ندوة الإنتقال الديمقراطي


ندوة الانتقال الديمقراطي

شاركت حركة البناء الوطني في ندوة الانتقال الديمقراطي والتي شاركت فيها شخصيات وطنية من بينها مولود حمروش وبن بيتور وعلي بن فليس وأحزاب سياسية من بينها حمس والنهضة والإصلاح والأفافاس والأرسيدي والعدالة والتنمية وغيرها من منظمات المجتمع المدني، والتي جاءت من أجل النقاش في سبل دعم المسار الديمقراطي وفق رؤى توافقية بين مختلف الأحزاب السياسية في الجزائر ومختلف الشخصيات الفاعلة.
ومثل الحركة الأمين العام الأستاذ أحمد الدان والأمين الوطني المكلف بالمنتخبين الأستاذ منصور عبد العزيز والأستاذ بشير جار الله عضو الهيئة الوطنية، وكان للأستاذ الدان أحمد كلمة في اللقاء ننشرها في هذا التقرير.

كلمة حركة البناء الوطني في ندوة “الانتقال الديمقراطي”

إن حركة البناء الوطني إذ تسجل حضورها في هذ الندوة من أجل الانتقال الديمقراطي إنما تعبر عن انسجامها مع دعوتها المستمرة للحوار بين الطبقة السياسية من أجل تحرير الفعل السياسي وترقية الدور الحزبي في المنظومة الوطنية بعد عمليات الاستهداف لكل ما هو حزبي ووضع صورة ذهنية سلبية عن الحزبية في أوساط الرأي العام.
إننا تعتقد أن المرحلة التي تعيشها البلاد تتطلب هذا التفكير العميق في الانتقال الديمقراطي الآمن الذي يؤسس للتداول بين الاجيال ضمن منظومة القيم النوفمبرية واحتياجات التنمية الوطنية الملحة وحماية الاستقرار من أجل البناء وتكريس الديمقراطية وليس باتخاذ الاستقرار مبررا لاستمرار الفساد وإعاقة التداول على السلطة واحتكار الحق.
إن حركة البناء الوطني تعتقد أن منسوب الحريات لم يرتق إلى المقاييس الدولية للديمقراطية والتحايل المستمر على الفعل الانتخابي أصبح قرينا لعطب الشرعية وتعريض البلاد للعديد من الهزات والضغوط الداخلية والخارجية وفرض الحلول التي لا تنسجم مع حماية السيادة ولا مع تأمين الاقتصاد والثروة وما حالة الغاز الصخري منا ببعيد فالذين يرافعون ضدها صباحا في اوطانهم يرافعون معها مساء في بلادنا لان مصالح شعبنا ومستقبل اجيالنا ليست جزء من أجندتهم.
إن مستقبل الديمقراطية في الجزائر لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال رؤى مستقبلية وآليات مستقبلية وقوة سيايسة ومبادرات وطنية لا تقصي أحدا لانها لا تستهدف التضاد وإنما تتطلع إلى إشراك الجميع فالجزائر التي حررها الجميع انما يبنيها الجميع ومكونات الجزائر في اللحظة الراهنة تتحمل المسؤولية جميعها ويسع الجميع حوار اوسع يستصحب حالة الانتقال الديمقراطي ومقتضياته.
إن حركة البناء الوطني تفرق دائما بين السلطة والدولة والتنافس على السلطة لا يجوز معه تهديد الدولة او العودة بها الى الصفر مهما كانت المكتسبات الحزبية وهذا ما يتطلب استحضار التجارب الإقليمية وانعكاسات الأحداث الأخيرة على المنطقة بأكملها ممثلة في استباحة الساحات الوطنية والتدخل الأجنبي المباشر الذي يعود السبب الرئيس فيه إلى حالة الإنغلاق السياسي والرؤى الأحادية التي تعاملت بها الأنظمة مع شعوبها وقواها الحية والاستقواء بالقوى الدولية التي ثبت إنحيازها باستمرار إلى مصالحها على حساب الديمقراطية والشرعية وخيارات الشعوب
إن حركة البناء الوطني تنظر إلى هذه الندوة كمقدمة سياسية تحمل رسالة إلى الشعب بان القوى السياسية في البلاد تؤدي ما عليها من تجاوز خلافاتها من اجل الديمقراطية والحريات ورسالة سياسية الى السلطة بان الوضع في البلاد ليس على ما يرام كما تحب أن تصوره وإن الواجب يقتضي تعميق الحوار وتوسيعه وتنويع وسائطه والتنازل من أجل إنجاحه بعيدا عن سياسة الغالب والمغلوب.
إن أرضية الندوة كانت مبادرة من مجموعة من الأحزاب والشخصيات انتهت إلى توسيع الدعوة إلى كل أطياف الساحة السياسية ولقيت استجابة وقبولا يقتضي زيادة التوسيع والاقتراب من الإجماع السياسي الذي يستهدف تهديدات الجزائر الحقيقية التي هي الفساد والتخلف والأحادية والصراع البيني كما يبني على الإنجاز السابق لعقود من الزمن سواء على المستوى السياسي او التنموي.

اترك تعليقًا