
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة البناء الوطني
ما بعد انتخابات 17 أفريل
ربيع الجزائر المنتظر
1. لقد كانت الثورات العربية الأخيرة ثورات شعبية حقيقية انطلقت من معاناة الشعوب التي مست كل القطاعات حيث كان الاستبداد السياسي قد بلغ نصف القرن وهو الزمن الذي لا تتحمل الشعوب أكثر منه خصوصا مع الفشل الاقتصادي والاجتماعي والمراوحة السياسية التي أنتجها التخبط في اختيار مشاريع المجتمع المستوردة من الاشتراكية أو الرأسمالية بعيدا عن قيم الشعوب.
2. وقد أدى الصبر الطويل للشعوب على أنظمتها إلى أن تكونت حالة من الرفض تطورت ككرة الثلج مع المراحل والتحولات التي شهدها العالم في النصف الثاني من القرن العشرين، وتكونت طبقة من النخبة الواعية كان التيار الإسلامي جزء منها حيث تفاعل مع احتياجات الشعب وقَبِل اللعبة الديمقراطية إضافة إلى ما يملك من قوى شبانية تجاوزت الطابوهات التقليدية التي بنيت عليها شرعية الحكم في الدولة الوطنية بعد الاستعمار، وغذى عمل هذه القوى الشبابية والنخبوية التطور التكنولوجي في الوسائط الإعلامية التي قضت على الاحتكار للمعلومة الموجهة للرأي العام، كما أضاف للشعوب طموحها في التغيير ارتخاء القوى الدولية في معارضة للحراك الشعبي الذي فوجئت بحجمه وتغير أساليبه.
3. وقد كانت الجزائر سابقة في عملية التغيير الذي دفعت ثمنه غاليا وفشلت في استثماره لصالح الشعب بسبب تسلط الزمر وتبادل المصالح، وقصور الرؤية وسطحية الحوار، وتسخير مكونات الساحة كلها اغترارا بقوة السلطة ونفوذ الإدارة والتحكم بالأرزاق، واستغلال عاطفة الشعب في الحفاظ على الدولة لإطالة عمر النظام رغم عقدة الشرعية المنقوصة التي لم تفارقه منذ التسعينات.
4. و كانت السلطة في الجزائر أقدر على الاستفادة من أدوات الصراع والترويض ضد المجتمع مما أهلها لإجهاض أي حراك مع بداية الربيع العربي، رغم أن ذلك أجل هذا الحراك ولم يلغه من تطلعات شباب الجزائر الذي زادته الانتخابات الأخيرة وخيارات السلطة فيها وإصرارها على التلاعب بالديمقراطية طموحا في التغيير في ظل الدرس الكبير من الانعكاسات السلبية التي أدت بالساحات العربية إلى الانهيارات المختلفة في الاقتصاد والبنى التحتية والمؤسسات الإستراتيجية خاصة الجيوش التي أدخلها ما بعد الربيع العربي في الصراع البيني ضد شعوبها واستهلاك قوى الأوطان في الاتجاه الخاطئ.
5. ولكن الجزائر اليوم تشهد حراكا متعدد الأشكال خافت الصوت بطيء ولكنه فعال في صناعة تحريك الشارع والتأثير على صيرورة الدولة والمجتمع , حاولت الحملات الانتخابية أن تغطيه ولكنها لا تزال مستورة تحت غيومه وأدخنته مما يعطيه الاستمرارية التي قد تصل به إلى فرض حلول استثنائية تتجاوز الحل الانتخابي يوم 17 أفريل، وقد تدخل البلاد في وضع يشبه ما انتهت إليه أوضاع الربيع العربي في دول أخرى إذا تسلل إليها من يوقظ الفتنة النائمة.
6. إن فرصة الانتخابات الرئاسية في 17 أفريل 2014 كانت تمثل أملا كبيرا لكل الجزائريين من أجل تحقيق ربيعهم الآمن والسلمي عبر التداول السلمي على السلطة وتفعيل الخيار الشعبي الحر بما يضمن استكمال المسار الديمقراطي الذي لا يزال معطوبا منذ بدايته العرجاء التي كانت معطوبة وأدت بالجزائر إلى الدخول في الأزمة التي اصطلحنا على تسميتها “مرحلة المأساة الوطنية”
7. ولا نزال تشهد مطالب جهات عدة لاستكمال المصالحة الوطنية والخروج من الآثار السلبية للمأساة الوطنية وإنهاء مرحلة حرمان جزء من أبناء هذا الوطن من حقوقهم التي كفلتها لهم روح المصالحة الوطنية وعرقلتها البيروقراطية والتفسيرات الأحادية للنصوص، كما لا تزال التعددية السياسية مرهونة في المزاج الإداري الذي يحكم على الفعل السياسي من زاوية نظر محدودة تعطل الأدوار الهامة للأحزاب في البناء التعددي لمنظومتنا السياسية.
