عبادة التكميل

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه 
عبادة التكميل او الاتمام او الجبر عبادة تتعلق بالنوافل المكملة لنقص الفرائض او السهو فيها او الغفلة وذهاب الوعي حال التعبد او الوقوع في اخطاء تتعلق بغير الفرائض والواجبات الافي الحج عند المالكية مثلا جبرهم الواجب خلاف الفرض بالدم

ومن عبادة التكميل زكاة الفطر فهي مع كل ما فيها من معاني الاصلاح الروحي والاجتماعي فهي جبر لنقص قد يقع في روح الصيام ومقاصده ، ومنها الرواتب والنوافل في الصلاة ، ومن التكميل ستة ايام في شوال بحساب من جعلوا الدهر هو العام بايامه الثلاثمائة وستين فعدلت ايام رمضان والست من شوال كل العام ، اذ يجعل الله برحمته الحسنة بعشر امثالها واليوم بعشرة ايام.

ومن عبادة التكميل الدعاء بالقبول فاننا نضع رحالنا واعمالنا في رحاب الله ثم نتضرع له بالدعاء ان يتقبل ونلح في الدعاء لاجل ذلك وندعوا لاخواننا بالغيب فيكمل الله اعمالهم بدعاء اخوانهم وهم لا يشعرون ، ومن التكميل الاكثار من الصدقات فهي تسد مسد كل نقص والصدقة برهان ونور وفي الحديث الصحيح “انظروا هل لعبدي من تطوع فتكمل به فريضته “

والتكميل انما يكون للاصل فمن شغلته النافلة عن الفرض فهو مغرور لان ركعة واحدة من الفريضة لاتعدلها نافله الدهر وصوم يوم من الفرض لا يعوضه صوم الدهر فقد ورد في الحديث الصحيح: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته”

ومن التكميل سجود السهو وترقيع العبادات والاكثار من الاستغفار ولزوم ادب الاعتذار مما تحفظ به المروءة من الخدش والنقص ومنه قضاء حوائج الناس ففي الحديث ان الساعي في حاجة اخيه خير من معتكف في الحرم النبوي شهرا 
ومنه علو الهمة والتعلق بالله ثم بالاخرة فمن تعلق بالله سارع في الخيرات ولم يرض بالعمل الا تاما كاملا متقنا يفاخر به لان همه الاخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة”
قال المتنبي ولم ارفي عيوب الناس قط كنقص القادرين على الكمال ، وما ذلك الا لكثرة تسويفهم وصحبتهم اهل الهمم السافلة وترك الجد والاكثار من الاماني وما تلك الا تجارة المفاليس كما قيل والعياذ بالله وهي تنافي التكميل المطلوب من اصحاب الرسالات والمتعبدين في محراب الحياة كلها فالله يحب العمل المتقن قال الحبيب صلى الله عليه وسلم “ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه “

اترك تعليقًا