“المرجعية النوفمبرية مقياس لمشاوراتنا مع القوى السياسية

  “الجدار الوطني” يراهن على حماية الثوابت التي سار عليها نحناح، بلمهدي:

“المرجعية النوفمبرية مقياس لمشاوراتنا مع القوى السياسية “

حركة البناء الوطني جاءت لتبني دون إقصاء أي وجهة نظر!

أكد رئيس حركة البناء الوطني، الشيخ مصطفى بلمهدي، على أن المبادرة السياسية التي أعلن عنها الحزب أمس تراهن على حماية الثوابت الوطنية السياسية والدينية والاجتماعية التي سار عليها الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه، واعتبر المتحدث في كلمة ألقاها بمناسبة الإعلان عن المحاور الكبرى لمبادرة الحركة والمتمثلة في”الجدار الوطني”، أمس بمقر الحركة بالعاصمة، بأن هذه المسألة تعتمد في الأساس على المرجعية النوفمبرية كمقياس للمضي قدما في المشاورات التي سيخوضها الحزب مع مختلف القوى السياسية الفاعلة في المشهد السياسي الوطني مهما كان موقع هذه القوى أو مكانتها في المجتمع، حيث سيكون محتوى بيان أول نوفمبر المرجعية للمضي قدما في أي مسعى يهدف للتغيير. وأوضح بلمهدي في سياق متصل بأن تشكيلته السياسية جاءت لتبني دون إقصاء لا لطرف ولا لوجهات النظر وهو ما أكد عليه أيضا الأمين العام للحركة أحمد الدان الذي استعرض بدوره المحاور المتعلقة بـ”الجدار”. 

وقال مصطفى بلمهدي، وهو يستعرض أهم المحاور التي تراهن عليها تشكيلته السياسية التي حازت مؤخرا على اعتماد لها، وهي بأن حركة البناء الوطني تهدف من خلال تواجدها في المشهد السياسي الوطني إلى الدفاع عن ثوابت الأمة ومقومات الاستقرار الاجتماعي والسياسي التي كان يرافع لها الشيخ محفوظ نحناح، وهي نفس المحاور التي تستعرضها اليوم هذه التشكيلة السياسية أمام القوى الأخرى، سواء المحسوبة على تيار الموالاة أو تيار المعارضة الباحثة عن فرصة لتحقيق “التوافق”، مشيرا إلى أن حركته تسعى لأن تكون إضافة إيجابية في ساحة النضال من خلال الرؤية التي تقدمها، والتي وصفها بـ”المتميزة”. وأضاف المتحدث بأن هذه الرؤية مبنية على خيار الشعب من خلال بناء قاعدة نضالية صحيحة وسليمة تكون محور العمل السياسي، الذي تتطلع له الحركة في سبيل تحقيق النفع العام الذي قال إنه مرتبط بـ”إنتاج الأفكار والبرامج” كما هو مرتبط أيضا بتحقيق “الأمن والغذاء والطمأنينة”. ومن هذه المنطلقات تحرص حركة البناء الوطني في رؤيتها السياسية التي تقدمها أمام الفاعلين في المشهد السياسي الوطني والشعب الجزائري عموما، على التعامل بـ”واقعية”، أمام التحديات التي تقبل عليها جميع مكونات المجتمع الجزائري، أي عكس ما تحاول بعض الأطراف السياسية الأخرى -التي رفض الإشارة إليها بـ”الإسم”- التعامل من خلال تزييف الأمور والحقائق أو تسليط الضوء على جزء من المشكلة لا جوهرها، وهي الرؤية التي ترى هذه التشكيلة السياسية بأنها السائدة اليوم في الحياة السياسية في الجزائر بشكل عام. 

وأشار المتحدث في سياق متصل، بأن المقياس الذي ستعتمده حركة البناء الوطني في خوضها للمشاورات مع القوى السياسية مهما كان موقعها ومكانتها ستكون بالعودة إلى رسالة نوفمبر التي يرى هؤلاء بأنها المقياس الحقيقي لأي عمل سياسي يهدف للبناء. وقال بلمهدي في الصدد ذاته بأنهم يراهنون على الانفتاح أمام الجميع ومع جميع الراغبين في المضي قدما لبناء جزائر الغد، خاصة وأنهم لا يسعون للانفراد بالمشهد السياسي لوحدهم بل يسعون لتشارك الرؤية السياسية مع جميع أبناء هذا الوطن في إطار التعاون والبناء والإصلاح السياسي، الذي قال إنه “يجب أن يثمن بعيدا عن التبعية والهيمنة”، في ظل الأخطار التي تتربص بالجزائر التي تحاول بعض الأطراف أن تستهدفها بسبب مواقفها الثابتة تجاه قضايا عادلة. 

من جهته، عرض الأمين العام للحركة أحمد الدان، في مداخلة له، الأرضية السياسية للحركة التي أطلق عليها “الجدار الوطني”، حيث اعتبر المتحدث أن هذه الخطوة هي امتداد لفكر الشيخ الراحل محفوظ نحناح الذي كان ضد السلطة وليس ضد الدولة. وأشار المتحدث في سياق متصل إلى أنّ الهدف الأساسي للحركة هو البناء وعدم استثناء أي طرف من خلال العمل على إشراك الجميع في هذه المبادرة، التي ترتكز وتتميز عن باقي المبادرات السياسية الأخرى في كونها جاءت لتبني دون إقصاء أي طرف من التشاور، وتتمحور مكونات المبادرة حول استهداف التشكيلات السياسية، المجتمع المدني، المجاهدين والأسرة الثورية، الأكاديميين والخبراء وكذا الشخصيات الوطنية والثورية، الزوايا والعلماء والنقابات، بالإضافة إطارات الصحافة والإعلام. 

اترك تعليقًا