أردوغان يلغي زيارته لألبانيا ويعلن الحداد ثلاثة أيام 205 قتيل على الأقل في حريق بمنجم فحم غرب تركيا

أعلنت رئاسة الوزراء التركية مساء يوم الثلاثاء الحداد الوطني ثلاثة أيام على أرواح الضحايا الـ 205، الذين سقطوا في حريق اندلع في منجم فحم بمنطقة “سوما” بولاية “مانيسا” غرب تركيا، وتم تنكيس الأعلام في كافة أنحاء الجمهورية التركية وفي مباني ممثلياتها في الخارج.

محمد. د

وقالت السلطات التركية إن رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى مئات المحاصرين تحت الأرض، إثر الانفجار الذي حدث مساء الثلاثاء في منجم للفحم في بلدة سوما بمحافظة مانيسا غربي تركيا، وما تلاه من حريق أودى بحياة أكثر من 205 عامل على الأقل.

وأفادت مصادر تركية بأن أعدادا كبيرة من السكان هرعوا إلى مستشفى المدينة بانتظار نشر قوائم بأسماء الضحايا، إذ بالكاد هناك عائلة ليس لها قريب يعمل بالمنجم المنكوب، مضيفة أن الرئيس التركي عبد الله غل أمر بتسخير كافة إمكانيات الدولة لإنقاذ المحاصرين في واحد من أسوأ الكوارث في تاريخ تركيا.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في بيان متلفز عقب وقوع الحادث، “إن عمليات الإغاثة انطلقت ما إن علمنا بشأن الحادث، ونأمل الحصول على معلومات أوضح في الساعات المقبلة”. وألغى أردوغان زيارة إلى ألبانيا بغية التوجه لتفقد مكان الحادث.

وأدى الانفجار الذي وقع مساء يوم الثلاثاء في وحدة الطاقة الخاصة بالمنجم في سوما التي تبعد نحو 250 كيلومتراً عن إسطنبول- إلى اندلاع حريق وانقطاع التيار الكهربائي، مما عطل المصاعد تاركاً مئات العمال، وقد تقطعت بهم السبل تحت الأرض. ويتمثل الخطر الأكبر على هؤلاء في نقص الأوكسجين مع احتجازهم على عمق حوالي كيلومترين وعلى بعد أربعة كيلومترات من مدخل المنجم. وقد حاول المسعفون ضخ الهواء النظيف في المنجم لكي يصلوا إلى المحتجزين، وأفادت عناصر الإطفاء بأن دخاناً كثيفاً يعوق تقدمهم.

وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن 787 عاملاً كانوا داخل المنجم في مدينة سوما ساعة حدوث الانفجار، وإن 363 منهم جرى إنقاذهم حتى الآن. وأبلغ يلدز الصحفيين في سوما أن 80 عامل منجم على الأقل أُصيبوا بجروح، أربعة منهم بحالة خطرة.

وقال إن “205 عامل قتلوا”، مضيفا أن حصيلة القتلى قد ترتفع أيضا. وتابع “لقد دخلنا مرحلة حرجة. مع الوقت نقترب بخطى كبيرة من نهاية مأساوية”. وبحسب مسؤولين فإن الحادث وقع في وقت كان فيه العمال يتأهبون لتغيير المناوبة، وهو ما يرجح سبب ارتفاع عدد الضحايا نظراً لوجود أعداد من العمال أكبر من المعتاد داخل المنجم حينها. وانهمكت فرق الإسعاف ليلاً في نقل المصابين إلى السطح لأنهم يواجهون صعوبات في التنفس، في حين تجمع مئات الموظفين في الشركة التي تدير المنجم في مكان الحادث. وانتشر عدد كبير من عناصر الدرك والشرطة حول الموقع لتسهيل تنقل عشرات من سيارات الإسعاف بين مكان الحادث ومستشفى سوما.

ومن جانب آخر أوضحت رئاسة الشؤون الدينية التركية أنه سيتم الدعاء لضحايا المنجم في جميع المساجد بتركيا، كما سيكون موضوع خطبة الجمعة القادمة حول الحادث وسيتلى الدعاء بالرحمة من أجل أرواح الضحايا عقب صلاة الجمعة. وقطع رئيس الشؤون الدينية “محمد غورمز” زيارته إلى العاصمة البلجيكية “بروكسل” بسبب الحادث، وألغى مشاركته في “ملتقى مسلمي أوروبا” الذي ينظمه مجلس شورى علماء أوراسيا.

يذكر أن أسوأ حادث مناجم عرفته تركيا يعود إلى عام 1992 حين أسفر انفجار غاز عن مقتل 263 عاملا في إقليم زونغولداك على البحر الأسود، وفي ماي 2010 أوقع انفجار غاز ثلاثين قتيلا من عمال منجم في إقليم زونجولداك أيضا.


اترك تعليقًا