عبادة اظهار الشعائر

عبادة اظهار الشعائر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين
من اهم ما يتقرب به العبد الى ربه تعبدا اظهار شعائر الاسلام بين الناس وهو فقه فقهه اوائل المسلمين فتعبدوا الله باسماع الناس القرآن في مكة رغم ما عانوا من الاذى ، ويوم اسلام عمر كان التحول في الدعوة هو الاظهار الجماعي لشعار التوحيد وتفعيل اول مظاهرة تعبيرية عن المطالبة بحرية الدعوة والاجر عظيم في اظهار الشعائر لانه احياء للاسلام في الظمير الجمعي وعلى اساسه قام المسجد واتخذ المسلمون سوقا خاصا بهم فكان الجانب الروحي والسياسي والاقتصادي ثلاثية ظاهرة قام عليها الصرح الاول ومطلوب اظهار هذه الشعائر رغم تضايق البعض من تسمية اقتصادنا بالاسلامي او الحكم الاسلامي فالتميز مطلوب ولكن المبالغة غلو مذموم لان مساحة اللقء الانساني واسعة وكلمة السواء بين اراديان موجودة
ومن عزة الاسلام اظهار شعائره والاعلان بها ،ويظهر ذلك جليا في الاعلان والاظهار لاصوله الكبرى والشهادة نطق ظاهر بكلمة التوحيد وباقي العبادات تتطلب الظهور فرضا رغم الدعوة الى اخفائها نفلا ، ولذلك كان التشديد على حضور صلاة الجمعة لانها اظهار كبير للشعيرة الاسلامية بشكل جماعي وهي وسط ويسر في الكلفة والمشقة ومنها اظهار اعماذ الحج وارصوم الفريضة والزكاة الفريضة ومنه كان الاذان اعلانا لهوية المدن ومنه كان علو المنارات في المساجد وتميز ابنيتها ، وعندما ضاقت اوربا مؤخرا بالدعوة الى الله في اوساط ابناء المسيحية عملت على طمس المظاهر المعلنة للشعائر فمنعت تميز بناء المساجد ومنعت المنارات والمآذن وضيقت على الحجاب بشكل ينافي الحريات والديمقراطية رغم ان الكنائس عندنا وعندهم مميزة في ابنيتها
والمسلم من هنا كان مدعوا الى عمارة المساجد اظهارا للشعائر التعبدية بل ان رجلا كفيفا استأذن النبي في الصلاة في بيته فاذن له ثم قال له هل تسمع النداء قال نعم قال فاجب ، وعلى ذلك درج العلماء والدعاة في قولهم : قم الى الصلاة متى سمعت النداء ومهما تكن الظروف ” لان المانع من اظهار الشعائر قد يكون الخوف او الحشمة ولا نقول الحياء وهي موانع تتنافى مع العقيدة في الله واظهار شعائر التعبد له سبحانه
ويطلب الى المؤمن تكثير سواد اهل الشعائر الظاهرة كالجُمع والاعياد ومواطن الجهاد الدعوي في اي مرتبة او حال كان والا يستخف بجهده ومكانته فاو ل الغيث قطرة والنار من مستصغر الشرر بل يؤدي ماعليه لانه على ثغرة ولا يتواكل لانه لو تواكل كل الناس لانطمست آثار الدين في الحياة
ولعل المقام الذي تحتله اليوم حركة المقاومة الفلسطينة في قلوب المؤمنين واحرار العالم والرهبة التي اودعها الله منها في قلوب الصهاينة انما مردها الى اظهار شعيرة الجهاد وابقائها حية بين الناس رغم معاداة القوى الكبرى لها من اجل ذلك اذ الجهاد مربط العز
ومن اظهار الشرائع ما يقوم به الرياضيون من السجود امام كاميرات العالم شكرا لله على نجاحهم الرياضي وهو ما لاتستطيع الاف الوساءل الدعوية الاخرى ابلاغه الى الناس كلهم في ابلغ الصور واوجز البلاغ وابينه ، ومنها مايقوم به المصلون في الاماكن العمومية عند دخول وقت الصلاة خصوصا في ايام الزينة العالمية والمواسم المهرجانية التي تنقلها وسائل الاعلام التي لو اردنا الاشهار فيها لديننا لما تيسر لنا ذلك بهذا اليسر فالدقيقة الاشهارية بمئات آلاف الدينارات في هذه الوسائط
وقد كانت حركة التغريب للمظهر العام للامة الاسلامية حربا على اظهار الشغائر بلغ مداه في تركيا واستمر قرابة القرن من الزمن ، وما يعيشه الشباب من اظهار لشعائر تلمودية او توراتية او صليبية انما هو من هذه الحرب الهادئة العميقة في قلب الامة اشار الى التحذير منها رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى اذا دخلوا جحر ضب دخلتموه قالوا من يا رسول الله اليهود والنصارى قال ومن اذن “
ومن عبادة اظهار الشعائر ما تقوم به الحركة الاسلامية من العمل للاسلام وتنظيم العمل الجماعي وتربية الافراد واشاعة الثقافة الاسلامية وابقاء حالة التدافع من اجل استئناف دور المنظومة الاسلامية في الدولة والمجتمع ، ولا تقاس اعمال الحركة الاسلامية بالواقع الحالي لان ظروف النشأة تختلف عن واقعنا الحالي ، لولا تلك التنظيمات التي كان همها الجامعة الاسلامية وكانت رؤيتها عالمية ومنهجها تعبئة الامة وليس الهيمنة على الامة لما حفظ للمجتمع دينه ولغته وهويته ولما استعاد استقلاله الذي هو مرحلة في طريق العودة الطويل
ومن عبادةاظهار الشعائر ما يقوم به السواح المسلمون من الصلاة والدعاء امام الغير لانها تنبيه واعلان عن دين نظنه معلوما عند الناس ولكننا نخطئ كثيرا لان الارمادة الاعلامية لا تصور الاسلام الا ارهابا وتفجيرات لا مكان فيها للسلام والروحية والنظام والطهارة وحماية اابيئة التي هي اليوم قيم العصر وقد استغرب احد المتخصصين في تسيير التجمعات الكبرى عندما كان يعرض في اح الملتقيات كيفية تسيير تجمع بشري بمئات الآلاف من الناس فعرض عليه باحث اسلامي صور الحج وهي تسيير هادئ لملايين الناس من طرف امام واحد ما جعله يتجه للبحث في دور القوة الروحية في تنظيم التظاهرات الكبرى .
ومن اظهار الشعائر احياء صور العدالة والرحمة في الحياة العامة ودور السلطة فيها ولو بالاكثار من الحكاية عن ماضينا المشرق لان الحاضر هو الاستبداد الذي اقصى الامة كلها عن ادوارها في اظهار الشعائر الاسلامية ، وقد يلومنا العديد من الناس عندما نمجد ماضينا ونفتخر به ويدعوننا الى القراءة الواقعية للحاضر ،ومع اعتبار اهمية النجاح في الحاضر والتفكير في المستقبل الا ان النموذج الاسلامي قد صادره الظلم وتحتاج الدعوة الى احيائه من خلال النموذج المطبق وليس من خلال النظرية فقط ولا يسعفنا في النموذج الا الماضي المشرق تحت قاعدة “” والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا”” ولان النتاج الاجتماعي اليوم كله لا يمكن الاستشهاد به في تقديم النموذج الحضاري لان البيئة الحاضنة اساس ضروري في النظام الاسلامي المبني على الحب والحرية وليس على الاكراه.

اترك تعليقًا