8. كما لا يزال المواطن مرهونا للوعود والصدقات الرسمية التي شهدتها السنوات الأخيرة مما غذى روح الاتكالية لدى الشباب وأفقدهم روح المبادرة.
9. وقد زادت الانزلاقات الحاصلة في المحيط الإقليمي للجزائر من تعقيدات الوضع في البلاد وإرباك الجميع وزيادة أطماع المتربصين بالثروة الوطنية للذين استغلوا الحالة الجزائرية لخدمة أجنداتهم الخاصة.
إن ربيع الجزائر لا بد أن يحل وعلى الجزائريين جميعا أن يجعلوه ربيعا آمنا لصالح جميع الأجيال لا يسب التاريخ أو يتنصل منه ولا يحرم الحاضر والمستقبل من التعامل على أسس التطور الذي تشهده الأمم.
1. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر ربيعا نوفمبريا يعيد عزة أبناء هذا الوطن ولا يزيد من كآبتهم ويثمن تضحياتهم ولا يستغل مأساتهم ويؤمن وحدتهم ولا يزيد تشتتهم ويعطيهم حقوقهم ولا يقتات من أزماتهم.
2. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر لكل الفئات من النساء والرجال، الكبار والصغار، وأن يكون الشباب هم عموده الفقري، لأن زمن الوصاية و احتكار الحق والوطنية والديمقراطية قد انتهى وجاء زمن جزائر الجميع حررها الجميع ويبنيها الجميع
3. ولا بد أن يكون الربيع الجزائري ربيع الجميع , وليس ربيعا مختلا لصالح جهة دون أخرى لأن دم الشهداء لم يكن يعرف لون القبيلة ولا لون الجغرافيا، وإنما كان يعرف الجزائر تحت شعار “الحرية والسيادة في إطار القيم الإسلامية الأصيلة”.
4. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر ربيعا على المغرب العربي الذي تطلع إليه أجدادنا وناضلوا من أجله وهم تحت نير الاستعمار فلما جاء الاستغلال نزغ بينهم شيطان السلطة والملك وفرقهم الولاء للقوى الدولية بدل الولاء للشعوب التي ائتمنت هذه الأنظمة فخدعتها السلط بالشعارات البراقة والعناوين الجوفاء واللجان المعطلة.
5. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر ربيعا واقعيا , وليس حلما يتحول إلى كابوس بل منظومة تغيير حقيقية تعالج مشاكل الخوف والجوع بالأمن والرفاهية وتواجه مؤامرة التقسيم والتفتيت بالوطنية والوحدة ورذائل الانهيار الأخلاقي بالقيم الإسلامية والتربية الحقة.
6. ولا بد أن يكون الربيع الجزائري ربيعا يعيد للجزائر قيمتها في إفريقيا والأمة الإسلامية لانتصارها لحقوق الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، ودعمها للتغيير الحاصل في الأمة باسترداد الشعوب لإرادتها المسلوبة ووقوف الجزائر مع حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفق النظم والأعراف والقوانين الدولية التي تعطي للشعوب حقها في اختيار مصيرها بعيدا عن الاحتكام إلى العنف والانقلابات و الموت والدمار .
7. إن هذا الربيع المأمول لا يتحقق إلا بجهود الجميع، وحوار الجميع وتوافق الجميع على مبدأ التداول الذي كان مطلوبا بين الأحزاب والبرامج واليوم أصبح مطلوبا بين الأجيال والشرعيات
إن الجزائر قبل الجميع وأي تحول فيها يجب أن يحمي مستقبل الوطن والشعب ولا يتم ذلك إلا من خلال قواعد واضحة وأسس صلبة تتمثل في :
1. أن الشرعية الشعبية لا بد أن تكون أساسا للحكم
2. أن مشروع المجتمع قد فصل فيه نوفمبر فلا مجال للتراجع عن خيارات الشهداء
3. أن الاختيار الحر الممثل لإرادة الشعب عبر الشفافية هو وسيلة الفصل الآمنة
4. أن الوحدة الوطنية غاية دائمة يتوخاها كل مشروع لحل أزمة الجزائر.
