التاريخ يصنع في غزة من جديد

التاريخ يصنع في غزة من جديد
سليمان شنين

كل مَنْ يؤيد إسرائيل شريك في قتل النساء والأطفال، وعلى رأس هؤلاء الكونغرس الأميركي.
وكل من يسكت على القتل أيضا شريك، والنظام العربي الرسمي أول الواقفين على هذا الباب.
كل من يدعم الإدارة المصرية الجديدة متواطئ مع إسرائيل ومتجاوب مع الضغوطات الأمريكية والغربية، وأنظمتنا بدون استثناء ينطبق عليها هذا الحكم. الدم الفلسطيني سيتحول لعنة على الأنظمة الرسمية وفي أقرب الآجال، كما أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة وانتصاراتها ستنعكس إيجابا على الحراك الشعبي السلمي في البلاد العربية، وستنهزم الثورة المضادة ويستمر مسار التحول والإصلاح السياسي بما يعيد السيادة للشعوب وإرادتها وحريتها.

وسوف تخرص الألسن الخائنة التي تطاولت في المدة الاخيرة على الشهداء والمجاهدين الأشاوس، الذين دافعوا عن الكرامة والشهامة العربية بعد عقود من الهزيمة والانكسار. الفرصة متاحة لهؤلاء الخونة للتكفير عن بعض خياناتهم، من خلال إعلان مشروع عملي يعيد بناء غزة ويمكن عوائل الشهداء من الحياة الكريمة، ولكن لا يحول بينهم وبين شعوبهم التي ستلاحقهم بسبب خيانتهم وعمالتهم.

أما الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد انكشفت أمام رأيها العام قبل غيره، خاصة أمام وجود منابر إعلامية كالجزيرة التي خاطبت الغرب بلغته وبإعلام مهني، فدخلت البيوت في أمريكا وبريطانيا وغيرها ونقلت صور الأطفال والنساء والمدنيين، مما حرك الضمير العالمي رغم سطوة اللوبي الصهيوني، إلا أن الحقيقة أن هناك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أصدر قراراً عن الحرب في غزة قبل أسبوع أيّدته 29 دولة وعارضته دولة واحدة هي الولايات المتحدة كما هو متوقَّع، وامتنعت عن التصويت 17 دولة أكثرها من أوروبا الغربية، التي صدَّرَت اليهود إلى بلادنا. القرار قال إن المجلس “يدين بأشد عبارة الانتهاك الواسع والصارخ لحقوق الإنسان الدولية والحريات الأساسية، نتيجة لعمليات إسرائيل العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 13 جوان 2014”.

والحقيقة الأكبر أن الالتفاف الشعبي العربي والإسلامي حول المقاومة وانجازاتها غير مسبوق، مما سيساهم في تسريع عملية التحرر الكبرى من الاستبداد والتبعية إلى تأسيس الدولة الوطنية الجديدة، وهذه المرة على أسس ومبادئ الكرامة والأنفة والانتصار لهوية الأمة ومقدساتها وليس فقط العيش والعدالة الاجتماعية.
هي انطلاقة جديدة في حياة شعوبنا العربية، والتي برهن أهل غزة أنهم صناعها، فرغم الحرب والقتل والتشريد والجوع، إلا أنهم أكدوا صمودهم ودعمهم لمن صنعوا لهم المجد ويصنعون لأمتهم التاريخ من جديد…

اترك تعليقًا