غزالي: غياب الحلول العاجلة من يدفع البلاد إلى الأزمة

قال إن بومدين أنفق 25 مليار في 17 سنة فيما أنفق بوتفليقة 800 مليار في 15 سنة

غزالي: غياب الحلول العاجلة من يدفع البلاد إلى الأزمة

انتقد رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي، الوضع السياسي الحالي الذي سيشرف على تنظيم أهم استحقاق انتخابي في تاريخ الجزائر، حيث قال إن هذا الوضع الذي شبهه بـ”السيء” الذي يريد أن يدفع بالجزائر إلى وضع يسوده الغموض والضبابية، ينتهج سياسة الترهيب ثم الترغيب من أجل تحقيق أهداف وطموحات زمرة من دعاة العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. واعتبر المتحدث لدى نزوله ضيفا على “فوروم يومية ليبرتي” أمس، أن الصورة التي يمكنه أن يلخص فيها الوضع السياسي الجزائري هي صورة سوداوية، من شأنها أن تدفع بالبلاد إلى وضع أكثر صعوبة وغموض وتأزم، كما سلط الضوء في هذه المداخلة على عدد من القضايا التي تعتبر المحرك الرئيسي للأحداث التي تعيشها الجزائر في الآونة الأخيرة، منها أحداث مدينة غرداية، التي قال إنها جاءت بسبب سياسية الجهوية التي تنتهجها الدولة والنظام القائم منذ فترة.

واستغل العائد إلى الواجهة السياسية ذات الأسلوب الذي عاد به مولود حمروش، وبعض الشخصيات الوطنية التي انتقدت النظام وتبرأت منه، حيث فتح النار على النظام والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي أخلط أوراق جميع القوى الوطنية، لكنه وجد الفرصة في الدفاع عن المؤسسة العسكرية وخاصة جهاز المخابرات، الذي كان عرضة في الأسابيع الماضية لهجوم المساندين لمشروع العهدة الرابعة، حيث قال في هذا السياق “إن داخل جهاز المخابرات المئات من الأشخاص الذين دفعوا حياتهم فداء لهذا الوطن”، وليس على محيط الرئيس أو المصفقين له أن يتحاملوا على هذا الجهاز ورجاله. وأضاف المتحدث وهو يشخص الوضعية الحالية للرئيس المنتهية عهدته الرئاسية، بأنه كان من الشخصيات التي رفضت العهدة الرئاسية الأولى له والثانية والثالثة، وها أنا أعارض الرابعة أيضا التي وصفها بـ”المهزلة التي ستعرّض الجزائر للمسخرة الدولية”. ودافع غزالي عن قناعاته تجاه المرشح للاستحقاق الانتخابي القادم بأنه “لا يعيب مرضه أو وضعه الصحي الحرج الذي هو عليه اليوم”، كما أنه “لا يطلق الرصاص على سيارة إسعافه”، وإنما أعيب على الذين يدفعون برئيس مريض إلى الواجهة لتحقيق طموحات شخصية لا ترتبط بالجزائر ولا بمستقبل أبنائها وإنما بمستقبلهم فقط.

ودافع المتحدث في السياق ذاته، عن نفسه خاصة وأن بعض القوى الوطنية تحمله مثله مثل باقي الشخصيات المحسوبة على النظام، بأنه لم يكن يوما في النظام وأنه يتبرأ منه اليوم وغدا، مشيرا إلى الذين يضعونه في هذا المكان بأنه لم يطلب لأن يكون يوما في أي من المناصب الحكومية وتواجده فيها لا يعني بأنه من أبناء هذا النظام، لأن هناك فرقا بين السلطة العمومية التي وضعت فيه الثقة في تسيير مرحلة ما وفي من يشتغلون في أجهزة النظام، الذي طبق عليه الصمت ومنعه من الكلام طيلة الـ 15 سنة الماضية. وفي تشخصيه لهذا الوضع أكد غزالي على أن بوتفليقة فشل في سياسته طوال السنوات الـ 15 الماضية التي كان في سدّة الحكم، وقدم مثالا عن هذا الفشل حين قارن سنوات حكمه بسنوات حكم الزعيم الراحل هواري بومدين الذي قال إنه أنفق في 17 سنة حكم فيها الجزائر 25 مليار دولار، بينما أنفق بوتفليقة في 3 عهدات رئاسية 800 مليار دولار.

اترك تعليقًا