5. أن الثروة ملك لكل الشعب لا بد أن يتوقف استنزافها ويُرشّد توزيعها.
6. أن الحريات ليست شعارا أو مزاجا بل هي قانون يحترمه الجميع ولا يمنّ به أحد على أحد
7. أن استقلال القضاء وفصل السلطات صمام أمان رشادة الحكم.
8. أن مرحلة الهيمنة الإدارية على القرار السياسي يجب أن تزول احتراما للدستور والقانون
9. أن مشاركة الجيش الوطني الشعبي تؤمن المستقبل في إطار قوة الحق وليس حق القوة
10. أن الإعلام شريك أساسي في إدارة الربيع الآمن بانحيازه للحق وربط الشعب بالحقيقة
11. أن سيادة الجزائر يجب أن تبقى مقدسة ولا مجال للسماح بانتهاكها أو تعريضها للمساواة.
12. أن الحوار المؤسس والشفاف والبعيد عن لي الأذرع هو العتبة الأولى للربيع الآمن.
13. إن الجزائر وهي تنتظر ربيعها الآمن يجب أن يصنع أبناؤها مستقبلهم بأيديهم في ظلال الحكمة والاحترام والعزة والكرامة والذكاء السياسي والثقة بالله سبحانه وتعالى.
إن ربيع الجزائر يجب أن يكون هادئا , جماعيا , مرحليا و معلوم البداية والمآل , يؤسس لشرعية شعبية تنهي المراحل الانتقالية وتتيح الفرصة لجميع الجزائريين ليساهموا في جزائر جديدة لا يقصى فيها أحد , ترتكز على التاريخ وتستند على القيم , وتعتمد على الاقتصاد والتنمية , وتتطلع لمستقبل يقوده العلم والمعرفة والكفاءة في ظل التعددية والحريات.
قال تعالى: ” فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا “
وقال عز وجل ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “
أخوكم مصطفى بلمهدي
رئيس حركة البناء الوطني
مارس 2014
حركة البناء الوطني
ما بعد انتخابات 17 أفريل
ربيع الجزائر المنتظر
1. لقد كانت الثورات العربية الأخيرة ثورات شعبية حقيقية انطلقت من معاناة الشعوب التي مست كل القطاعات حيث كان الاستبداد السياسي قد بلغ نصف القرن وهو الزمن الذي لا تتحمل الشعوب أكثر منه خصوصا مع الفشل الاقتصادي والاجتماعي والمراوحة السياسية التي أنتجها التخبط في اختيار مشاريع المجتمع المستوردة من الاشتراكية أو الرأسمالية بعيدا عن قيم الشعوب.
2. وقد أدى الصبر الطويل للشعوب على أنظمتها إلى أن تكونت حالة من الرفض تطورت ككرة الثلج مع المراحل والتحولات التي شهدها العالم في النصف الثاني من القرن العشرين، وتكونت طبقة من النخبة الواعية كان التيار الإسلامي جزء منها حيث تفاعل مع احتياجات الشعب وقَبِل اللعبة الديمقراطية إضافة إلى ما يملك من قوى شبانية تجاوزت الطابوهات التقليدية التي بنيت عليها شرعية الحكم في الدولة الوطنية بعد الاستعمار، وغذى عمل هذه القوى الشبابية والنخبوية التطور التكنولوجي في الوسائط الإعلامية التي قضت على الاحتكار للمعلومة الموجهة للرأي العام، كما أضاف للشعوب طموحها في التغيير ارتخاء القوى الدولية في معارضة للحراك الشعبي الذي فوجئت بحجمه وتغير أساليبه.
3. وقد كانت الجزائر سابقة في عملية التغيير الذي دفعت ثمنه غاليا وفشلت في استثماره لصالح الشعب بسبب تسلط الزمر وتبادل المصالح، وقصور الرؤية وسطحية الحوار، وتسخير مكونات الساحة كلها اغترارا بقوة السلطة ونفوذ الإدارة والتحكم بالأرزاق، واستغلال عاطفة الشعب في الحفاظ على الدولة لإطالة عمر النظام رغم عقدة الشرعية المنقوصة التي لم تفارقه منذ التسعينات.
