تنعقد قمة الكويت، في ظروف حساسة تمر بها الأمة العربية على جميع
المستويات وبعيدا عن طبيعة الحضور، والغياب الملفت لما يقارب لـ 7 من زعماء العرب، لدواع صحية التي تكشف بعمق مأساة الأمة العربية، فهي أمة مريضة يحكمها مرضى، ولا يتوقع من المريض أن يعالج أو يفاعل جسم مريض.
الشعوب العربية، غسلت يدها من القمم منذ مدة ولذلك فهي لا تنتظر من هذه القمم شيئا والزعماء العرب يدركون هذا جيدا، ولهذا كانت الملفات المدرجة في هذه القمة لا تعبر عن انشغالات الشعوب العربية، ولا عن آمالها وطموحاتها، الدم العربي ينزف للأسف الشديد هذه المرة بأيدي الحكام كمصر التي لازالت تحتفظ بمقر جامعة الدول العربية رغم كل ما حدث فيها، بل إن القادة أو ما تبقى من القادة في الكويت حرصوا أن يقدموا الدعم والتضامن مع حكام مصر الجدد، في الوقت الذي انتظر منهم العقلاء أن يسارعوا لإنقاذ مصر وشعب مصر من خلال رعاية حوار وطني داخلي يحقن فيه الدم المصري، ويمكن المصريين من صناعة مستقبلهم مجتمعين وبرعاية عربية، قبل أن تدخل مصر للتدويل ويكون مصريها مصير سوريا الشقيقة.
الدم السوري، لازال ينزف ومأساة اللاجئين على حدود سوريا الشقيقة تعد وصمت عار على بعض الأنظمة العربية التي رعت مجموعات مسلحة دون أي أفق فساهمت في تعقيد الوضع بدل من أن تمكن الشعب السوري من نيل حقوقه، وحرياته وبمشاركة الجميع.
إننا في الجزائر كنا نتطلع أن يكون للجزائر دورا محوريا في هذه المنظمة الإقليمية ولكن شاءت ظروفنا واستمرار مرض رئيسنا أن نغيب عمليا رغم التمثيل بالأشخاص ولكن للأسف الشديد لا نملك رؤية لتفعيل الجامعة العربية ودورها، والقراءة الأولية لبرامج المرشحين للرئاسيات القادمة تؤكد أن هذا الهم غير موجود عند من ترشحوا لمنصب الرجل الأول في البلاد.
نعم تنعقد القمة في الكويت ولا أحد من العرب أو من غيرهم ينتظر أن تقدم خطوة تجاه الشعب الفلسطيني، وتجاه قضية الأمة المركزية القدس الشريف فقد أكدت القمم السابقة أن أنظمة الحكم العربي، أكثر تواطئا مع العدو الصهيوني من أن تدعم أو تساهم في تحرير فلسطين والقدس.
صحيح أن هذه القمة تعقد بعدما تمكنت مجموعات وجماعات تمثل الدول العميقة في الدول التي مسها الربيع العربي، من أن تلتف على مشروع الثورات العربية التي رفعت شعار الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية فأعادت بعض هذه الشعوب إلى نقطة الصفر بل إلى ما بعد نقطة الصفر وهذا نجاح للأنظمة العربية في تعطيل مشروع التحرر والحرية والانعتاق وإلى أن تعقد قمة أخرى كل عام ونحن بخير.