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عباس لعدم إدانته إطلاق الصواريخ من غزة، ولإدانته إسرائيل لقتلها من وصفهم بثلاثة إرهابيين أطلقوا قذائف هاون عليها. وفي سياق ردود الفعل، أدانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بشدة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، داعية لوقف فوري لمثل هذه الأفعال.

وجددت آشتون التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي لتعزيز هدنة العام 2012، وحثت على التزام أقصى درجات ضبط النفس منعا لزيادة التصعيد في الوضع. كما أدانت فرنسا إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، وشددت على نبذ ما سمته الإرهاب بكل أشكاله وتمسكها الدائم بأمن إسرائيل. في المقابل حمل حزب الله إسرائيل مسؤولية خرق الهدنة مع الفلسطينيين في قطاع غزة بغطاء أميركي. وقال الحزب في بيان إن “الرد المحدود من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها سرايا القدس، ليس إلا تذكيرا بوجوب التزام موجبات الهدنة وعدم خرقها”.

اترك تعليقًا