4. و كانت السلطة في الجزائر أقدر على الاستفادة من أدوات الصراع والترويض ضد المجتمع مما أهلها لإجهاض أي حراك مع بداية الربيع العربي، رغم أن ذلك أجل هذا الحراك ولم يلغه من تطلعات شباب الجزائر الذي زادته الانتخابات الأخيرة وخيارات السلطة فيها وإصرارها على التلاعب بالديمقراطية طموحا في التغيير في ظل الدرس الكبير من الانعكاسات السلبية التي أدت بالساحات العربية إلى الانهيارات المختلفة في الاقتصاد والبنى التحتية والمؤسسات الإستراتيجية خاصة الجيوش التي أدخلها ما بعد الربيع العربي في الصراع البيني ضد شعوبها واستهلاك قوى الأوطان في الاتجاه الخاطئ.
5. ولكن الجزائر اليوم تشهد حراكا متعدد الأشكال خافت الصوت بطيء ولكنه فعال في صناعة تحريك الشارع والتأثير على صيرورة الدولة والمجتمع , حاولت الحملات الانتخابية أن تغطيه ولكنها لا تزال مستورة تحت غيومه وأدخنته مما يعطيه الاستمرارية التي قد تصل به إلى فرض حلول استثنائية تتجاوز الحل الانتخابي يوم 17 أفريل، وقد تدخل البلاد في وضع يشبه ما انتهت إليه أوضاع الربيع العربي في دول أخرى إذا تسلل إليها من يوقظ الفتنة النائمة.
6. إن فرصة الانتخابات الرئاسية في 17 أفريل 2014 كانت تمثل أملا كبيرا لكل الجزائريين من أجل تحقيق ربيعهم الآمن والسلمي عبر التداول السلمي على السلطة وتفعيل الخيار الشعبي الحر بما يضمن استكمال المسار الديمقراطي الذي لا يزال معطوبا منذ بدايته العرجاء التي كانت معطوبة وأدت بالجزائر إلى الدخول في الأزمة التي اصطلحنا على تسميتها “مرحلة المأساة الوطنية”
7. ولا نزال تشهد مطالب جهات عدة لاستكمال المصالحة الوطنية والخروج من الآثار السلبية للمأساة الوطنية وإنهاء مرحلة حرمان جزء من أبناء هذا الوطن من حقوقهم التي كفلتها لهم روح المصالحة الوطنية وعرقلتها البيروقراطية والتفسيرات الأحادية للنصوص، كما لا تزال التعددية السياسية مرهونة في المزاج الإداري الذي يحكم على الفعل السياسي من زاوية نظر محدودة تعطل الأدوار الهامة للأحزاب في البناء التعددي لمنظومتنا السياسية.
8. كما لا يزال المواطن مرهونا للوعود والصدقات الرسمية التي شهدتها السنوات الأخيرة مما غذى روح الاتكالية لدى الشباب وأفقدهم روح المبادرة.
9. وقد زادت الانزلاقات الحاصلة في المحيط الإقليمي للجزائر من تعقيدات الوضع في البلاد وإرباك الجميع وزيادة أطماع المتربصين بالثروة الوطنية للذين استغلوا الحالة الجزائرية لخدمة أجنداتهم الخاصة.
إن ربيع الجزائر لا بد أن يحل وعلى الجزائريين جميعا أن يجعلوه ربيعا آمنا لصالح جميع الأجيال لا يسب التاريخ أو يتنصل منه ولا يحرم الحاضر والمستقبل من التعامل على أسس التطور الذي تشهده الأمم.
1. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر ربيعا نوفمبريا يعيد عزة أبناء هذا الوطن ولا يزيد من كآبتهم ويثمن تضحياتهم ولا يستغل مأساتهم ويؤمن وحدتهم ولا يزيد تشتتهم ويعطيهم حقوقهم ولا يقتات من أزماتهم.
2. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر لكل الفئات من النساء والرجال، الكبار والصغار، وأن يكون الشباب هم عموده الفقري، لأن زمن الوصاية و احتكار الحق والوطنية والديمقراطية قد انتهى وجاء زمن جزائر الجميع حررها الجميع ويبنيها الجميع
3. ولا بد أن يكون الربيع الجزائري ربيع الجميع , وليس ربيعا مختلا لصالح جهة دون أخرى لأن دم الشهداء لم يكن يعرف لون القبيلة ولا لون الجغرافيا، وإنما كان يعرف الجزائر تحت شعار “الحرية والسيادة في إطار القيم الإسلامية الأصيلة”.
4. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر ربيعا على المغرب العربي الذي تطلع إليه أجدادنا وناضلوا من أجله وهم تحت نير الاستعمار فلما جاء الاستغلال نزغ بينهم شيطان السلطة والملك وفرقهم الولاء للقوى الدولية بدل الولاء للشعوب التي ائتمنت هذه الأنظمة فخدعتها السلط بالشعارات البراقة والعناوين الجوفاء واللجان المعطلة.
5. ولا بد أن يكون ربيع الجزائر ربيعا واقعيا , وليس حلما يتحول إلى كابوس بل منظومة تغيير حقيقية تعالج مشاكل الخوف والجوع بالأمن والرفاهية وتواجه مؤامرة التقسيم والتفتيت بالوطنية والوحدة ورذائل الانهيار الأخلاقي بالقيم الإسلامية والتربية الحقة.
6. ولا بد أن يكون الربيع الجزائري ربيعا يعيد للجزائر قيمتها في إفريقيا والأمة الإسلامية لانتصارها لحقوق الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، ودعمها للتغيير الحاصل في الأمة باسترداد الشعوب لإرادتها المسلوبة ووقوف الجزائر مع حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفق النظم والأعراف والقوانين الدولية التي تعطي للشعوب حقها في اختيار مصيرها بعيدا عن الاحتكام إلى العنف والانقلابات و الموت والدمار .
7. إن هذا الربيع المأمول لا يتحقق إلا بجهود الجميع، وحوار الجميع وتوافق الجميع على مبدأ التداول الذي كان مطلوبا بين الأحزاب والبرامج واليوم أصبح مطلوبا بين الأجيال والشرعيات
إن الجزائر قبل الجميع وأي تحول فيها يجب أن يحمي مستقبل الوطن والشعب ولا يتم ذلك إلا من خلال قواعد واضحة وأسس صلبة تتمثل في :
1. أن الشرعية الشعبية لا بد أن تكون أساسا للحكم
2. أن مشروع المجتمع قد فصل فيه نوفمبر فلا مجال للتراجع عن خيارات الشهداء
3. أن الاختيار الحر الممثل لإرادة الشعب عبر الشفافية هو وسيلة الفصل الآمنة
4. أن الوحدة الوطنية غاية دائمة يتوخاها كل مشروع لحل أزمة الجزائر.
5. أن الثروة ملك لكل الشعب لا بد أن يتوقف استنزافها ويُرشّد توزيعها.
6. أن الحريات ليست شعارا أو مزاجا بل هي قانون يحترمه الجميع ولا يمنّ به أحد على أحد
7. أن استقلال القضاء وفصل السلطات صمام أمان رشادة الحكم.
8. أن مرحلة الهيمنة الإدارية على القرار السياسي يجب أن تزول احتراما للدستور والقانون
9. أن مشاركة الجيش الوطني الشعبي تؤمن المستقبل في إطار قوة الحق وليس حق القوة
10. أن الإعلام شريك أساسي في إدارة الربيع الآمن بانحيازه للحق وربط الشعب بالحقيقة
11. أن سيادة الجزائر يجب أن تبقى مقدسة ولا مجال للسماح بانتهاكها أو تعريضها للمساواة.
12. أن الحوار المؤسس والشفاف والبعيد عن لي الأذرع هو العتبة الأولى للربيع الآمن.
13. إن الجزائر وهي تنتظر ربيعها الآمن يجب أن يصنع أبناؤها مستقبلهم بأيديهم في ظلال الحكمة والاحترام والعزة والكرامة والذكاء السياسي والثقة بالله سبحانه وتعالى.
إن ربيع الجزائر يجب أن يكون هادئا , جماعيا , مرحليا و معلوم البداية والمآل , يؤسس لشرعية شعبية تنهي المراحل الانتقالية وتتيح الفرصة لجميع الجزائريين ليساهموا في جزائر جديدة لا يقصى فيها أحد , ترتكز على التاريخ وتستند على القيم , وتعتمد على الاقتصاد والتنمية , وتتطلع لمستقبل يقوده العلم والمعرفة والكفاءة في ظل التعددية والحريات.
قال تعالى: ” فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا “
وقال عز وجل ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “
أخوكم مصطفى بلمهدي
رئيس حركة البناء الوطني
مارس 2014