زروال يخرج عن صمته بسبب تعقيدات الوضع وخطورته ويتحدث عن مسعى وطني منقذ يشارك فيه الجميع

بعد صمت دام لسنوات ومقاطعة لكل نشاطات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اصدر امس الرئيس الاسبق لمين زروال بيانا مطولا تحدث فيه عن الانتخابات الرئاسية القادمة وما يحاط بها من ظروف كما ذكر ان واجب التحفظ لم يمنعه من تحسس نبضات الشعب الجزائري ومتابعة المستجدات الوطنية وان بروز سلسلة من الاحداث والتصريحات غير معهودة هي التي دفعته الى التعبير عن وجهة نظره من باب الواجب الاخلاقي وتقاسما لمشاعر المخاوف مع المواطنين.

 

كما ذكر الرئيس ليامين زروال بالذاكرة الوطنية وخاصة في فترة الارهاب واشاد بدور الجيش الوطني وقوات الأمن في حلحلة المأساة الوطنية واستطاع ان يحبط كل محاولات زعزعة استقرار البلاد واخراجها من المخاطر الكبرى،واستدرك زروال ان” ما يحز في نفسه هو تعرض المؤسسة العسكرية الى هجمة لاذعة استهدفت اضعاف جهاز الدفاع  والأمن الوطنيين “وفتح الباب امام المخاطر المتعددة التي تحدق بالبلاد كما ركز على ان التماسك الداخلي للجيش وامتداده الشعبي يشكلان العاملين الحقيقين لقوته.

كما حذر زروال من استمرار الاستخفاف بالوضع الراهن والاعتقاد بان الوفرة المالية يمكن لوحدها ان تتغلب على ازمة ثقة هيكلية.

كما اعتبر زروال ان مرجعة المادة74 من الدستور والمتعلقة بفتح العهدات قد ادت بشكل عميق الى تعكير النقلة النوعية في التداول على السلطة .

واضاف الرئيس السابق ان رهان الحكم الراشد يكمن في مبدأ الشفافية  في ادارة الشؤون السياسية حتى تتمكن الدولة من مكافحة كل اشكال التعسف والفساد بفعالية .

وذكر السيد زروال على ان العهدة الرئاسية القادمة يجب ان تتوفر فيها الشروط الملائمة لاجماع وطني حول رؤية يتقاسمها اهم الفاعلين في الحياة الوطنية وتتوج بموافقة الشعب الجزائري ،وعبر على ان هذه العهدة الانتقالية يمكنها ان تشكل مرحلة جديدة لتحقيق قفزة نوعية نحو تجديد جزائري .

وحتى لا يفهم ان الرئيس ضد الانتخابات ذكر باهميتها وان التصويت يشكل الوسيلة الدستورية الاكثر سلمية التي يستعملها المواطن للتعبير عن خياراته وبالمقابل فانه يتعين على الدولة ان توفر احسن شروط الشفافية والحرية حتى يتم اختيار هذا الخيار منبها على الأعمدة التي يجب الحفاظ عليها والتي هي الدستور والتماسك الاجتماعي ووحدة القوات المسلحة .

وفي اخر البيان اعتبر زروال ان كل المؤشرات تدعوا الى استعجال المسعى الوطني المنقذ والذي يستوجب اشراك كل الجزائريين في انجازه لآنه هدف وطني كبير يخطأ من يعتقد انه يتحقق برجل واحد مهما كان ملهما ولا بارادة حزب سياسي وحيد مهما كان مستوى الاغلبية التي يمثلها.

وتجدرالاشارة ان الرئيس زروال قد اشار في بداية بيانه الى ان شرف مهمة القاضي الاول في البلاد تتطلب ان تحاط بجملة من الشروط ومنها خصوصا التي يمليها الدستور من جهة وتلك التي تفرضها قواعد الاخلاق البرتوكولية المرتبطة بممارسة الوظيفة في اشارة واضحة الى الشروط الصحية غير متوفرة في الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة.

سليمان شنين

اترك تعليقًا