عيد بلون الحرب وطعم النصر

عبد الحميد بن سالم 

يأت العيد هذه السنة بحال جديد للأمة الإسلامية ألبستها المقاومة حلة جميلة ، وأذاقتها طعم ثمار غرسها أطفال الإنتفاضة ذات يوم ، وصاروا اليوم رجالا يحققون أحلام الصبى ، حمل السلاح ومطاردة العدو الذي طالما طرد أهلنا ودمر بيوتنا في نهاية كل حرب مع جيوشنا العربية التي لم تحقق طيلة حروبها مع الكيان الإسرائيلي رغم الإجماع والتضامن العربي ماحققته المقاومة رغم التفرق والخذلان .مقارنة بالمقدمات والنتائج .
لقد كانت كل مقدمات تلك الحروب تضامن عربي كبير ، وزعم بتدمير إسرائيل ورميها في البحر ، وعزم على لاءات الخرطوم (لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات ) وتصلب وحزم للأخذ بالثأر واسترجاع كرامة الجيش العربي .وكانت النتائج في حرب الـ48 اقتلاع الفلسطينين لأول مرة في حياتهم من أراضيهم وتشريد 58 بالمائة منهم فأصبحوا لاجئين هم وذريتهم الى يومنا هذا . وكانت نتائج الـ 67 احتلال باقي فلسطين إضافة الى سيناء والجولان فكانت النكسة العربية الكبيرة . وكانت من نتائج حرب الـ 73 المؤامرة الكبرى التي بدأت بالتوقيع على فصل القوات وتوقيف الحرب بعد زحف كبير للجيش العربي كاد يصل الى الى عمق الأراضي الفلسطينية ويحقق انتصارات كبيرة ، وانتهت المؤامرة بزيارة السادات الى تل أبيب لتخسر فلسطين أهم دولة عربية فاعلة وتقضي على حلم الحرب الشاملة ، وكان سببه الرئيس هو القبول بوقف إطلاق النار بعد تحقيق الإنتصار ، وهذا ما تفطنت له فصائل المقاومة اليوم ، ولم تقبل به رغم الضغوط الشديدة والمناشدات الدولية الحثيثة ، وذلك لأن كتائب القسام والمقاومة عموما ، أفضل من يدرك الرعب الذي أحدثته في هذا الكيان وخاصة بعد المواجهات المباشرة على حدود القطاع واختطاف الجندي الإسرائيلي ، حتى أصبح هذا الكيان يستجدي الهدنة ، وتأخذه العزة بالجرم أن يعلن استسلامه وخسارته للحرب ، ويتصبب وجهه عرقا أن يرفع الراية البيضاء ، وقد يضطر لرفعها عندما يتصبب وجهه دما ويختنق صدره غبار ودخانا
لم يكن من مقدمات حرب العصف المأكول ، تضامنا ولا دعما من أي أحد ، وإنما حصارا وتجويعا وتشويها ووعيدا وخذلانا وغدراعربيا غير مسبوق ، لكن النتيجة صمود أسطوري ، ولحمة شعبية فلاذية ، وتحد وعزم على مواصلة الحرب غير مسبوق ، رغم الدملر والجراح ، ونتائج مذهلة على الأرض ، أكثر من 800 إسرائيلي مصاب بين قتيل وجريح، ودخول 6 ملايين يهود الملاجئ والمجاري ، وهجرة مايقارب مليون اسرائيلي حسب عدد الحجوزات ، ووصول الصواريخ الى آخر نقطة في الأراضي المحتلة لترسم خريطة فلسطين بالنار والدماء وأشلاء المحتلين
كل هذه الخلطة من الإنجازات أفرزت لنا رائحة النصر الزكية ، تلقفتها بعض الدول العربية بكثير من الحزن والأسى فتمادوا في العربدة والتحريض ، منعتهم حمرة الخجل من الدخول في حرب برية مباشرة مع الكيان الصهيوني ، فاكتفو بالحرب الإقتصادية والدعم اللوجستي والمخابراتي ، حتى لاتسقط منهم ورقة التوت الأخيرة ، وتلقفتها الدول الغربية وخلصت الى أن الحرب لن تنتهي الا إذا إذا تم نزع سلاح المقاومة ، وهم يقصدون بذالك نهاية دولة تسمي فلسطين , وتلقفتها الشعوب المسلمة فهي تخرج من اليوم الأول لتندد بالعدوان والجرائم الإنسانية ، وتلقف الشعب الجزائر رائحة النصر بعد يوم الأحد الأسود على اسرائيل ، ليلة اختطاف الجندي ، فخرج عن بكرة أبيه بجميع فصائله صفا واحدا بنيانا مرصوصا ، لم يخرج ليندد بالعدوان ولا بالموقف العربي ، فالعدوان ترد عليه المقاومة ويرد عليه الصاروخ والرصاص ، أما المواقف العربية فقد تعلم مما ذكرنا انها لن تجلب الينا الا الهزائم والخسار ، يكاد ينطبق عليهم قول المولى عزوجل ” ولو أردوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انباعثهم ” التوبة
وإنما خرج ليفرح بنصر قادم ، ويقدم التهاني للمقاومة وللشعب الصامد ، خرج ليحتفل بكل صاروخ يدك مستوطنة وكل رصاصة تخترق جندي محتل ، ويكبروا لكل شهيد يسقط مقبل غير مدبر ، 

الله أكبر اندلعت الإنتفاضة في القدس الله اكبر خرج الأسرى من سجون الإحتلال الله أكبر فك الحصار عن غزة الله أكبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا

اترك تعليقًا