بشائر التحرير

بسم الله الرحمان الرحيم
بشائر التحرير

  

عبد الحميد بن سالم

تروي خرافات ونكت بني إسرائيل أن سبب معاناتهم وعذابهم في فلسطين هو موسى عليه السلام ،عندما خرجوا معه من مصر وسألوه عن وجهتهم فقال لهم : إلى كننننـ.. وكانت به لكنة وأراد أن يقول لهم بزعمهم إلى كندا ففهموا أنه يقصد كنعان فتوجهوا إلى كنعان ، ومن ثم بدأت معاناتهم ، وأرسل الله لهم من يسومهم سوء العذاب في أرض كنعان إلى يوم القيامة . هذا ولو أنهم اختاروا أي أرض أخرى لعاشوا بسلام ولاينازعهم فيها أحد ، فالمسلمون اليوم لايسعون لاسترجاع الأندلس ، والمغاربة لايسعون لاسترجاع سبتة ومليلة ، والمصريون يتنازلون على جزرهم لصالح الكيان الصهيوني . والإمارتيون كذلك ، ورغم شرعية استرجاع كل هذه الأراضي ، لكن لفلسطين شأن أخر فهي الأرض المقدسة والمباركة ، وهي مصدر السيادة والريادة ، ودون استلابها وأخذها استعمار وإذلال واستعباد لمليار ونصف مليار مسلم ، وإذا أسقطنا الآية الكريمة على الجهاد في القدس ، قوله تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمْ الْأَدْبَارَ ….” سورة التوبة ، يفسر العلماء تولية الدبر أي تسليم الولاية لما ترك المجاهد من ورائه ، من أرض وتاريخ ومقدسات ونساء وأطفال ومؤمنون يسكنون الأرض للعدو المحارب ، فيزداد الإثم عندما يترك المؤمن الأرض المقدسة ليتولاها الصهاينة .

إن قوة أي أمة في تاريخها وجذورها ومقدساتها ، لأجلهم تضحي وبهم تنتصر وتسود ، وهذه كلها يفتقدها الكيان الصهيوني ، فهم يعلمون أنهم منقطعوا الجذور عن هذه الأرض وقد طردوا منها 12 عشر قرنا متتالية حتى سقوط الخلافة الإسلامية ، ويحفظون تاريخهم السيء حين وصفهم القرآن الكريم في قوله تعالى ” وَضُرِبَتْ عَلَيْهُمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَ بَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ الله ” البقرة ، وإلى وقت قريب فقد عبر زعيمه تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية ، وجمع المنظمات الصهيونية من أجل أخذ القرار ببناء دولتهم المزعومة ، عندما قالوا له بأن التوراة فيها كثيرمن الخرافات ، فقال لهم إنها خرافات ولكنها تصلح لبناء دولة .

و نجد هذا الكيان يسير في اتجاهات عكسية لاندماجهم في المنطقة إن على مستوى البنية الداخلية للشعب اليهودي وممثليهم من الساسة التي تبدأ من التدين الى التعصب الى التطرف ، فلم يبق من يسمون بالمعتدلين ، إلى انحسراهم على الأرض بعدما كانو في أوج قوتهم عام 1967 حين احتلوا سينا في مصر ووصلوا إلى ماوراء القناة واحتلو الجولان في سورية والباقورة في الأردن وجنوب لبنان . فقد تخلصت الدول العربية المجاورة من رجسهم وبقيت المعركة في فلسطين ، وتحررت غزة وانحصرت المعركة النهائية على جزء من أرض فلسطين . وأمامها جحافل المجاهدين الميدانيين والإستشهاديين ومجهزوا الغزاة من كل أطراف العالم الإسلامي .

إن تكلفة الإحتلال اليوم أصبحت مثقلة لكاهل الدول الحليفة ، تبدأ بالتجهيزات العسكرية المتطورة وانتهت الى صناعة القبة الحديدية المضادة لصوريخ بدائية الصنع ، والى ردة عن الحرية والديمقراطية وشعارات طالما زينت وجه الحضارة الغربية من أجل وقف زحف الحركات الإسلامية نحو الحكم . ولكن ماذا يفعل العالم مجتمعا بمن وصفهم شارون عندما سأله أحد الصحفيين : لماذا قمت باقتلاع بعض المستوطنات فأجابه بأن العرب قد تغيروا فقد أصبحوا يقاتلون حتى الموت ، بعد أن كان يتحدى ويقول من لم يأت بالقوة فسيأتي بمزيد من القوة . ونحن نقول أن مالم يأت بالقوة لا يمكن أن يأت بالمفاوضات فالسيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب ، وصرخة الله أكبر التي أصبحت في عرف قضاء ومحاكم العدو جرما يعاقب علية بـ 15 يوم يمنع من يهتف بها من الشباب من دخول باحة المسجد الأقصى ، لأنها في نظرهم أصبحت تزعج جنود العدو وتحدث فيهم الرعب .وتعكر عليهم صفو حياتهم . قال صلى الله عليه وسلم ” ….ونصرت بالرعب مسيرة شهر ….”

اترك تعليقًا