نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة (إلا فلسطين … )

عبد الحميد بن سالم  

ظلت هذه الكلمات فخرا لكل جزائري عندما يرى علم الكيان الصهيوني يرفرف على سفارتها في الدول العربية  ويرى أفواج السياح تجوب شوارعها  ومنتجعاتها  ويسمع عن اللقاءات الأمنية و الاقتصادية و التجارية  مع هذا الكيان و ظلت السياسة الخارجية الجزائرية محل اعتزاز لدى الجزائريين وهي تقف مع الشعوب المستعمرة  والمظلومة  حتى بدأنا نسمع  وتطلعنا وسائل الإعلام عن اعتماد الدولة الجزائرية ممثلا عن يهود الجزائر الذين كان أقلّ جرمِهم وقوفهم دائما مع المستعمر الفرنسي .

لن ينس الجزائريون أبدا جرائم اليهود في الجزائر حين كانوا يفرون من محاكم التفتيش التي تلت سقوط الأندلس حين أووهم و أسكونهم  في حارات خاصة ، لكنهم كعادتهم أخذوا في الاعتداء على جيرانهم الجزائريين وقتلوا عبد الجبار المغيلي ابن الشيخ العلامة محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي جنّد المسلمين لقتالهم  و طهّر منطقة الجنوب الجزائري من مكرهم.

 وعند مجيء الاستعمار الفرنسي نالوا حق المواطنة جزاء لجرائمهم ضد الجزائريين و استغلهم المستعمركسماسرة و مترجمين ، كما يذكر التاريخ  جيدا حادثة الجندي المخمور اليهودي الياهو خليفة الذي أساء للمسجد الأخضر بقسنطينة وقام بشتم المسلمين فيه ،  فوقعت صدامات بين المسلمين و اليهود و قُتل منهم 23 يهودي و جُرح 500 آخرين ، و استُشهد أربعة من المسلمين.

 و حين اندلعت الثورة الجزائرية تجنّد الكثير منهم في صفوف المستعمر و ارتكبوا الكثير من المجازر على يد ما كانت تسمى “مجموعة رجال الصاعقة اليهود” التابعة  لمنظمة الجيش السّري الإرهابية الفرنسية (OAS ) و كانوا يعتبرون أنّ جبهة التحرير في الجزائر خطر على إسرائيل الذي كان ردّهم قويّا وحاسما حيث تمّت تصفية المجرم” ريمون ليريس” خال المغني الفرنسي الصهيوني “أنريكو ماسياس ” بقسنطينة عام 1961 م و هنري شقرون بوهران في نفس العام بسبب انتمائهما لـOAS.

وبعد الاستقلال رحلت هذه الشرذمة مع رحيل المستعمر الفرنسي إلى فرنسا و أوروبا بما يقدّر بأكثر من مائة ألف و أكثر من 15 ألف إلى فلسطين.

       ناهيك عن جرمهم الكبير في احتلال فلسطين الأرض المقدسة  التي ظلت الجزائر متميزة في وقوفها مع الشعب الفلسطيني خصوصا وضد بقايا الاستعمار في العالم عموما و لم تتوانى في إرسال قوّاتها للحرب في فلسطين منذ عهد صلاح الدّين الأيّوبي إلى زمن الحاج أمين الحسيني إلى حرب ال36 و ال48 و67 والـ73  رغم وطأة الاستعمار ومحاصرة المجاهدين ومنعهم من عبور الحدود ، و لم يفرّقو حينئذ بين الاستعمار الفرنسي الصليبي و الاستعمار اليهودي و لم يفرّقوا بين الجهاد في الجزائر و الجهاد في فلسطين  ولازالت السلطات الجزائرية ترحب بكل  الفصائل الفلسطينية المجاهدة الذين كانوا يدخلون تحت مظلة شعارها “الجزائرمع فلسطين ظالمة أو مظلومة” ، والتي يسلّط عليها اليوم ظلم كبير من ذوي القربى ومن مصر الحاضنة تحت قيادة السفاح السيسي الذي يبرق له رئيسنا و للأسف تهاني الفوز عوض رسائل العتاب على  ما فعل في شعبه و رسائل الزجر على ما يمارسه من حصار على فلسطين .أبى رئيسنا إلّا أن ينهي حياته بالتزوير و الفساد و التطبيع في آخر لحظات من حياته أراد أن يلطّخ تاريخ الجزائر الناصع بمواقفها المتميّزة مع فلسطين و الشعوب  المستضعفة  ،لكنّه يحاول عبثا فالراية اليوم بيد الشباب الذي يعي مسؤوليته عن القضية الفلسطينية  يوما بعد يوم ويعي مركزيتها في الأمة و يدرك أنها محور الصراع في العالم و أنّ الشعب الجزائري بجميع  فئاته و فصائله  لن توحده قضية مثلما توحده قضية فلسطين، ولن يستفزه شيء مثلما يستفزه منظر اليهود وهم يجوبون في حارة المغاربة وهي ملك للجزائريين ورثوها عن أبي مدين التلمساني الجزائري . والشباب اليوم يعي أن معركة فلسطين ستتوارثها الأجيال ، وسيذكر تاريخا مجيدا ومشرفا للجزائر يفتخربه ، ومن أراد أن يغيّر أو يبدّل أو يطبّع فإننا نقول له كما كان يردد الشيخ محفوظ نحناح : إلا فلسطين إلا فلسطين إلا فلسطين……

سيدي الرئيس : إلا فلسطين …..


اترك تعليقًا