عبادة الشورى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
عبادة الشورى شعيرة مستمرة في الامة ، ولا يعلو عليها حاكم او مسؤول او رجل او امراة او عالم او عامي لان القرآن وصف الامة المسلمة افرادها بانهم ” وامرهم شورى بينهم ”
وقد ورد الحديث عن الشورى في القرآن ثلاث مرات بشكل مباشر ووردت الاشارة اليها في غير ذلك اكثر من مرة
جاء الحدث عن الشورى في شان عائلي بسيط بين الابوين ” عن تشاور بينهما”
وجاء في وصف حال المؤمنين وصفاتهم الاساسية ” وامرهم شورى بينهم ”
وجاءت في الامر للرسول صلى الله عليه وسلم ” وشاورهم في الامر ”
وجاءت بشكل غير مبار في وصف حال سبأ وبلقيس ” حتى تنظرون ”
ان الشورى خق عام وحال من احوال لمؤمنين وعلامة من علامات اولياء الله واتباع الرسةل صلى الله عليه وسلم فقد وصفه الصحابه بالاكثار من مشاورة اصحابه في السلم والحرب والامر كله
والشورى قوة للامة وللافراد فمن شاور الناس شاركهم عقولهم وقاسمهم علمهم وافكارهم وخبرتهم ولذلك جاء في الاثار ” ماخاب من ا ستشار ولا ندم من استخار ”
والشورى حب ومودة سواء لدى المستشير او المشير المبادر بالراي الصواب كما فعل الحباب رضي الله عنه في بدر ، والمسؤول المكثر من الشورى مكثر من الطمانينة بين الناس ومحقق لعبادة امن الجماعة او الامة او المؤسسة لان الامن اسا الانجاز
والشورى تعني في اللغة استخلاص العسل وجلبه وفي الراي تعني استخلاص الصواب من وسط الاراء المختلفة بتلاقحها وتوازنها وترتيب افضلها للحال الذي يكون عليه الشورى ، وقد جعلت الامم لاستخلاص الراي مؤسسات ومجالس تسمى مجالس الشورى لا يكاد يخلو منها كيان وا تنظيم وان تغيراسمها فلا يتغير مسماها ،ولم تتخلف الامة الاسلاميةولا غيرها من الامم الا عندما تروا الشورى واستكانوا للاستبداد
والشورى طاقة روحية كبيرة لانجاز الاعمال والتكاليف لان المشاركين في الشورى يشعرون اهم اصحاب القرارت والتوصيات الناجمة عن الشورى فيبذلون في سبيل تحقيقها كل طاقة يملكونها ويزيدون عن ذلك ببذل الضحيات لتحقيق الاهداف
والشورى بركة من الله لان يد الله على الجماعة ومن تفرد استفرد به الشيطان وغلبه الهوى وضاق به افق النظر فاخطأ وهويحسب انه يحسن صنعا وربما اخفى قرارته لكي لا تكون عرضة للنقد والاعتراض ولو استشار لاستغنى ورفع عن نفسه وخياراته كل الحرج
والشورى لا يستغني عنها احد فالريول صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي وهو خليل الله وحبيبه الذي اقسم له واقسم به وايده كامل التاييد وصنعه على عنه ووصفه بانه لعلى خلق عظيم وجعله خاتم الانبياء وصنعه على عينه وقا له “وانك باعيننا” ومع ذلك قال له ” وشاورهم في الامر ”
ان عبادة الشورى من اعظم الرحمات الربانية على الامة واساس من اسس وحدتها وقوتها لا يدفعنا اليها الالتزام التنظيمي ولا اللوائح والقوانين ولكن يحييها فينا التعبد لله وتكرسها بيننا اخلاق الاخوة وتتطلبها منا الروح الجماعية نسأل الله الا يرفعها من الامة والا يحرمنا منها انه ولي ذلك اللطيف بعباده والصلاة والسلام على رسوله الامين

اترك تعليقًا