حرب المكابرة والمكايدة
لم يكن جيش الاحتلال الصهيوني بهذه الصورة من المكابرة والعناد باستمراره في الحرب على غير طبعه الجبان ، لولا التحريض الدولي والعربي خصوصا . وقد عودنا سرعة الهروب بمجرد تحقيق بعض المكاسب التي تحفظ له ماء الوجهه ، لكن صبره هذه المرة أما ضربات المقاومة التي أحدثت الرعب بين المستوطنين وساوت بينهم في اللجوء إلى المجاري من عسقلان إلى نهاريا ، وأحدثت رعبا داخل جيش الاحتلال بعد اختطاف الجندي من وسط الكتيبة المحصنة .
ولم تكن الدول العربية بكل هذه المكايدة ، والمجاهرة بالخيانة ، والوقوف بجانب العدو علنا ، وهي تكمل عجز العدو الاستخباراتي و ترسل الطواقم الطبية الاستخباراتية لتقوم بعمليات الإنقاذ والإسعاف وكانت تعمل بطريقة من يريد إنقاذ السمك من الغرق . بعد ما تمكنت المقاومة من تصفية القطاع من العملاء وقضت عليهم .
وليس من المستبعد أن توغل الشقيقة الكبرى في المكايدة بشن حرب أواجتياح بري على القطاع ، ومؤشرات الحملة الإعلامية الشرسة على المقاومة دال على ذلك ، والإعداد جار في اختلاق الأسباب ، وآخرها اتهام عناصر” غزاوية إرهابية ” بقتل واختطاف جنود مصريين ، وهو مبرر يحتاج إلى تسخين إعلامي كاف ، ولا مانع بعد ذلك من اجتياح بري وضرب المقاومة التي لم يكن ذنبها اتجاه الشقيقة الكبرى إلا أنها كانت الحصن الحصين والمانع المتين من اجتياح العدو الصهيوني لصحراء سيناء واحتلالها بالكامل ، لكن الإنقلابيين الأغبياء لايدركون بأنهم إذا فعلو فعلتهم النكراء هذه فلن تقابلهم “خالتي سلمية” وإنما سيقابلهم “خالي القسام “. ولا شعار هناك إلا الرصاص…هناك “البندقية أقوى من السلمية ” وسينقلب عليهم الأحرار والشرفاء من الجيش لينقلبوا على هؤلاء الجحوش من القادة الذين باعوا ذممهم لإسرائيل .
إن المكابرة تكون لمن أراد أن يدعي الرجولة ويتمثلها زورا ، و قد يجوز هذا فيمن يحتل أرضا مقدسة عجزأكثر من مليار عربي ومسلم من تحريرها ، وهو يتحكم في دوليب صناعة القرار لكثير من الدول العظمى .
لكن المكايدة ليست من أخلاق الرجال ولا لمن يدعي الرجولة ، وإنما هي من أخلاق النساء والضعفاء والجبناء ، أو لمن آثروا الإنشغال بصناعة الماكارونة والبيسكويت على الإنشغال بصناعة السلاح ، وآثرو الرقص مع النساء في الملاهي على تدريب الجيوش على الحدود .
ذالك أن سجن العلماء والدعاة والمعارضين لا يحتاج إلى شجاعة وإنما يحتاج الى نسبة متدنية من الجهل والإنحراف ، وقتل الأبرياء من النساء والأطفال لا يحتاج الى بطولة وإنما يحتاج الى ضمير ميت وقسوة في القلب واختلال في النفس ، والتحالف مع الأعداء لضرب الأبناء لا يحتاج الرجولة والشهامة وإنما يحتاج الى المكايدة والمكر والخداع ” إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا َوأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا” الطارق
أما رجال المقاومة فلن ينزلوا أبدا من عليائهم وسموهم إلى حضيض المكايدة وخلق المكر وهم منشغلون بواجبهم المقدس ومهامهم السامية يحررون الأمة كلها من رجس السلط الظالمة المستبدة ويقفون حصنا مانعا دون حلم الكيان الصهيوني في دولتهم المزعومة من الفرات إلى النيل . ويصنعون للأمة مجدها الزاهر . ولن ينحرف رصاصهم الى غير وجهته التي صنع لأجلها محاربة المحتل الغاصب .
عبد الحميد بن سالم 22/07/2014 الموافق لـ23 رمضان 1435هـ