لا مرحبا بك يا سيسي

لا مرحبا بك يا سيسي

 

وصل قائد الانقلاب في مصر إلى الجزائر أمس في زيارة دامت سويعات فقط، استقبل فيها من طرف رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الجزائر.

 

الرئيس يدرك أن الرأي العام الوطني لا يرحب بهذه الزيارة، وتكون قد نقلت له من قبل هتافات الأنصار في الملاعب المختلفة، وكذا خطب الأئمة في الجمعة واتجاهاتهم، بما فيهم أئمة الزوايا والطرق الصوفية، بل وحتى أنصار المنتخب الجزائري في البرازيل لم ينسوا شعار رابعة وهم في قمة نشوة الانتصار على كوريا الجنوبية.

قائد الانقلاب يدرك حجم الجزائر ونفوذها وخاصة الإفريقي، جاء ليطمئن على مسار عودة مصر بعد تعليق عضويتها، ولكن في نفس الوقت لا أكاد أصدق أن الرئيس بوتفليقة لا يسمع زائره كلام الجزائريين وقناعاتهم بعد تجربة الدم والاقتتال والانقسام الداخلي.
صحيح أن الإماراتيين لعبوا دورا مهما في تطبيع العلاقة مع الجزائر وهم يتسابقون مع الزمن في إعادة قادة الانقلاب العسكري إلى الساحة العربية، وصياغة تحالفات جديدة أحد مكوناتها مصر الحالية.

ولكن الجزائر لا يخفى عليها أن مصر الحالية لا استقرار فيها ولا أي تحول ديمقراطي، وأن خارطة الطريق التي قدمت كانت من أجل إنهاء مشروع تحرر مصر وانطلاقها وما يمثله للأمة العربية والإسلامية.

الرئيس بوتفليقة يدرك أيضا أن هناك إرادة غربية صهيونية تدعم توجهات حكام مصر الجدد، ولا يمكن أن يقف أحد ضد هذه التوجهات وخاصة أمام استمرار الجزائر في رفض التطبيع المباشر مع الكيان الصهيوني.

علاقات الرئيس الجزائري مع الإخوان المسلمين قديمة ولا يمكن أن يصدق ترهات وادعاءات الإعلام المصري، وهو الذي استقبل قيادة الإخوان المسلمين ممثلة في أعضاء من مكتب الإرشاد ومنهم نجل الإمام حسن البنا في 2003، حينما كان حسني مبارك رئيسا لمصر، وكانت مصر تتمتع بكل النفوذ الدولي والاستراتيجي.

يمكن للجزائر أن تقوم بأدوار متميزة في إعادة صياغة علاقة جديدة بين المصريين، والرئيس يدرك هذا جيدا، ولديه أوراق كثيرة منها أعضاء في مكتب الإرشاد أو شخصيات إخوانية كبيرة ذات صلة بالرئيس.

يمكن للجزائر أن تساهم في الدفع بالحوار، وربما يكون هذا من المواضيع التي طرحت خلال اللقاء، مقابل الدعم الاقتصادي وخاصة في الطاقة، وحتى موضوع القروض المالية التي أصبحت الملجأ الوحيد لقادة الانقلاب في مصر، من أجل التقليل من الاحتجاجات الكبيرة التي يشهدها الشارع المصري.

نعم نقدر مصر والمصريين، ولكنني لا يمكنني أن أحترم من قتل شعبه وزج بخيرة رجاله ونسائه في السجون، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا أن تصادر إرادة الشعب وحريته، ولهذا لا يمكنني إلا أن أكرر ما قاله الكثيرون في بلادي، “لا مرحبا بك في بلادي يا سيسي” رغم أننا شعب كريم يرحب حتى باللئام، ولكن أنت لست منهم…

اترك تعليقًا