الملتقى السنوي لاطارات الحركة النسوية

حركة البناء الوطني

أمانة المرأة تنظم الملتقى السنوي لإطارت الحركة النسائية
حول: “أدوار المرأة في العمل المجتمعي

نظمت أمانة المرأة وشؤون الأسرة لحركة البناء الوطني الملتقى الوطني السنوي للإطارات النسائية للحركة والذي نظم بمقر الحركة المركزي الأمس الجمعة 24 رجب 1435 هـ الموافق لـ 23 ماي 2014 م، وانطلق على الساعة 09:30 صباحا حيث تم عقد الجلسة الافتتاحية التي بدأت بتلاوة مباركة لآيات من الذكر الحكيم ثم تلاها تقديم الأمينة الوطنية للمراة وشؤون الأسرة سليمة بداني والتي رحبت بالحضور من قيادات الحركة ويتقدمهم الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس الحركة والأستاذ أحمد الدان الأمين العام للحركة والأستاذ أحمد خونا رئيس مجلس الشورى الوطني للحركة وقيادات من الهيئة الوطنية والأمانة العامة، وبالترحيب بالضيفات الكريمات من البلدين الشقيقين من تونس ممثلة في حركة النهضة والمغرب ممثلة في العدل والإحسان، ثم تناولت التعريف بالملتقى وأهدافه التي تنصب حول التعرف باستراتيجية الحركة وخطتها، وبواقع المرأة وأدوارها في المجتمع بالإضافة إلى التركيز على الأدوار الأساسية للمرأة في الحركة داخل الحركة وضمن مختلف انشغالات المرأة في المجتمع، مع بحث سبل التفعيل والمتابعة والتطوير وتبادل التجارب للارتقاء بالفعل والآداء، منوهة بهذه المناسبة لدور الرجل في تفعيل دور المرأة وتشاركهما في الدعوة والحركة وتنمية المجتمع، وإن التحديات التي يعيشها المجتمع كفيلة بأن تتكاتف كل الجهود من أجل تعميق النقاش في برامج الإصلاح المجتمعي من أجل طرح البدائل وإيجاد الحلول لصياغة مجتمع الفضيلة.
ليتقدم الأستاذ أحمد الدان الأمين العام للحركة بكلمة بدأ فيها بعد الترحيب بالحضور الكريم وبضيفات الحركة من تونس والمغرب بالإشارة إلى أن الحركة تنظر إلى الجزائر وتونس والمغرب وليبيا أنهما امتداد طبيعي واحد للمغرب الإسلامي الذي التحمت شعوبه وانصهرت حدوده في بوتقة الإسلام الذي كان الجامع الرئيسي والمقوم الرئيسي والذي يجب أن يتحقق وفقا لهذه الرؤية وليس للرؤية الحالية التي سوقت لمصطلح الاتحاد المغاربي الذي لا يوحي بتلك القيم ولا يخدمها، ثم ركز في كلمته للإطارت الحركة النسائية على خطة الحركة السباعية التي يجب أن يعيها كل إطارات الحركة وأبنائها والأخوات عنصر فاعل فيها ويستوعب متطلباتها والتحديات التي تواجهها ويتحمل تبعاتها التي تفرض على الأخت بذل كل الجهود ودفع كل التكاليف لأجل تحقيق أهدافها، إذ الخطة خيار مبدئي لمرحلة هامة تعيد بناء الحركة وتقوية مؤسساتها التنظيمية ومشاريعها النافعة للمجتمع والمؤسَّسَة وفق رؤية شرعية ودعوية وتنموية لأنها تستهدف الإنسان من كل المستويات والفئات والدوائر، منوها إلى مقطة هامة وهي أن النفع ليس ماديا فقط وإن كانت الحاجة والعوز يستدعيان ذلك، ولك ولكن النفع الحقيقي يتمثل في القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والأفكار النيرة، يتمثل في الهداية إلى الخير والإرشاد إلى المعاني السامية للإيمان التي يحتاجها الناس مع احتياجهم للطعام والشراب واللباس وغيره، ثم ختم بتقديم نماذج للمجتمع الأول الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم ثم نماذج في تاريخنا الإسلامي لنساء تبوأن مرتبة راقية في العلم في زمانهن بعضهم بنات لعلماء أجلاء من أمثال الإمام مالك والشيخ سحنون وبعضهن صرن أستاذات لعلماء كبار من أمثال الخطيب البغدادي الذي قرأ صحيح البخاري على العالمة كريمة بنت أحمد المروزي وابن حجر شارح صحيح البخاري الذي روى عن عائشة المقدسية سيدة المحدثين في عصرها والذهبي الذي سمع من فاطمة بنت حسين الآمدي وغيرهن كثير في مختلف مجالات الحياة ليكون للمرأة سهم وافر في رقي المجتمع وازدهاره.
