ماالات القضية الفلسطينية بعد المصالحة
انعقد المنتدى العربى الدولى لهيئات تحرير الأسرى فى السجون الاسرائلية أياما بعد الإعلان عن المصالحة الفلسطنية فلسطينية الذى يحمل الكثير من الغموض بين الأمل و القلق من نجاح هذه العملية ورغم أن المصالحة الوطنية الفلسطينية ضرورة ملحة تحت الضغط الشعبي الفلسطيني من مختلف الفصائل لإنهاء حالة الانقسام، بعد الإنتفاضات والثورات العربية التي خلقت واقعاّ جديداّ وإجواء إيجابية نحو توحيد الموقف. الا ان عملية الوصول الى هذا الهدف ليس بالعملية سهلة المنال فى الوقت الراهن ، بعد قطيعة دامت سبع سنوات باعدت بين قطاع غزة والضفة الغربية، اتت على كل جسور الثقة المتبادلة بين فتح وحماس، ووسّعت فجوة الخلافات بين الجانبين حول معظم جوانب القضية الفلسطينية، تمكن كل طرف منهما من بناء نظام حكم تختلف أهدافه ومؤسساته وتحالفاته عن الآخر ا لكن التاريخ الإنسانى مازال يحكى لننا قصص شعوب كثيرة تجاوزت خلافات سياسية وعرقية وعقائدية كبيرة دفعت بها إلى حروب أهلية ضروس، اهتدت الى طريق المصالحة ولكن بشروط يجب ان يحتكم اليها طرفى النزاع, ومن هذه الشروط أن تخرج كل من فتح وحماس من جلدهما القديم فى ولادة جديدة لحركة النضال الفلسطينى تتعلم من أخطائها السابقة، وتعرف جيداً أنها تواجه عدواً بالغ الشراسة والعناد، يملك قدرة التأثير على القرار الدولى، وتدرك ضرورة التوافق الوطنى على رؤية مشتركة لمستقبل القضية الفلسطينية تحفّز الجانبين على تجاوز خلافاتهما العميقة.إن خيار المصالحة هو الخيار الوحيد الكفيل بمعالجة أزمات الحركة الوطنية الفلسطينية والخروج من الأزمات الراهنة التي يواجها الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني, على أن يكون عنوان المرحلة المقبلة “التوافق الوطني والشراكة في الدم والقرار وتقرير المصير. والمؤكد أن نجاح تنفيذ هذا الإتفاق – الذي يخدم مشروع الدولة الفلسطينية، لاسيما بعد ردود الفعل الدولية المرحبة به، حيث يتضمن مجموعة من البنود التى تعزز فرص تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار عنه، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإعادة عقد المجلس التشريعي إلى أن يتم إجراء الانتخابات، وتشكيل مجلس أعلى للأمن، والإفراج عن المعتقلين السياسيين – يتطلب تنسيقاً للمواقف السياسية والعملية بين الطرفين الفلسطينيين الرئيسيين، فتح وحماس، ومع باقي الفصائل، واعتماد لغة جديدة في مخاطبة المنطقة والعالم، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام، بما يعزز من فرص صموده فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي بدأت في الظهور بمجرد الإعلان عن توقيعه، وهي توجهات يمكن تحقيقها والإلتزام بها في ضوء التجربة السابقة التي من المؤكد أنها أقنعت كافة الفصائل الفلسطينية أن المصالحة والوحدة الوطنية هى السبيل الوحيد لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني.
ومع أن مهمة حماية مشروع المصالحة الفلسطينية بالدرجة الأولى يوكل الى الاطراف الفلسطينية نفسها، إلا أنها تحتاج أيضا إلى دعم عربى لحمايتها، وما يستلزمه من جهود سياسية وإعلامية ومالية لمواكبة التوافق الفلسطيني وإيصاله إلى مرحلة الأمان، خاصة وأن النجاح التاريخى الذى حققه الفلسطنيون فى إعلان الدولة الفلسطينية عضو ملاحظ في الأمم المتحدة في سبتمبر 2011 يتطلب جهداً دبلوماسياً عربيا ودولياّ هائلاً، وتنسيقاّ في الأدوار والمواقف خلال تلك المرحلة الدقيقة.
.
النائب:اسمهان صرموك