خواطر قرآنية 9

 

 

 

#خواطر_قرآنية_لسعيد_نفيسي 9
بسم الله الرحمن الرحيم
  الآية 124 من سورة البقرة

(واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
قال العلماء ابتلاه بثلاثين شرعا فاقامها .فمقام الامامة في الدين لا يكون الا بالصبر واليقين والصبر هو الذي يعين على أداء الواجبات والتكاليف والمؤمن لا يمكن حتى يبتلى فيصبر على أداء الواجب بل على اتمام الأداء .ولا يليق بالعاجز عن اتمام ما عهد اليه أن يطلب مقاما على عجزه ناهيك عن طلب مقام الامامة في الدين .فاذا أدى الامتحان بنجاح رفعه الله تعالى الى مقام القدوة وهو مقام لا ينال بالنسب ولا بالتمني ولكن بتحقق الشروط وبلوغ الأهداف التربوية .
فهمة العبد الصالح متعلقة بأداء الواجبات المنوطة به يحرص على إتقانها وإتمامها .ويستفرغ جهده في نيل مرضاة ربه .فإذا رأى منه الله صدق العزم وصفاء الدوافع جاءه إبتلاء من نوع ثاني وهو إقامته مقام القدوة فيصبح رجلا منظورا إليه ومحورا يدور حوله الناس .وهو نوع من الإبتلاء العظيم أن يستأمن الرجل على دين الناس ومستقبل الناس وعلى دعوة الله فيطلب منه التخطيط لإنتشارها وقوتها وحمايتها وتكثير انصارها وحسن تربيتهم وحسن تمثيلها .
ورأس الأمر في ذلك القدوة في المخابر والمظاهر وفي الخلوات والجلوات لمن ابتلي بهذا الأمر .
ومن أراد أن يمتد هذا الخير في ذريته فثمة طريق واحد ان يحمل أهله على تحقيق صفات الطريق لأن النسب لا يغني عند الله شيئا ( يا فاطمة اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا ).
ملاحظة تحتاج الى تدبر :لما بشر إبراهيم عليه السلام بالإمامة فكر في ذريته . ولما سأل عباد الرحمان قرة العين بصلاح الذرية سألوه أيضا الإمامة في الدين . والسر والله أعلم أن مقام قيادة الدعوة هي ميراث الأنبياء الأول ومن اكرمه الله بذلك تمنى هذا الخير لأهله حتى يتحقق كمال القدوة في الدنيا وتمام الفوز في الآخرة .

 

 

 

اترك تعليقًا