بعدها تقدمت أخت من ولاية خنشلة ممثلة عن الولايات في كلمة وجيزة نوهت فيها بالجهد المبذول في الملتقى الذي رأت فيه بادرة هامة تحتاجها الأخت في الحركة خصوصا القائمات على العمل في ولاياتهن لزيادة فهم واستيعاب وتعارف واستفادة من مختلف الرؤى والتجارب التي تحملها كل أخت مشاركة، مذكرة بمعاني الصدق والحرص والتضحية والأخوة لأجل خدمة الحركة والدعوة والوطن.
ثم تناول الكلمة الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس الحركة الذي أشاد بالمشاركات في الملتقى وإصرارهن على العمل والتضحية جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في بناء الحركة وإقامة مشاريعها، ومنبها على دور الأخت في مواجهة التحديات المعاصرة وعلى رأسها فساد القيم وشيوع الانحلال والانحراف وحاجة المجتمع لمد يد المساعدة في لتجاوز هذا الواقع الذي يهدد المجتمع الجزائري، وهذا يحتم السعي لتكوينها وتربيتها وتأهيلها لتكون قادرة على القيام بهذه الأدوار والمهام الجسيمة.
مؤكدا أن الحركة تنظر إلى المرأة على أنها عنصر فاعل في بناء المجتمع وتنمية الوطن جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل، ولا يمكن بحال تعطيل أدوارها وإضعاف مساهمتها وإشغالها بسفاسف الأمور التي لا تبني مجتمعا ولا تعز أمة.
كما تناول لذلك صورا ذكرها القرآن الكريم لنماذج سلبية وأخرى إيجابية للمرأة في الحياة، ومن السلبية بعض أولئك اللواتي أخذتهن تيارات الفساد والانحراف فكان الظلال وكان منهم امرأة نوح وامرأة لوط، ونماذج إيجابية للمرأة تشرفن بالسير في طريق الإيمان والتقوى والرشاد وكان منهم مريم بنت عمران الطاهرة العفيفة التي اختارها الله لتكون خير نساء العالمين، وزوجة فرعون التي اختارت ماعند الله وزهدت في دنيا البشر،
وفي أيامنا لا تزال المرأة تضرب المثل في الثبات والتضحية بأغلى ماتملك لأجل دعوتها، ومن أبرزها نموذج أسماء البلتاجي التي شاركت في عرس رابعة بعد الانقلاب الدموي في مصر وهي في ريعان شبابها وكانت في وسط الجموعة ثابتة لحظة الهجوم الدموي على الاعتصام السلمي واختارها الله شهيدة طاهرة عفيفة اختارت ماعند الله سبحانه، وكانت أمها التي فقدتها وأُدخل زوجها وولدها السجن نموذجا في استعلاء المؤمنة وثباتها وصبرها بل وإصرارها على مواصلة السير في هذه الدعوة المباركة التي ستنتصر بإذن الله مثلما يستبشر بذلك زوجها البلتاجي الذي يواجه الظلمة والانقلابيين هو وإخوانه الذين نسأل الله لهم الفرج بأمل في الله قريب.
ثم قدم الشيخ بلمهدي نماذج لمشاريع اجتماعية يمكن أن تستفيد منها إطارات الحركة وتضيف عليها، انطلاقا من قناعة راسخة أن العمل والتضحية وبذل الجهد هي السبيل الوحيد لنفع المجتمع ورقيه وليست الشعارات ولا الكلام، وبالتالي مطلوب من أخواتنا يضيف رئيس الحركة أن تبذل الوسع لأجل ذلك تحقيقا للخير وتمكينا للحركة وبناء للوطن.
هذا وقد رفعت الجلسة الافتتاحية لتتواصل بعدها أشغال الملتقى من محاضرات وورشات عمل لأجل تحقيق أهداف الملتقى الذي اختتم في نفس اليوم مساء

 

اترك تعليقًا