بسم الله الرحمن الرحيم
حركة البناء الوطني
مجلس الشورى الوطني
الجزائر يوم: 14جمادى الآخرة 1435 ه الموافق ل15أفريل 2014 م
بيان حول الانتخابات الرئاسية
“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “
إن الشعب الجزائري الذي قدم التضحيات الجسام من أجل سيادته وحلمه في الحرية والعدالة لا يزال يتطلّع الى التغيير الايجابي الآمن نحو وضعٍ يُلبي طموح الاجيال في إطار الثوابت والعصرنة ، وقد تحمّل الشعب العديد من الصدمات السياسية التي لم تكن لها من المبررات سوى استنساخها لسياسات الفشل وعدم التعلم من الدروس والتحديات التي تقدمها لنا التحولات في الساحة الوطنية والاقليمية والدولية مما أضعف منسوب الثقة والأمل في الاصلاح والتغيير وشوه الفعل الانتخابي الذي سيبقى هو وسيلة التداول السلمي على السلطة واهم عوامل التغبير الديمقراطي ، وإن أي إخلال بالمنهج الديمقراطي والتيئيس منه انما هو فتح لباب العنف والانزلاقات التي لا يعرف احد مآلاتها ونتائجها واخطارها على المستقبل
و لأن الجزائر بانتخابات 17 افريل تدخل وضعا جديدا يتميز بخصوصيات لم تكن من قبل تمثلت في :
• الطعن القبلي في أركان المسار الانتخابي واجراءاته
• الدعوات المتكررة الى مرحلة انتقالية تحقق تداول السلطة بين الاجيال
• الحاح الجماعة الوطنية على إيقاف نزيف ونهب ثروة البلاد
• زيادة تطلّعات الشعب إلى تغيير حقيقي يُلبي طموحه في جزائر الجميع
• اختلال الحريات والحقوق وتراجع التنافسية المسؤولة بين الافكار والمشاريع
• تهديد الثوابت والمكتسبات بصراع المواقع والمكاسب المحدودة بالفئة أو الجهة
• طبع الخلاف السياسي بأشكال تهدد النسيج الاجتماعي وتجر الشارع نحو الانزلاق لا قدر الله
• توظيف المال الفاسد كأداة فعالة في حسم نتائج اللعبة السياسية
فإن حركة البناء الوطني التي تعتبر نفسها جزءا من الشعب بكل آماله وآلامه وبعد اتصالها المتنوع بمكونات الساحة وفي ظل صعوبة ايجاد المساحات المشتركة ، وبعد متابعتها الكثيفة للتجاذبات الحادة ، والغموض الذي يكتنف المشهد، وإقامة لوظيفة الشهادة لله سبحانه وتعالى:
1. تعتبر أن استحقاق الرئاسة لم يعد مركز اهتمام الشعب الجزائري في ظل التخوف من التجاذب السياسي الذي أصبح ينذر بالمخاطر بفعل الزوابع السياسية التي صاحبته أو سبقته ، بل باتت تهدد بمآلات لا تخدم الجزائر المنشودة في ظل تراجع منسوب الاهتمام الشعبي بالانتخابات والترقب الحذر ازاءها.
2. تحذر من التهديدات الحقيقية التي تستهدف الوحدة والتماسك الوطني و تمس باستقرار البلاد وهويتها.
3. تحذر من كل انواع المجازفة بأمن واستقرار الوطن الذي ضحى من أجله الشهداء وحافظ عيه الوطنيون الصادقون خلال العشرية الدموية السوداء.
4. تجدد تأكيدها المبادرة الى الجدار الوطني المانع من تكرار الانزلاق الذي لا يزال يشكل أهم التحديات بسبب الاستبداد السياسي والفساد الاقتصادي وهيمنة السلطة على الحريات والحقوق الاساسية للمواطن.
5. تثق أن الشعب الجزائري يملك من الذكاء السياسيي ما يؤهله للتعامل الانسب مع هذه الانتخابات وهو يدرك الخيارات السياسية الأجدى للجزائر في دينها واستقرارها ووحدتها وديمقراطيتها.
6. تدعو الشعب الجزائري الى الحضور السياسي المسؤول والحفاظ على المكتسب الديمقراطي والحق في التعبير الحر والتغيير السلمي ، وإخراج البلاد من حالة تدوير الحكم داخل العائلة السياسية الواحدة الى التداول على السلطة في ظل الوحدة الوطنية ،والالتفاف حول ٍ مرجعيات الامة الصادقة ومؤسساتها الاستراتيجية .
7. تدعوا السلطة القادمة الى فتح حوار حقيقي لا يقصي احدا لتامين مستقبل الوطن ، وتكريس الاصلاح الدستوري الذي يعيد بناء الدولة الجزائرية المتوازنة والقائمة على أسس الحق والعدالة وتقييد الصلاحيات المطلقة والعهد المفتوحة وتحرير المبادرة والانتصار للقضايا العادلة للشعوب.
8. ترفض التدخلات الاجنبية وتؤكد على سيادة القرار الوطني من خلال الشرعية الشعبية والاستقلال الوطني المستدام والملموس في الواقع السياسي والاجتماعي.
9. تلح على اعادة بناء المؤسسات الوطنية بما يحفظ المصالح الاساسية للبلاد لتجسيد دولة القانون والمؤسسات وتحقيق التجديد الوطني الذي يقنع الاجيال ويعبّئ الشباب لحماية مستقبله امام الاخطار الحاصلة والمتوقعة.
ان الجزائر خط احمر في وحدتها ومستقبل أجيالها ومؤسساتها الضامنة للسيادة والوحدة ومكتسباتها في الحرية والسيادة وثرواتها التي هي حق لكل أجيالها ومكوناتها . وان لم تأت الانتخابات الرئاسية القادمة بالحل وأضاعت السلطة فرصتها فان الجزائر التي حررها الجميع سيحميها الجميع ويبنيها الجميع .
” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ “
رئيس المجلس
خونة أحمد محمود