الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وم والاه
الاستغفار من غفر اي ستر، واصلح والمغفر زرد للوقاية في الحرب ، والاستغفار طلب المغفرة من الله اي طلب الستر والتجاوز والاصلاح والوقاية ،وهو من اعلى العبادات وارقاها مرتبة قال تعالى ” وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم ” قال المحققون فطالبهم بالعفو والصفح ليعطيهم اعظم منه وهو المغفرة
وفي الايام العادية امرنا الله بالمسارعة الى المغفرة وعدد لنا ابوابها، وفي العشر الثانية خصنا الله بالمغفرة فجعلها هي التي تسارع الينا ،فيتاكد على المؤمن المسارعة التي يستغل فيها الفرصة فيدخل من ابواب المغفرة المتعددة قال تعالى:
” سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاضمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”
والله واسع المغفرة “ان ربك واسع المغفرة ” فالمغفرة تكون لمن استغفر بعد معصية وسوء وتكون لمن تاب واقلع وتكون حتى لصاحب الكبيرة ان تاب واحسن ولا يحرم المغفرة الا من اصر وجاهر ” فكل الناس يغفر له الا المجاهرون ” واما المصرّ فقد قال الله تعالى: والذين اذا فعلوا فاحشة اوظلمواانفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ”
ولان الله واسع المغفرة فان المغفرة لا تضيق باحد ، وتبقى واسعة ولكن يخرج منها المحروم ويحجب عنها المكابر والمصر على المعصية لان الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل
ومن رحمة الله بنا ان يغفر لنا بدعاء غيرنا والسنة لم نعص الله بها كدعاء بظهر الغيب ” الذين يحملون العرش يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ” فليس المؤمن وحده المستغفر بل من حب الله له ان كانت الملائكة تتقرب الى الله بالتسبيح والتنزيه وتتقرب اليه بطلب المغفرة لمن يحبهم وهم الذين تابوا واتبعوا سبيلك قال الطبري ” سلكوا الطريق الذي امرتهم ان يسلكوه ولزموا المنهاج الذي امرتهم بلزومه” لان السالكين للطريق ادعاءً كُّثر واماالملتزمون بالمنهاج فقلة والطريق ليس بالادعاء
والاستغفار انواع متعددة ولكن سيّدَهُ ” اللهم انت ربي لا اله انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر اذذنوب الا انت “
والاستغفار هو باب العروج للمقصرين ، وكلنا مقصر في حق الله وحق انعمه علينا ،, نبوء له بالنعمة كلها ونبوء بالذنب العظيم بين يدي غفارالذنوب ، فاول الاستغفار الاقرار بالذنب والعروج الى مقام التوبة وعدم البقاء في حال من اخلد الى الارض او التوهم ببلوغ مقامات اخرى فقد سال الامام بن القيم شيخه بن تيمية رحمهم الله ايهما اولى الاستغفار ام التسبيح ؟ فقال له ” الاستغفار صابون المذنبين والتسبيح عطر الاتقياء” وقد وجهنا الله الى ذلك اذ قال ” قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم “
والاستغفار عبادة الانبياء عليه الصلاة والسلام ودعوتهم:
قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم “فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك” وهو دعوة الانبياء عليم الصلاة والسلام ” قالت لهم رسلهم افي الله شك يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم” “وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم اكثر من مائة مرة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ” ودعا موسى ربه ” رب اغفر لي ولاخي” وسليمان قدم الاستغفار ثم طلب الملك ” رب اغفرلي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي “
والله من اسمائه الغفور الذي يغفر الذنوب العظيمة والغفار الذي يغفر الذنوب الكثيرة وقد قال لنا تعلى ” ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها” والواجب على المؤمن في عشر المغفرة ان يكثر الاستغفار فقد قال الامام بن كثير عند تفسير قوله تعالى ” واستغفر لذنبك ” هو تهييج للامة على الاستغفار والمطلوب من الدعاة الى الله ان يهيجوا في الامة روح الاستغفار ومنهج الاستغفار والاستمرار في الاستغفار فقد ورد في الحديث: “من لزم الاستغفارجعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ورزقه من حيث لم يحتسب”
وابين استغفار كان استغفار نوح عليه السلام وهو يبين للناس عظمة ماهم مفرطون فيه من اتباع منهج الله القائم على الاستغفار لان الاستغفار يعني تجاوز الاخطاء واصلاحها وجعل وقاية في المستقبل منها وهذه الثلاثية لو اتبعتها دولنا وانظمتنا وشعوبنا واحزابنا لكانت على افضل حال لا
تصر على الاستبداد والعزة بالاثم وتقوم مسارها ” فكل بن آدم خطآء وخير الخطائين التوابون ” وقد استغفر نوح ثلاث استغفارات من اهم ما نحتاج اليه اليوم في حياتنا:
الاول: استغفار الدعوة ” فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا”
الثاني: استغفار الصف ” رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين الا تبارا” ونستغفر الله لغزة ونسأل الله ان ينصر اهلها وان يتبر الصهاينة تتبيرا
الثالث: استغفار من شفاعة لمن لم يؤمن ولو كان ابنه اذ قال رب ان ابني من اهلي ، واستغفر من هذا بعد ذلك لان الاستغفار للمشركين نهي عنه رسول الله قال الله تعالى” وماكان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه”
وفي صحيح الحديث القدسي عن ابي هريرة قال قال رسول الله فيما يحكيه عن ربه عز وجل: “اذنب عبد فقال اللهم اغفر لي فقال الله تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب ثم عاد فاذنب فقال اي ربي اغفرلي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب ثم عاد فاذنب فقال اي ربي اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى اذنب عبدي فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك “