عبادة اماطة الاذى

عبادة اماطة الاذى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ” لقد جعل الرسول صلى اله عليه وسلم اماطة الاذى شعبة من شعب الايمان وان كانت ادنى شعب الايمان فهي بانتمائها للايمان وشُعبه تاخذ مكانتها في المنظومة التعبدية الاسلامية وتنعكس قيمتها في الاجر العظيم المترتب عنها، والاثم الكبير المحيق بمرتكب الاذى في حق الناس عموما وحق الذين آمنوا بالخصوص واماطة الاذى ثلاثة اعمال هي ازالة الاذى، وكف الاذى ،وتحمل الاذى فاما ازالة الاذى فهي جزء من النهي عن المنكر وتغييره باليد من حياة الناس والا فباللسان والا فبالقلب وذلك اضعف الايمان ،وهي عبادة نفع عام يتعدى اثرها الى الناس ولا يتوقف عند مقيمها والحريص عليها بل يؤجر صاحبها وتنفع غيره وازالة الاذى انواع منها اذى اللسان وازالته بالكلمة الطيبة والمواساة ، ومنها اذى الاعمال السيئة وازالتها بالاعمال الحسنة ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” ومنها اذى اشاعة الفاحشة في الذين ءامنوا وازالته باشاعة الفضائل واراقة ماء القيم على السوء ” فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ” ومنها اذى الظلم والاستبداد وازالته بالعدالة والرشد والشورى ودعم الحريات ومنها اذى الفقر وازالته بالعمل والتضامن ومنها ازالة الهمز واللمز ” ويل لكل همزة لمزة ” وازالته تكون بترك النجوى ونبذ الذين يستهزئون بالمومنين او يسخروا منهم ومنها الاذى الاقتصادي وازالته بمحاربة الربا والفساد والاحتكار ومنها اذى الجهل ويزال بنور العلم والتعليم والتفقه . واما كف الاذى فهو عبادة عظيمة يقوم بها المكلف تعبدا لله بتحري الاحسان ورعاية حقوق الناس وحرياتهم واعراضهم وكرامتهم واموالهم ومشاعرهم وقد قال رسول الله : المسلم من سام الناس من لسانه ويده” بل ان كف الاذى عبادة بديلة تعوض تقصير المؤمن او عجزه عن البر ففي البخاري قال ابو ذر يارسول الله صلى الله عليه وسلم: ارايت ان ضعفت عن بعض العمل ؟ قال كف شرك عن الناس فانها صدقة منك على نفسك” وان كان اذى فرديوجب الاثم فان اذ الجماعى والمجتمعات اشد سوء خصوصا رمي الناس بهتنا وزورا قال الله تعالى: ” والذين يوذون المومنين والمومنات بغير ما اكتيبوا فقد احتملو ا بهتانا واثما مببنا” فكان بذلك كف ااذى العا والاجتماعي منقبة لصاحبها ترفعه درجات عند الله وتحصن الجتمع والجماعة من آثارها السيئة ولذك امرنا باعطاء الفضاء العام مثل الطريق حقه الذي منه كما في مسلم “غض البصر وكف الاذى” ومن اماطة الاذى تحمل الاذى والصبر عليه فالاحسان الى الجار ان تكف اذاك عنه اصلا ولك المقام الاعلى ان كنت تتحمل اذاه ولاترد عليه السيئة الا بالحسنة وهو عفو واصلاح ، وقد جاء اعرابي الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال فيه فقام اليه المسلمون غضابا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه واربقوا على بوله ذنوبا من الماء ، وتحمل الاذى ليس مهانة وذلا وانما هو عفو وتسامح يتقرب العبد به الى الله ربنا سبحانه ويؤجر عليه بنور يقذفه الله في جوفه ويحفظ الله عليه به حسناته التي قد تذهب بالاذى”يا ايها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ” ان عبادة اماطة الاذى حصن من الافلاس الحقيقي فان الاذى يحصد الحسنات ففي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ان المفلس من امتي من ياتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاةوياتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعط هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته من قؤل ان يقضي ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت علؤه ثم طرح في النار ” واذى المؤمنين علامة على سطحية الايمان وحبهم علامة قوة الايمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم” وقال ” المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”

اترك تعليقًا