عبادة الحب والبغض
بسم الله والحمد لله والصلاة وااسلام على رسول الله وآله وصحبه
عباد ة الحب والبغض من عبادات القلوب الاساسية التي تتعلق باستكمال الايمان و الولاء فقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم “من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان ” ولما جاء الفاروق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم قائلا يا رسول الله اني احبك اكثر من كل الناس الا من نفسي قال له لم يكمل ايمانك يا عمر قال فاني احبك اكثر من نفسي يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: الان الان ياعمر ” ولم يستنكر عليه التحول في اللحظة او يتساءل كيف تحو لت في لحظة لانه صلى الله عليه وسلم يدرك معنى الدخول الفوري في عبادة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذي هو نية وعزم وحال ومقام انخرط فيه عمر رضي الله عنه كانخراط المصلي في فعل الصلاة
والحب والبغض عبادة عظيمة اها تجر عظبم فالمتحابون غي الله لهم منابر من نور وهم من الذبن يظلهم الله في ظ العرش يوم لا ظل الا ظله ،لان ارحامهم ارتقت من حال صلة النسب والدماء الى صلة العقيدة والايمان التي تترتب عليها اخوة الدين وعداوة اعدائه قال تعالى ” والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوه تكن فتنة “
والحب يكون تعبدا لله اولا ” والذين آمنوا اشد حبا لله “فمن عرف الله واحبه حاز معية الله وتقرب اليه بالفرائض فهي عند الله احب مايتقرب به العبد الى ربه ولا يزال العبد يتقرب الى الله بالنوافل حتى يحبه الله فيكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصربه فتتجلى له الحقائق وتكسف له الحجب ويصل مراتب الشهود ، والحب بعد ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تصبح الصلاة والسلام عليه ذكرا دائما للعبد وليس بعد التوحيد اعظم ذكرا من الصلاة على النبي ” ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” ومن حبه حب رسالته وحب آله واصحابهوحب اتباعه وانتظار ملاقاته على الحوض يوم القيامة
ومن عبادة الحب حب المؤمنين وممارسة هذا الحب في عالم المشاعر وعالم المحسوسات اذ اقله سلامة الصدر التي هي نقطة انطلاق لنبل المشاعر والعلاقت الروحية مع اهل الايمان احياء وامواتا وعظيم اجرها ان المؤمن اذا قال : اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات ” كان له الاجر بعددهم ، ومن وقغ معهم حال الضعف والاحتياج كان اجره اعظم فمن زار مريضا رصد الله له سبعين الف ملك تستغفر له ،ومن سار في جنازة وحضر دفنها كان له قيراطان من الاجر مثل الجبال بترابها وحصاها والله يضاعف لمن يشاء ،كما ان من عبادة الحب الايثار وخاصة عند الخصاصة فهو خصلة اضحكت الله فرحا بصنيع اصحابها في زمن الرسول صلى اله عليه وسلم
ومن عبادة الحب الفداء للمؤمنين في اعراضهم واموالهم واهلهم وحياتهم والتضحية من اجلهم والانتصار لهم وصلتهم والاقتراب منهم والاصطفاف معهم وموالاة من والاهم ومعاداة من عاداهم والدعاء لهم بظهر الغيب والاشتغال بشؤونهم والاهتمام لامرهم ” يحبون من هاجر اليهم “
ومن تمام الحب رعايته ومنع المؤثرات النافية له ” قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم و ازواجكم وعشيرتكم و اموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بامره ” وهذه المؤثرات امتحان للحب فالوالد والولد والزوجة لا تنفك عنهم عاطفة الحب ولاهتمام ولكن لا ينبغي ان تكون في مستوى الحب العقدي لله ورسوله ولا شاغلة عن واجبات التعبد بالحب الذي يرتقي الى التضحية والجهد في سبيل الله، والاموال وحساباتها صارفة ملهية عن مقتضيات الحب التعبدي ، والتجارة تبعد العبد عن الاشتغال بالمقام الرفيع بحجة مقبولة هي الحفاظ على السلع من الكساد والتلف ولكن لا يجوز ان تكون ملهاة عن التجارة مع الله لانها المنجية في الدنيا والاخرة ” والساكن يرتضيها المؤم ثم تشغله عن المسكن الدائم في جنان عدن والخلد والفردوس