العدوان الثلاثي على غزة

العدوان الثلاثي على غزة

عبد الحميد بن سالم

لقد كان العدوان الثلاثي على مصر بسبب مواقفها المشرفة من حرب التحرير في الجزائر، ومن رغبتها في تحرير قناة السويس ، ومن دعمها للعمل الفدائي الفلسطيني . فكان الهجوم الفرنسي البريطاني الإسرائيلي على مصر . وكان ذالك آخر عهد للأمة بالشرف والعزة ليتوقف العمل الفدائي من دول الطوق نهائيا ، وليتحول بمرور السنين الى عدوان رسمي على الشعب الفلسطيني تقوده الدول العربية ، تمهد الطريق للكيان الإسرائيلي لأي اعتداء على الشعب الفلسطيني . لنشهد اليوم صورة لعدوان ثلاثي جديد بالنيابة على تلك الدول على قطاع غزة .

عدوان بأبعاده الثلاث ، الإعلامي والإقتصادي والعسكري تصدرته السلطة المصرية بتسخير آلتها الإعلامية لتشويه المقاومة وتسميها ببؤرة الإرهاب ، ووقف كل انواع التضامن من خلال تدمير الأنفاق وغلق المعابر وتوقيف عجلة الإقتصاد وتدمير الصناعة والزراعة ، وعززته السلطة الفلسطينية بوقف الرواتب من أجل افتعال أزمة اجتماعية وخنق الشعب وتجويعه وإذلاله ، فكان تمهيدا لسلطة الكيان الصهيوني لتنفذ الخطوة الأخير من العدوان على غزة في حرب خاسرة من أجل وأد المقاومة .

صحيح أن المقاومة لا تريد استعجال المواجهة في مثل هذه الظروف القاسية الذي أحدثها هذا الحصار، ولكن لا يمكن أن يجتمع الحصار والإستقرار أبدا ، ولا العدوان والأمان أبدا ، وعندما تجد غزة نفسها بين الحياة الذليلة و الموت البطيئ فسوف تختار اللإستشهاد وقوفا كالأشجار في ميدان الشرف . على نهج شرفاء الأمة ممن سبقوهم في طريق الجهاد وتهدي عملياتها في العاشر من رمضان الى سلفهم من شهداء العاشر من رمضان من أهل مصر بكل عزة وإباء ووفاء . فاللهم نصرك وتثبيتك فلقد قلت وقولك الحق ( الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنّّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلْ ، فَانْفَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسَهُمْ سُوءُُ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله والله ذُوا فَضْلٍ عَظِيمٍ ) آل عمران

اترك تعليقًا