اصنع بديتك تسعد بها….بقلم / حشاني زغيدي

اصنع بديتك تسعد بها               بقلم / حشاني زغيدي

 

             أبدأ و عينك على الهدف و الغاية  لأن هذا سوف يصبغ حياتكبصبغتها  . و  ركز جهودك أثناء سيرك . فالبعض يبدأ حياته أو مشروعه أو تحقيق أهدافه  دون أن يفكر في الغاية السامية , فيتضحرج  في البداية و يعتقد أنه سوف يصل, و هذا لا يستقيم لأن المقدمات دليل و مؤشر على النتائج و على النهايات, و قديماً قيل “من كانت بدايته محرقة, كانت نهايته مشرقة”. فالنهايات لا تعنينا بقدر ما تعنينا صدق البادية , و الذي يهمنا أن تكون لحظات حياتنا كما صاح الأستاذ صلاح سلطان فك الله أسره  في رابعة الخلود ” هي لله هي لله لا للمنصب لا للجاه “   

           إن رسم هذف كبير ” لله غايتنا ” وهي أسمى الغايات و هي  تحتاج منا إلى تمرين و تدريب  و ممارسة حتى نطوع نفسونا لهذه الغاية  بسهولة.و لن تكون المهمة سهلة كما تتوقع لأن البعض منا تراه يقرأ بنهم و حب و شوق مقتضيات الغاية بل يتلهى بالتغني بها  لكن  دأبه التريث أو  التردد أو  التسويف أو الذوبان  أو التملص عن كل  التزام   غارقا في  البهارج   المحاطة بالغاية و حسبه لو تفطن لقول الشاعر الإمام الشيخ يوسف القرضاوي الذي يرى السعادة :

قـل للذي نـشد السـعادة: دونـك النـبـع الفـريـد
إن السعـادة منـك، لا تأتـيـك من خـلف الـحـدود
هي بنـت قلبـك بنـت عقلك ليـس تـشرى بالنـقود
فاسـعد بـذاتـك أو فـدع أمـر السـعادة للسـعيـد

         و قل للذي  يشغل  باله  في النهايات فهي آتية لا ريب فيها, ولكن كم هو جميل أن يشغلنا  التفكير و الاهتمام  ببداياتنا  و بما تقوم  به الآن, لأن ما تفعله الآن سوف يؤثر بشكل حتمي في النهايات, فالمستقبل يصنعه الحاضر, و النهاية تصنعها البداية  فابدأ بـ :

         كن مخلصا فإنما العمال بالنيات .

         تسلح  بالطموح، مصحوباً بالصبر والتطلع والإصرار

         عايش  الظروف المستعصية، وحماية النفس من الإحباط واليأس، والتعامل مع الطرق المسدودة والفرص الهاربة، والأجواء الخانقة، وعدم الجمود على رؤية ضيقة .

         طور الذات، فكراً وسلوكاً ، واقتباس الحكمة من مظانها، أن تقرأ العين ، تسمع الأذن، ويتأمل العقل ، أن يكون المرء نهماً”، ما أجمل النهم إلى المعرفة الجديدة، وفي الأثر”مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا” رواه الطبراني والبزار والدارمي .

         الزم حياض الجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .

              فإذا نشأت الأجيال الصاعدة على التسيب و و الإهمال فإنه لا محالة سيكون حالهم كوصف شاعرنا الشاعر العرجى لحال الفتى الصاعد .  فمثانة تربية الصبا مهمة جدا لحصول الثبات على الطريق لدى وجب أن نركز اهتمنا لهذه المهمة  فنمنحها  عزيز اوقاتنا و اهتمامنا  و إلا حصل الضياع و التيه و وصف الشاعر دقيق جدا .

سأترك جيرة جاروا وأشدوا * * * أضاعوني وأي فتىً أضاعوا
إذا لم يـُـرْعَ لي أدب وبــأسٌ * * * فلا طال الحسام ولا اليراع
لقد باعتنى الأقـوام بخـساً * * * و عهـدي بالذخائر لا تُــباع

و الله أكبر و لله الحمد                         الجزائر في 07 / 07/ 2014

اترك تعليقًا