بسم الله الرحمن الرحيم
الشكر والتحية لأمريكا اللاتينية
بن سالم عبد الحميد
مواقف دول أمريكا اللاتينية تعطي دلالة تاريخية كبيرة حيث أن هذه الدول نفسها كانت السبب المباشر في قرار التقسيم المشؤوم لعام 1947م ، حين تم تدويل القضية الفلسطينية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وعجزت الدول الكبرى على الحصول نسبة الثلثين الذي حتاجه قرار التقسيم ، فقام مندوب البرازيل رئيس الجمعية العامة بتأجيل الجلسة حتى يتمكن الامريكان و اليهود من استجلاب أصوات دول أ
مريكا اللاتينية خصوصا عن طريق الرشاوي من المال و معاطف الفرو الثمينة و المساعدات الاقتصادية و الضغوط المختلفة ، فوعدت حكومة هايتي بمساعدات اقتصادية وقاموا بشراء صوت غوتيمالا عن طريق رجل أعمال أمريكي ، فصادقت بعض الدول و امتنع بعضها ، و مر قرار التقسيم بهذه الصورة لتبدأ العجلة في السير نحو مزيد من مأساة الفلسطسنين و بدأ اليهود في التوسع داخل الأراضي الفلسطينية واستجلاب تعاطف الدول الكبرى و الصغرى و مرت سياسة التطبيع حتى كادت تشمل الدول العربية و الإسلامية كلها وتمادوا في ذلك حتى انتهى الأمر إلى بعض الدول العربية أصبحت تقف الى جنب العدو الإسرائيلى ضد المقاومة الفلسطينية
وتصل تلك العجلة إلى منتهاها من التوسع و التطبيع وا لإجرام لتعود من جديد السير العكسي نحواتجاه التحريروالإستقلال و البداية بهذه الدول نفسها من أمريكا اللاتينية التي كانت السبب المباشر الأول في قرار التقسيم ، وهي اليوم أول من يعلن أن دولة إسرائيل دولة إرهابية و ستلجأ بوليفيا إلى إخطار المنظمات الدولية باعتبار إسرائيل دولة إرهابية و اعتبار اتفاق عام 1972 الذي يتيح حرية السفر إلى بوليفيا موقّعا في ظل نظام ديكتاتوري و تقوم كل من السلفادور و البيرو و البرازيل و الاكوادور بسحب سفرائها احتجاجا على العدوان و لم تجرأ أي دولة عربية أن تقوم بمثل هذا أو أقل من ذلك .
و اليوم رئيسة الأرجنتين أسقطت الجنسية على منتسبي الجيش الإسرائيلي ، و قادت بنفسها مظاهرات في العاصمة الارحنتينية و بكت بكاءا شديدا .
حتى حكومة المالديف تعلن قرارها بإلغاء ثلاث اتفاقيات ثنائية مع إسرائيل و مقاطعة منتجاتها احتجاجا على العدوان و هي الاتفاقيات التي وقعها الرئيس السابق محمد ناشد في 2009 و قد صرحت وزيرة الخارجية أن رئيس المالديف عبد الله لمين والشعب متضامنين مع الشعب الفلسطيني كل هذا يعطي دلالة أن العجلة كما بدأتها هذه الدول قرار التقسيم و سوف تعيدها نفس هذه الدول في اتجاهها المعاكس نحو الاستقلال و التحرير.