في تقرير لمفوضية اللاجئين ومركز “راند” الأمريكي الجزائر في خطر.. ملايين اللاجئين والفارين على الحدود

توقعت تقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة “راند” للأبحاث الأمنية والاستراتيجية الأمريكية المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، تحول الجزائر خلال السنتين المقبلتين إلى الوجهة الأولى لنزوح الفارين واللاجئين، مع احتمالات تنامي هذا التدفق ليصل 3.5 مليون، ناهيك عن المهاجرين غير الشرعيين الذين يصل عددهم إلى 10 ألاف سنويا.

كما أسس التقرير مقاربته على مجموعة من المؤشرات منها التدهور الأمني في ليبيا، وانعدام الفرص الاقتصادية بمصر والوضع الخطير بدول غرب إفريقيا والساحل وحالة الفوضى التي تعيشها سوريا، وتعتبر هذه العوامل مسببات ترشح الجزائر لأن تصبح وجهة الهجرات وحركات النزوح الأولى، في منطقتي الشرق الأدنى وشمال وغرب إفريقيا ومنطقة الساحل وإفريقيا.

 

وبالأرقام أشار التقرير إلى أن الجزائر قد تستقبل ما لا يقل عن 3 .5 مليون لاجئ وفار من بلده في حالة استمرار الاستقرار الأمني والاقتصادي، الذي تعيشه الجزائر منذ 10سنوات، واعتبر أن انتشار الأوبئة الإفريقية والتدهور الاقتصادي قد يدفع مليون شخص من جنسيات إفريقية مختلفة للفرار إلى الجزائر، كما قد يختار مليون تونسي الإقامة في الجزائر، والرقم نفسه بالنسبة إلى المصريين الذين يعانون ظروفا أمنية واقتصادية خطيرة.

 

وتطرق تقرير “راند” للأبحاث الأمنية والاستراتيجية الأمريكية في فقرات طويلة لاحتمال لجوء أعداد كبيرة من الليبيين إلى الجزائر من موجة لجوء ضخمة من ليبيا إلى دول المغرب العربي وجنوب أوربا في الأشهر المقبلة، إذا تواصل الانسداد السياسي في مصر مع ما قد ينجم عنه من صدام بين الحكومة المصرية الحالية ومتشددين إسلاميين.

 

ومن جهته أظهر أخر تقرير”الاتجاهات العالمية” الذي أصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين في الجزائر هذه السنة يقارب 170 ألف حالة، غالبيتها من الصحراء الغربية، ثم فلسطين، وبمعدل قليل الكونغو، ودول أخرى لم يتم تحديد جنسياتها، وينتظر أن يرتفع عدد اللاجئين في السنة المقبلة، مع تسجيل 2300 حالة طلب لجوء إلى الجزائر من رعايا دولة إفريقية وعربية.

 

وبلغة الأرقام كشف التقرير أن عدد اللاجئين في الجزائر وصل إلى 169340هذه السنة، موزعين على النحو الآتي: 165 ألف صحراوي، و4040 من فلسطين، وتتوقع المفوضية زيادة طفيفة في عددهم السنة المقبلة ليصبح 4060، فيما أحصت 260 لاجئ من دول أخرى -لم تحدد جنسياتهم- أما عن طالبي اللجوء هذه السنة فبلغ 100 حالة من الكاميرون، و400 من مالي، و1500من سوريا، و300 من دول أخرى، ليصبح العدد 2300 حالة مجتمعة، ويتوقع حسب المفوضية أن يصل العدد إلى 2700 حالة السنة المقبلة، وأكثر الحالات المتوقعة ستكون من سوريا التي يصل عدد طالبي اللجوء منها 2000 شخص.

ومن جهة أخرى، فإن الجزائر عرفت في السنوات الأخيرة نزوحا رهيبا للأفارقة، حيث تشير حصيلة الدرك والأمن الوطنيين تحصلت عليها  “الشروق” إلى توقيف أزيد من 10 ألاف مهاجر غير شرعي، 90 بالمائة منهم يحمل الجنسية الإفريقية خاصة من مالي والنيجر سنة 2013، فيما ارتفعت الأرقام خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية بنسبة 70 بالمائة، فيما حذرت وزارة الدفاع الوطني خاصة أطباء الصحة العسكرية من الأخطار الناجمة عن نزوح المهاجرين غير الشرعيين القادمين من 23 دولة إفريقية على الجزائر، خاصة بعد أحداث ليبيا ومالي، وما ترتب عنها من تدفق للاجئين جعلوا الخطر يتجاوز تسرب الأسلحة والمخدرات، ليمتد إلى الأمراض المعدية التي ينقلها أزيد من 10 ألاف “حراڤ” سنويا للجزائريين.

اترك تعليقًا