و نحن نعيش الذكرى الحادية عشر لرحيل الشيخ المؤسس هذا العملاق الذي ترك الساحة الوطنية و الدولية يتيمة هذا الذي له في كل شأن بصمة واضحة و صدق من قال : ” أن وتر الرجال خسارة لا تعوض ” .
أن من يرقب الشيخ عن قرب يلاحظ في ملمح وجهه ذلك التفكير العميق المشدود و ذلك الحزن الممزوج بتلك الابتسامة المشرقة التي أكسبته محبة الخلق العدو قبل الصديق ظهرت جلية بعد موته مباشرة فقد بكاه الجميع في جنازة قل نظيرها . و في هذا يحضرني قولة إمام أهل السنة أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ” قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز ” .
و قد ترك الشيخ مآثر كثيرة بين أهله و جماعته و أصحابه و أحبابه و لكل من جالسه مأثرة و ترك لطائف و مصطلحات أضيفت إلى قواميس السياسة و تاركا مشاريع كبيرة ظل نفعها باق و أجرها ثابت لان مدرسة محفوظ محفوظة بالقيم و العهود محفوظة بصدق الإخاء محفوظة بصدق الولاء .
و من ثمار الشيخ الرئيس محفوظ نحناح تلك الصحبة لرجل يقال عنه – ثالث ثلاثة – الشيخ الأستاذ مصطفى بلمهدي أقل ما يقال عنه أنه : حافظ للمواثيق مواصل لمشواره على رغم صعوبة المهمة و عظمة التكاليف فإني لم أجالس الشيخ كثيرا و لكن تلك الجلسات المعدودة أحسبها من النفائس حين تسمع إليه على قلة كلامه يشدك إليه هدوءه و رزانته و دقة تعابيره و تلك النفس المشبعة بالحياء و تلك الإشراقة اللينة التي تخرج من محياه فتجعلك تحبه و تطمئن إليه حين تتكلم يطرق إليك السمع في إنصات تحس أن الرجل يمنحك إعجابه يشهد الله إني أحبه محبة خالصة لوجهه تعالى .
فيرحمك الله أيها الوالد الكريم و الشيخ المؤسس لمدرسة التوسط و الاعتدال رحمة واسعة و أن يثيبك الله بالجنان رفقة الأنبياء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا .
الله أكبر و لله الحمد الجزائر 23 / 06 / 2014