في ذكرى وفاة الإمام محمد الغزالي رحمه الله بقلم حشاني زغيدي

 

في ذكرى وفاة الإمام محمد الغزالي رحمه الله بقلم حشاني زغيدي

 

تمر على الأمة ذكرى وفاة الإمام الكبير العلامة محمد الغزالي [1917 م – 1996 م ] الذي صادف ميلاده 22 مارس . هذا الإمام الذي ترك الأمة يتيمة حيث كان المدافع و المحامي عن الإسلام بقلمه و لسانه لقد كانت حياته قصة مرصعة بالكفاح عرفته دروب الدعوة و منابرها واعظا و دروب التربية مربيا فاضلا و عرفته سجون البغي و الظلم ثابتا مع إخوانه على المحن فكانت حياته جهادا طويلا فكان جهاد دعوة . فجهاد الدعوة لا يقل أثرا من جهاد السلاح فكانت حياته سياحة في أرض الله الواسعة يحمل هم الدعوة بروح الشباب رغم تقدم العمر .

لقد جمعت كتابات الشيخ إبداعات الأديب و فقه الداعية و رؤى العالم المجرب و خبرة الممتحن الذي صاغته المحن و قوت عوده في جرأة و صلابة في الحق قل نظيرها رحم الله الشيخ و جزاه عن الأمة خير جزاء كان الشيخ وثيق الصلة بالشباب فكان الشيخ ملهم الصحوة المباركة و موجهها بنهجه الوسطي الممزوج بفقه مميز يستوعب الحداثة و يرفض الجمود و التعصب للتقاليد البالية كان لأثر تلك الصحوة ردود عنيفة من الشباب حديث التدين المتشبث بصغائر الأمور تناولها في مؤلفاته .

كان شغفي الكبير بالشيخ الإمام فارتبطت ذكرياتي الشخصية بهذا العملاق سأسرد لكم ما وقع فعلا . بينما كنت غارقا في مطالعتي أمس إذ بلمسة رقيقة على كتفي من ابنتي تهمس في أذني و هي تحمل كتابا . لمن هذا الكتاب ؟ أطرقت النظر مليا في الكتاب قرأت عنوانه و الدهشة تشدني ظلام من الغرب للإمام محمد الغزالي أنه هدية و أي هدية إنه هدية زواجي تخيلوا من صاحب الهدية ؟ إنها الزوجة مذيل في صفحته الأولى لصاحبه فلان هدية من زوجتي و قد أعادت البنت الذكريات لسبعة و عشرين سنة من الزواج عاودت معه أجمل الذكريات و من من ؟ من ابنتي الكبرى و البسمة تملأ محياها و هي تطلب مني أن أروي لها قصة الكتاب. .

 

لقد كان الشيخ ثورة على التقاليد البالية و الأفكار الوافدة التي زرع سمها الاستعمار الثقافي حيت نورد لكم هذه الكلمات المعبرة من كتابه قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة “ إن الاستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة , لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية , يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان , مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين .. و أغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط

اترك تعليقًا