عبادة اليد

عبادة اليد

اليد نعمة من الله عظيمة يغفل عن عظمتها الناس لكثرة الالفة والغفلة عن شكر النعم ، واليد من عبادتها الانفاق وقد اشار الله الى ذلك في قوله تعالى ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما مدحورا “،و التوسط في الانفاق مقام من مقامات الخير والنفع العام للناس وللنفس لان الصدقة زيادة في المال وزكاة له ، والصدقة برهان ، والصدق علاج لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” داووا مرضاكم بالصدقات ”
واليد لها سر في اخفاء الصدقة فهي بصدقها واخفاء الصدقة تضع صاحبها في مقام السبعة الذين يضل الله يوم لا ظل الاظله ” ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم يمينه ما انفقت شماله “
ومن كقرة تعبد اليد سمى الله صاحبها ” ذا الايد انه اواب “
ومن عبادة اليد انها تمتد مع اختها باتجاه السماء في الدعاء فيستحي الله ان يردها فارغة فيستجيب الدعوة ويقضي الحاجات
ومن عبادة اليد الكتابة للخير ونشرالعلم بتدوينه وحفظه للناس وقد قيل :
وما من كاتب الا ويبلى ويبقي الدهر ما كتبت يداه.
فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في القيامة ان تراه
ومن عبادة اليد تغيير المنكر وازالته ” من راى منكم منكرا فليغيره بيده ” والمنكر كثيرة اشكاله فلا بد لليد ان تتعلم وتتدرب على عدة انواع وادوات في تغيير المنكروتحويله الى المعروف والخير
ومن عبادة اليد التعاون على الخير والامتداد بالخير للاخرين فيقال فلان مد يده لاخيه لان هناك اعمال من نشرالمعروف او تغيير المنكر لايمكن القيام الفردي بها فلا بد من تماسك الايدي لتتظافر الجهود وتكون الكفوف في الكفوف
ومن عبادة اليد العهد والبيعة اذ تؤخذ العهود بمسك اليد مصافحة وتلاوة مضمون العهد او وضع اليد على الكتاب وتلاوة الايمان والاقسام عهدا بين الفرد والامة او الجماعة او مع فرد آخر واليد في ذلك وكيل ويد الله
ومن عبادة اليد اماطة الاذى من الطريق ، وهو شعبة من شعب الايمان ، والاذى في طريق المومنين كثير ، وانواع الاماطة كثيرة ومتنوعة ، وكلما جمعت الايدي الى بعضها كانت االممارسة التعبدية في اماطة الاذى كثيرة ونافعة وكلما توسعت الرؤى في فهم ما يؤذي الناس وازالته من حياة المجتمع كانت الايدي لا تتوقف عن ممارسة عبارر بانه يكون بالاصبع دتها التي هي من افضل العبادات
ومن عبادة اليد التشهد الذي وردت الآثار بانها تكون باصبع السبابة ، ومثل عملها في التحية في الصلاة وغير ذلك من انواع الاشارات الى الوظيفة التعبدية لليد التي مثل الرسول صلى الله عليه وسلم بها في اخوة المومنين بانهم كاليدين تغسل احداهما الاخرى
واليد امانة من الامانات التي استحفظنا عليها تنتظر ان نؤديها حقها ونسخرها فيما فطرت عليه ولا نسلط عليها سلطان الهوى فيوردها المهالك

اترك تعليقًا